هذا هو العمر المثالي للزواج!

على الرغم من كل المحاولات الجادة لمعالجة قضية في كل أرجاء العالم العربي، ما زالت "العزوبية" تتوسع وتترنح على عرش الشباب. وإذ بالعنوسة تصبح حالة مجتمعية قائمة بحدّ ذاتها، وكأن البلدان العربية تتسابق في ما بينها على من يحتل المرتبة الأولى في عند المرأة، وعند الرجل.

 

 

 

في تحقيق شمل 100 شابة عازبة من المدن، تتراوح أعمارهن بين 18 و40 عاماً، تخشى الغالبيّة الساحقة من المرشّحات للزواج التغيير الذي ينتج عن هذه المرحلة من الحياة. يردن أن يتزوّجن لتحقيق "مشروع حياة" يذهب إلى ما هو أبعد من إنجاب الأولاد وتأسيس عائلة. لم يعدن يؤمنّ بالزواج بسبب الشغف لأنه حتى إن كان الشغف موجوداً، فهنّ في حاجة إلى عناصر أخرى تسمح لهنّ بتحقيق مشروعهنّ.

 

 

شابات اليوم يعلّقن أهمية كبرى على حريّتهن (68 في المئة منهن يرفضن الارتباط برجل قد يحاول وضع حدود لهذه الحرية). تغييرٌ جذريّ مقارنةً مع جيل أمهاتهنّ! أي بتعبير آخر، من أصل 10 نساء، 9 يرفضن أن يتزوّجن على طريقة أمهاتهن وجدّاتهن ويعلّقن أهميةً كبيرة على استقلالهن وحريتهن، ولا يخفن من العنوسة. لكنهن يبقين نساءً يحتفظن بإرثهن الاجتماعي والثقافي، وبمشروع الزواج، حتى لو لم يكن مرادفاً للأمومة والعائلة كما كانت الحال في السابق.

 

 

 

يرى الكثيرون أنه كلّما تأخر سن الزواج، كلما ساعد ذلك على ثبات العلاقة، لأنه يكون للثنائي النضج والوعي الكافي بحيث يعرف ما يريده وما لا يريده، لكن الدراسات الحديثة أثبتت عكس ذلك. فقد أشار الاستفتاء التي أجري على بعض الثنائيات، أن الذين تزوجوا في عمر الثلاثين هم عرضة لفسخ العلاقة أكثر من الذين عقدوا قرانهم في عمر العشرين. كما شملت الدراسة الأشخاص المتزوجين في عمر الأربعين، والذين ارتفعت لديهم فرص الانفصال بشكل أكبر من المتزوجين عن عمر مبكر.

 

 

يبقى السؤال ما هو العمر المثالي لدخول القفص الذهبي؟

 

بحسب الدراسات والاستفتاءات، تم التوافق علمياً على أن العمر المثالي الذي يضمن التكافؤ العاطفي والذهني بين الطرفين، يترواح بين عمر 28 و32. هذا العمر المناسب الذي يسمح لكل امرأة من بدء رسم مسيرتها المهنية بما يتناسب مع طموحاتها وأحلامها، فتكون أنهت مشوارها الدراسي وبدأت بشقّ طريقها في الحياة ما ينعكس إيجاباً على حياتها الاجتماعية. هذا التطور ينعكس بطريقة مباشرة على تطورها العاطفي، فتكون قد اختبرت بعضاً من الحياة وأدركت حقيقة، بعيداً من تأثيرات البيئة والمجتمع، أهدافها وتطلعاتها ورسمت خطاً واضحاً عن شخصيتها وصورتها التي تريد إظهارها في المجتمع وبالتالي وضعت في رأسها مواصفات الشريك المناسب، الذي سيلائم هذه التطلّعات ويكملها، ما يضمن لها حياة زوجية هنيئة وسعيدة، بعيداً من مخاطر الطلاق أو الانفصال وحتى الخيانة.

 

لكن في النهاية، البحث عن يجب أن لا يكون هو الهدف. فالعمر ليس العامل الوحيد والأساسي الذي يحدد مدى جهوزية الفرد للارتباط وخوض علاقة زوجية ناجحة. "النضج هو الأساس وليس العمر. فالأمر يعتمد على الشخصية والبيئة الثقافية التي يأتي منها الزوجان، والأسباب التي تدفعهما للزواج. "ما الذي يريدانه من الزواج نفسه؟ هل تتزوج لإرضاء والديك مثلاً؟ للإنجاب؟ لنفسك؟ ما السبب؟".

 

 

 

المزيد
back to top button