من المسؤول عن المتاجرة بالمرأة عبر وسائل الإعلام؟

امرأة فاتنة بقوام رشيق وملامح مغرية، هو عنوان معظم النساء اللاتي يظهرن عبر معظم القنوات الفضائية ليقدمن برنامج صباحي أو حتى نشرة أخبار مسائية أو إعلان لمنتج تجاري استهلاكي عدا عن أغلفة معظم المطبوعات العربية التي تحمل اسم نون الجمال.. إلى متى ستبقى المرأة هي مجرد صورة جمالية مستهلكة عبر وسائل الإعلام؟ من المسؤول عن المتاجرة بالمرأة الإعلامية؟ وأين القوانين والمواثيق الإعلامية التي تحفظ كرامتها؟

 

هل بوجود ميثاق شرف إعلامي ممكن أن يحمي المرأة من المتاجرة بها عبر وسائل الإعلام؟ سؤال يجيب عليه الإعلامي المصري معتز الدمرداش، ويقول: " ميثاق الشرف الإعلامي هي قضية طرحت في السابق وتم الحديث عنها كثيراً ولكن للأسف لم تفعل على أرض الواقع، ولكن جاء الوقت المناسب من وجهة نظري وخاصة مع محاولة الشعوب العربية للإصلاح والتغيير، لذلك يجب إعطاء دفعه كبيرة للشباب، في المقابل يجب أن يكون هناك شباب بالأفكار ومن ضمن تلك الأفكار، وجود مواثيق شرف حقيقة تنفذ لا أن تكون حبراً على ورق، وميثاق الشرف الحقيقي هو الذي يضعه أبناء المهنة وليس مفروضاً من الحكومات، لأنها طرف في الموضوع، ولا يجوز أن نؤسس لمنظومة الخصم والحكم، ولذلك يعتبر هذا تحدى كبير أمام أبناء المهنة، وأنا شخصياً أتمنى أن أرى في الفترة القادمة أكثر من بلد عربي يضع مواثيق إعلامية بأعلى المستويات المهنية". يؤكد الدمرداش أن المجتمع هو المسؤول الأول عن المتاجرة بالمرأة، وهو المجتمع الذي تسوده ثقافة الرجل والثقافة الذكورية وهو مجتمع غير ناضج، والذي يناقش المرأة في العلن ويضطهدها في وراء الكواليس وهذه الثقافة يجب أن تغير، ولن تتغير إلا بوجود تغيير فعلي من جميع أنواع شرائح المجتمع حتى ننتهي من هذا الموضوع " اضطهاد المرأة" الذي بات من المواضيع المخجلة.

 

 

يرى الإعلامي طاهر بركة، ضرورة وجود ضمير شخصي ورقابة ذاتية عند المرأة نفسها، ومن بعدها يأتي دور المؤسسة الإعلامية التي تعتبر المنوط والمسؤول في أن لا تحول المرأة إلى سلعة أو إلى صورة فقط، ومن بعدها نرمي الأسباب على القوانين ومواثيق الشرف التي تنظم العمل وتراقبه، وهي فعلاً من الصعب أن تنظم العمل لأنه لا يوجد شيء ملزم بسبب وجود مؤسسات قطاع خاص وأخرى المتعلقة بالعقود الشخصية للإعلامي. ولكن جل مشكلة استغلال المرأة وإظهارها كسلعة في وسائل الإعلام المختلفة هي متعلقة بأن لا تنظر المرأة إلى نفسها كسلعة، وأنا لا تنظر المؤسسة الإعلامية إليها كسلعة، وكذلك صحب العمل يجب أن ينظر إليها كقيمة وكمعرفة وثقافة وجمال داخلي، أما الجمال الخارجي فهو مهم في التلفزيون، ولكن باقي الوسائل الإعلامية يصبح الجمال الخارجي شيء ثانوي".

تقول الإعلامية رشا الزين ، " المرأة الجميلة تستطيع فرض نفسها على الشاشة وعبر الوسائل المطبوعة، إذا كانت تتمتع بفكر وثقافة، بينما الجمال لوجده لا يكفي، لأن المشاهد والقارئ العربي على وعي كامل بالحقيقة، لذلك استغلال المرأة الإعلامية الجميلة الفارغة من الداخل يقع على مسؤولية المؤسسات الإعلامية بالدرجة الأولى، وكذلك أحمل المسؤولية للمرأة نفسها التي شوهت صورة المرأة الإعلامية المثقفة الجميلة، فأصبح البعض يعتقد أن معظم الإعلاميات هن مجرد جمال خارجي فقط".

 

 

وترى الإعلامية سهام شريف، أن بعض وسائل الإعلام لا تتاجر بجسد المرأة ولكن تستخدمها كأداة لتحقيق غايات معينة، منها زيادة حجم المبيعات، ولفت الانتباه، وخاصة فيما يتعلق بالمضمون، فبعض القراء أو المشاهدين العرب لوسائل الإعلام يهتمون بالثقافة الفضائحية، وهي الشخصية التي تثير جدلاً سوء في الساحة الفنية أو الاجتماعية أو السياسية، وهي موجودة في الواقع". تحمل سهام مسؤولية المتاجرة بالمرأة لكل شريك، منها المرأة التي تقبل بأداء الدور وقد تكون موافقتها وفقاً لعدد كبير من الضغوط وربما بدون ضغوط ويكون دافعها القناعة الشخصية، وبعدها تأتي عملية المنتج، وهو العصب الإعلامي، ومن بعدها الرجل الذي يبحث بطبيعة الحال عن الجمال،  وفي النهاية المتاجرة بالمرأة عبر وسائل الإعلام هي مشكلة تتحملها جميع عناصر العملية الإعلامية".

 

 

تحقيق رنا إبراهيم

 

 

 

المزيد
back to top button