مراهقون متمردون على أسرهم

تعتبر فترة المراهقة هي المرحلة الانتقالية ما بين الطفولة والشباب تشكل حجر الزاوية في تشكيل وجدان كل شاب وفتاة والمراهقة هي مرحلة خاصة جدا وهي انتقال من الطفولة إلى عنفوان الشباب وتمرده، وبالتالي يقع العبء الأكبر على الوالدين وخاصة الأم حيث يجب أن يتفهما هذه المرحلة الجديدة والتعامل معها بكل حكمة، فالمراهق مرة ثائر وأخرى غضبان وأحيانا مرح وفي بعض الأوقات يظهر عليه الاكتئاب وهذا تسببه التغيرات الجسدية والنفسية التي يمر بها في هذه المرحلة.

 

يقول دكتور علم النفس أحمد الرشيد، أن مرحلة المراهقة تبدأ تقريباً في الثانية عشرة من العمر وتستمر حتى بلوغ العام الحادي والعشرين وتشهد اضطرابات بدرجات متفاوتة لدى المراهقين، وينظر الكثير من الآباء والأمهات إلى أولادهم المراهقين والمراهقات على أنهم مصدر للإزعاج وتعكير صفو الحياة، وهذه النظرة ليست بعيدة عن الواقع في غالب الأمر، ولكن يجب معرفة أن معظم مشكلات المراهقين والمراهقات هي نتاج مرحلة المراهقة نفسها، أي إنها تزول بزوالها، لكن كيفية التعامل معها تساعد على تخفيف وطأتها، وعلى عدم تحولها من شيء عابر ومؤقت إلى شيء دائم ومستمر.

 

أشكال التمرد

يشير الدكتورالرشيد أن سلوك التمرد لدى المراهقين يأتي بأشكال متنوعة، منها الرغبة بالاستقلالية بعيداً عن الوالدين، الانجذاب نحو أقرانه، عدم الانصياع لأوامر الوالدين، وتعمد معاداتهم عبر ارتكاب سلوكيات مخالفة، ويرى الدكتور النفسي ان انتشار الهواتف الذكية وألعاب الفيديو وبرامج التلفزيون الشبابية لها تأثير كبير على المراهقين وسلوكه المتمرد.

 

مسؤولية الوالدين

ويرى الدكتور الرشيد أن معظم الأسر لا تملك الحد المطلوب من الثقافة التربوية، كما أن الأسر الملتزمة والراقية تكون صارمة نحو مشكلات أبنائها ولهذا السبب تنزعج بشدة من بعض تصرفات أبنائها غير اللائقة، في حين أن الأسر الأخرى لا ترى في ذلك شيئا يستحق التوقف والتكدر، ولكن في مقاربة أولية يقول الباحثون: إن السلوك يصبح مشكلة إذا تكرر على نحو غير مألوف، أو كان في نظر معظم الناس شيئًا خطرًا، أو لا يمكن السكوت عليه. ومنه تعد المراهقة مرحلة من أدق وأهم المراحل التي يمر بها الإنسان وليست مشكلة، ولكن نظرًا لطول تلك المرحلة والتغيرات التي تصاحبها على كافة جوانب الشخصية يتخوف منها البعض ويتصورها كمشكلة. وتتنوع مشاكل المراهقين ومنها الخجل، حيث يمكن للخجل أن يكون سببًا في العديد من المشاكل النفسية الخطيرة، والمراهق الخجول كان من قبل طفلًا خجولًا، ويخشى المراهق المنطوي على ذاته التواصل مع الخارج، خوفًا من التعرض للسخرية لذلك يحمر وجهه ما أن يصبح موضوع الحديث، ويبدأ بالتلعثم ما أن يبدأ الكلام ولا يعبر عن رغباته إلا نادرًا، فالخجل يفصل المراهق ويبعده عن الحياة الاجتماعية، أما الأبناء الذين يخالطون غيرهم، ويجتمعون معهم يكونون أقل خجلًا من الأبناء الذين لا يخالطون ولا يجتمعون والمعالجة لا تتم إلا بأن نعود الأبناء على الاجتماع مع الناس بأخذهم إلى الزيارات العائلية والخروج مع الأصدقاء إلى الأندية والمعاهد، وتعويدهم على التحدث برفق مع الآخرين والاستماع له، فهذا يساعد على كسب ثقته بنفسه، وبالتالي تضعف حالة الخجل لديه.

 

كما تولد التغيرات الجسدية والنفسية التي تحصل في عمر المراهقة موجات من الاكتئاب التي تتعدى نوبات الحزن الشائعة في هذه المرحلة، ويبدو المراهق في الكثير من الأحيان مضطرباً مشوشاً ويتكلم بصوت مرتفع، لا يسمع إلا جزءًا مما نقوله له، فنجده تارة سعيدًا، وفي لحظات يتغير مزاجه فيصبح عصبيا وحزينا، وقد يلجأ إلى البكاء لأتفه الأسباب يميل إلى تضخيم الأمور حتى ولو كانت بسيطة، ويعتقد أن المشاكل التي يمر بها من أعقد المشاكل.

 

والمعالجة في هذه الحالة تكون بمواجهة مشاعر المراهق وتفهمها، وذلك بتقديم المدح له في الجوانب الحسنة والاستماع الجيد للمراهق، لكن إذا استمرت المشكلة يجب استشارة الأطباء والاختصاصيين في المجال، وأهمية مراعاة عدم الاستخفاف بحالة الاكتئاب التي قد يعيشها المراهق لذلك من الضروري معالجتها.

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button