مذكرات عازبات ناجحات تجاوزن تحديات الزمن

لم تعد الفتاة الخليجية الغير متزوجة، تحمل عبء على أفراد عائلتها بسبب عدم زواجها، ولم يعد نجاح المرأة في عملها ودراستها مرتبط بالرجل والزواج به، لقد باتت المرأة الخليجية وعلى وجه الخصوص الإماراتية، تتميز بصفات وخصائص تجعل منها إنسانة، متقدمة ومتطورة تعتمد على ذاتها، وتهتم بتأمين مستقبلها، تاركه باب الزواج ورائها  مفتوحاً لصاحب النصيب، لا عائقاً يحول دون تقدمها وتطورها.  ومن هنا عملنا على رصد قصص نجاح ثلاث فتيات عازبات، كافحن من أجل الوصول إلى أحلامهن وآمالهن، من خلال التالي:

الرجل الشرقي يرفض الارتباط بالمرأة الإعلامية

الإعلامية شيخه الحوسني، قطعت شوطاً طويلاً من أجل تحقيق أحلامها المهنية، بعيداً عن الاهتمام بمستقبلها الاجتماعي المرتبط بالزواج وتكوين الأسرة، لأنها ترى أن الزواج سيكون بمثابة عقبة في طريقها المهني، خصوصاُ وأنها تحمل الكثير من الأحلام، فأقفلت الباب عن مشروع الزواج، حتى تحقق ما تريد.. وكانت ترجع السبب على حد تعبيرها " الزواج مسؤولية ولا أريد أن أظلم الرجل واعتبره عائق يقف في طريق تحقيق أحلامي، لأن عملي ودارستي ونشاطاتي الخاصة تحتاج إلى وقت كبير، وفي هذه الحالة سوف أظلم الرجل".

ترى شيخة ان هناك تحديات عديدة تواجه المرأة الإعلامية العازبة، لاسيما وأننا نعيش في مجتمع خليجي محافظ، والعمل الإعلامي يحتاج إلى قضاء وقت طويل في العمل، وأحياناُ يتطلب العمل لساعات طويلة في الليل، وتقول : " أحياناً قد تضطر الإعلامية إلى الخروج في الصباح والعودة إلى المنزل في وقت متأخر ، مما قد يجعل أصابع الاتهام تشير لها باللامبالاة، أو أنها ليست الفتاة المناسبة للزواج لأن الرجل الشرقي يحتاج إلى زوجة تراعيه، هو وأبنائه، وتكون ربة منزل ، ناهيك عن أن البعض يرفض عمل المرأة من منطلق، (  ضرورة لاعتناء بمنزلها).

على الرغم من كل هذه التحديات، ترى شيخة ان الزواج هو راحة نفسية وطمأنينة للمرأة، وفي الوقت الحالي وبعد تحقيق معظم أحلامها، تفكر في الزواج بشكل أكثر جدية عن السابق، أما بالنسبة لمواصفات شريك أحلامها، هي تريد شخصاً يحبها، ويتفهمها، ويدللها، وبالتأكيد سوف تمنحه الحب والرعاية.

 

الزواج ليس من أولوياتي

تعتبر مريم المجر النعيمي،  مستشارة وكيل وزارة الاشغال، نموذج مبدع للمرأة العاملة والمجتهدة في مجال عملها في الاتصال الحكومي ومن جهة أخرى مشاركتها السياسية، فضلاً عن اهتمامها بالجانب الاجتماعي والخيري.

ترى ان الإستمرار في العزوبية لايشكل عائقاً لها، لأنه يسمح لها بالمزيد من الوقت للعمل والعطاء، وتقول: "المرأة المتزوجة من الصعب ان تعطي وقت لعملها مثل العزباء، وإذا حدث ذلك سيكون على حساب الزوج والأبناء والعائلة، من الصعب ان تكون الزوجة ناجحة في العمل والبيت معاً، ممكن ان يكونان متساويان فقط".

وتؤكد ان الرجل والمرأة يكملان بعضهما البعض، وان المرأة الناجحة تدفع الرجل إلى المزيد من تحقيق النجاحات في عمله والرجل الناجح أيضا يدفع زوجته إلى النجاح وتحقيق الانجازات في عملها وأسرتها كذلك فالنجاح في العمل يعتمد على على التفاهم وعلى الموازنة في الأمور بين العمل والحياة الاسريه فلا يتغلب احدهما على الآخر .

على الرغم من هذا لاتفكر مريم بالارتباط في الوقت الحالي، وتقول: " الزواج ليس شيء مهم أضعه في أولوياتي، في حال توفر الزوج المناسب، أي الزوج المتفهم لطبيعة عملي في مجال الإعلام والاتصال، ممكن ان أضعة من ضمن مخططاتي، التي لا أتنازل عنها".

وتشير مريم إلى سر نجاحها وتفوقها، وتقول: " والدتي هي المشجع الأول والأساسي في كافة أموري وخاصة المهنية والعملية وتشجيع أهلي وثقتهم بي اكسبني القدرة على تحمل كافة الصعاب واجتيازها،كما إني اخصص وقت للعمل ووقت للراحة واغتنم الفرص لأسافر فانا عاشقة للسفر فمن خلاله أجدد نشاطي وكذلك القراءة والتواصل الاجتماعي فالتوازن في الحياة هو محور النجاح".

الرجل يكمل المرأة، ووالدي سر نجاحي

عائشة عبد الرحمن، إعلامية إماراتية متعددة المواهب، هي مصورة ومخرجة أفلام وتهتم بالأفلام الوثائقية التي تعكس التراث والحضارة الإماراتية، كما تعمل عائشة في مجال الإذاعة.

انخرطت عائشة في العمل الإعلامي، وجعلت موضوع الزواج والارتباط بعيداً عن مخططاتها، لكنها في نفس الوقت لم تغلق الباب على نفسها، رافعة شعار " لا أريد عرساً" لأنها  تؤمن بالنصيب وقضاء الله وقدرة في تقدير هذه الأمور، ولهذا هي لاتريد ان تشغل نفسها بهذا الموضوع، لأنها سعيدة بحياتها الاجتماعية والوظيفية، ولاسيما وجود والدها التي تشجعها وتقدم لها الدعم، وتقول: " لن أنتظر وأضع يدي  على خدي يائسة أنتظر زوج العمر، لأني أؤمن بان الزواج نصيب، لكن إذا جاء فارس الأحلام في يوم، يجب ان يتمتع بعدد من المواصفات والشروط الضرورية، لاسيما ان يكون زوج متدين، يؤدي عباداته ويحترمني ويحترم أهلي، وأيضا ان يحترم عملي، لايمكنني ان أتزوج برجل يختلف عني باهتماماته وهواياته، أهم مافي العلاقة الزوجية التوافق الفكري والمهني، على سبيل المثال: أنا أعشق التصوير، أتمنى ان أتزوج شخص ليس بالضروري ان يكون محترف بهذه الهواية، المهم ان يشاركني ويشجعني عليها".

وتضيف: " بصورة عامة الرجل يكمل المرأة والعكس صحيح، لكن والدتي هي من تساندي في جميع أمور حياتي، وهي تملأ دنيتي ووقت فراغي، وبهذا اعتبرها زوجي وأخي وكل عالمي".

وتشير عائشة ان نجاح المرأة ليس له علاقة بزواج المرأة أو بعزوبيتها، لكن النجاح يتوقف على شخصية المرأة ذاتها وقدرتها على الحب والعطاء المرتبط بالتطور والرغبة في النجاح.

 

رنا إبراهيم

المزيد
back to top button