ما هي أبرز تحديات لغة " الضاد"؟

في ظل انتشار الفضاء الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي

ما هي أبرز تحديات لغة " الضاد"؟

 

مع انتشار الفضاء الرقمي وتنوع مواقع التواصل الاجتماعي، تنوعت اللغات واللهجات الدخلية والمستخدمه عبر هذه المواقع، فما هي أبرز التحديات التي تواجه اللغة العربية؟ وماهي الحلول في سبيل حماية لغة الضاد وتمكين اللغة العربية في ضوء إنتشار الفضاء الرقمي ومواقع التواصل الإجتماعي بين فئة الشباب؟

يرى دكتور اللغة العربية الوكال زرارقا، من ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﻤﺎﺭ ﺛﻠﻴﺠﻲـ ﺍﻷﻏﻮﺍﻁ بالجزائر، أن واقع اللغة العربية في الواقع العربي مريضة، السبب يعود كون اللغة العربية الفصحى لم تجد لها مكانه بين أبناءها سواء من ناحية التداول أو الإدارة، ومازاد الأمر خطورة وجود وسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبح أبناء وشباب اللغة العربية يتداولونها بلغة نستطيع وصفها على أنها لغة " هجينة" تجمع بين العامية والأجنبية والعربية، ويقول : " إن وسائل الاعلام لا تساهم بشكل كبير في ترسيخ هذه اللغة، ولم يصل هذا المؤتمر للسنة الخامسة إلا لإيجاد حل لتعميم اللغة العربية في جميع مجالات الحياة في الوطن العربي".

وأعربت أستاذة اللغة العربية حبية خوري من دولة فلسطين، عن مدى خوفها على مستقبل اللغة العربية، وخاصة في ظل تدخل لغات أجنبية كثيرة ومنها الإنجليزية والفرنسية والعبرية، وتقول: " تواجه اللغة الكثير من التحديات، وفي مقدمتها كيف نحافظ على لغتنا الفصحه وليس العامية المحكية في جميع الدول العربية، وكيف نحافظ على التفاهم العام بين العرب وخاصة في بعض الدول التي تتناول لغة عربية غير مفهومة كدول المغرب والسودان الشقيق.

وتضيف خوري: " نحن بدولة فلسطين نحاول أن نحافظ  على اللغة بقدر الإمكان سواء في المنزل أو المدارس عبر تعزيز هذه اللغة في نفوس الأبناء حفاظاً من تدخل لغات أخرى وخاصة ونحن في دولة إحتلال". وتؤكد خوري أن المنطقة العربية تتوافر بها كافة الأدوات من أجل الحفاظ على اللغة ولكن المشكلة تمكن في كيفية دمج اللغة العربية في حياتنا اليومية؟ وتقول أن الحل يبدأ  من الأسرة، والجانب الأكبر يقع على عاتق وزارة التربية والتعليم التي يجب عليها أن تحفيز الطلاب على حب اللغة العربية.

 

وتؤكد أستاذة اللغة العربية نافذة الحنبلي من جامعة الزيتونة- فلسطين، أنه يوجد ضعف باللغة العربية من ناحية الشباب وتقاعسهم عن القراءة، وما زاد تراجع اللغة العربية وجود الإنترنت والمحادثة عبر استخدام لغة الأرقام، وتقول: " رغم أن مخترع الواتساب لا يستخدم التطبيق هو وأبنائه بل يقرؤون الكتب إلا أننا نحن كعرب أول الناس المهتمين بهذا التطبيق".

تضيف: "نحن لا نعتز بلغتنا ولا بديننا، ونحن نخجل من ذلك ونعتقد أن القوة في اللغات الأجنبية وهذا يدل على ضعفنا، والدليل أن اليابان من أقوى الشعوب ورغم ذلك معتزه بلغتها حتى أن اللغة اليابانية تستخدم على الأجهزة الإلكترونية التي تصنع في اليابان".

وتحمل الحنبلي المسؤولية للحكومات التي يجب عليها أن تهتم بمنهاج اللغة العربية، وتقول: " لا مانع من دراسة اللغة الإنجليزية، ولكن تبقى العربية هي الأساس وهي لغة القرآن، عدا عن أهمية تشجيع الأبحاث العلمية في دعم اللغة العربية".

ترى الدكتورة ازدهار عبد الرحمن السيد إبراهيم، من كلية اللغة العربية في جامعة ام درمان الإسلامية- السودان، أن اللغة العربية تعاني من ضعف ومشكلات واضحة تشمل جميع أقطار الوطن العربي، ولكن ما يجعنا نظمئن قول الله تعالى في كتابة الحكيم " إنا نحن نزلنا الذكرى وانا له لحافظون".  وتتحدث عن أبرز هذه التحديات، وتقول: " ربما مزاحمة العاميات للفصحى تعد من أبرز التحديات التي تواجه اللغة، وخاصة في السودان  وجد أكثر من 150 لهجة محلية وهى بدورها تزاحم اللغة العربية الفصحى، وايضاً الانجليزية تزاحم العربية بشكل كبير، ونحن لسنا ضد الإنفتاح على اللغات الأخرى، ولكن أن تجور على اللغة العربية، فهذه من المفترض النظر في امرها،  ما يحدث نتيجة العولمة وبسبب دخول مواقع التواصل الاجتماعي، فيه وأد للغة العربية التي احدثت لهجات لا ترقى لمستوى اللغة، وأرى انها ظاهرة خطيرة، يجب الانتباه لها، ففي ظل اندماج الشباب بهذه اللهجة الغريبة والدخيلة يبعدون كثيراً عن اللغة الأم الفصيحة، التي ترتبط بالدين، والثقافة والهوية والحضارة، واخشى ان تجور على اللغة الأم ولكنها لن ترقى وبعد فترة سوف تزول ويجب أن يضع لها حد".

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button