كيف نجعل القراءة الحره نمط حياة؟

بالتزامن مع مبادرة "عام 2016.. عام القراءة" التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، لتمثل خطوة جديدة في مسيرة دولة الإمارات نحو ترسيخ ثقافة العلم والمعرفة والاطلاع على ثقافات العالم في نفوس المواطنين والمقيمين، عبر سلسلة من المبادرات والمشروعات الثقافية والفكرية والمعرفية التي أطلقتها الدولة منذ قيامها، وهي تصب في الرؤية نفسها التي وضعها مؤسس دولة الاتحاد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، التي كانت تقوم على أن بناء الدول لا يتم فقط بالتركيز على العمران المادي والتكنولوجي، لكنه يعتمد في الأساس على بناء الإنسان الذي يشكل اللبنة الحقيقية لأي تطور ونجاح، وهي الرؤية التي مهدت لأن تتحول الإمارات في فترة وجيزة، قياساً بعمر الدول وبحجم الإنجازات، إلى مركز ومنارة للفنون والثقافة في المنطقة والعالم، بالإضافة إلى ما تمثله من نموذج فريد للتسامح والتعايش والتنوع الثقافي والفكري بين أشخاص من جنسيات مختلفة.

 

ومن هنا طرحت ELLE Arabia سؤالاً على المختصين حول أهمية القراءة الحره، وكيفية تفعيلها في نفوس الطلبة لتكون نمط حياه يكبر وينمو مع الإنسان؟

يرى الدكتور ساجد العبدلي، محاضر ومستشار من دولة الكويت، أن القراءة الحره، نستطيع خلقها من خلال تكوين مجموعات القراءة التي تدمج الأفراد في قراءة كتاب أو نص معين ضمن جماعة، وهي عبارة عن تجمع حول كتاب أو مادة معينة يتم مناقشتها وفق آلية معينة وضمن فريق. ويقول العبدلي: " تهدف هذه القراءة إلى نشر ثقافة المطالعة، وتكسب الشخص فرصة قراءة كتاب من خارج تخصصه، كما توفر للطالب نشاط مفيد لقضاء وقت الفراغ، وتكسب هذه المجموعات ثقافة الإنصات والاستماع للغير، بالإضافة إلى مهارات النقاش والتعبير عن الرأي، وتساعد الطالب على الحديث بشكل جيد وتكسبه مهارات المخاطبه والعمل الجماعي بروح الفريق الواحد".

من جهة أخرى، يشير العبدلي إلى أن القراءة الإلكترونية تعتمد على النظام التفاعلي، بعيداً عن التركيز في النص بسبب وجود الروابط التي تدفع المستخدم لمتابعة المواضيع الأخرى في الروابط، وبالتالي أثر الكتاب أو الموضوع الإلكتروني على واقع القراءة في الوطن العربي،  بالإضافة إلى أن الكتاب التقليدي يدفع الشخص للتأمل أكثر وبالتالي يكتسب مخزون معرفي أكبر.

ويحدد العبدلي أربع فوائد القراءة الحره، وهي كالتالي:

-القراءة ترفع معدل الذكاء العقلي وقدرة الإنسان على الاستنتاج.
-قراءة الروايات والأدب تنمي العاطفة، وتمنح الإنسان الذكاء العاطفي، الذي من خلاله يستطيع التصرف مع الآخرين، ويكون لديه القدرة على قياس ردود أفعالهم ومشاعرهم وعواطفهم وانفعالاتهم.
-القراءة تحافظ على صحة الدماغ، وكذلك تحسن من قدرات الذاكرة.
-القراءة تساعد الإنسان على الخروج من الضغوط النفسية، لذلك لابد أن تكون القراءة الحره هي جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان.

 

 من جانبها، أوضحت نادية عبدالرحمن سيادي، المنسق الوطني لجائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للآداء التعليمي المتميز عن مملكة البحرين، أن القراءة الحره مكملة لتحصيل الطالب العلمي، فهي مفيده في توسيع مداخله وتكسبه  المعرفة والعديد من المهارات بشكل منظم وسريع. وتقول: " تعمل مملكة البحرين على غرس القراءة من نفوس الطلبة منذ سنوات الدراسة الأولى، ومنها مشاركة المملكة بتحدي القراءة الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة حاكم دبي، وتشجيع جميع مدارس الدولة الطلبة على الإنضمام بهذه الظاهرة القرائية العربية".

وترى سيادي أن تشجيع القراءة يبدأ من الأسرة ذاتها، ومن ثم يأتي دور المدرسة التي تعزز القراءة من خلال الأنشطة والمسابقات المدرسية.

ويشجع منصور المرزوقي، مساعد مدير مدرسة، على القراءة الحره، ويقول: " قد يظن البعض أن القراءة ضمن المنهج المدرسي قد تكون مفيدة للطالب، ولكن القراءة الحره التي تأتي عن طريق اختيار الطالب هي التي تغرس القراءة في نفس الطالب وتعززها لتكون نمط حياة". ويرى المرزوقي أن المعلمين عليهم استغلال فترة حصص المكتبات والسماح للطالب باختيار الكتب المتنوعة، كالقصص المشوقة وغيرها من الكتب، ويأتي دور المدرسة كذلك من خلال عقد المسابقات على سبيل المثال لأكثر طالب يقرأ، ولأفضل ملخص كتاب وهكذا... وكذلك على أولياء الأمور تشجيع ابنائهم على القراءة ومشاركتهم من خلال قراءة لافتات الشوارع واعلانات الجرايد والمجلات.

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button