هن 47 عنصر نسائي يعملن في إدارة أمن وحماية الشخصيات التابعة للقيادة العامة لشرطة دبي، عملهن ينقسم بين قيادة الدراجات النارية وحماية الشخصيات، من أجل تأمين الفعاليات ومرافقة كبار الشخصيات من شيوخ ومسؤولين وكبار النجوم، وعادة يقمن بعروض استعراضية في المناسبات والاحتفالات الوطنية. واستطعن بكل جرأة وحماس إثبات أنفسهن على الساحة الأمنية بكل قوة وهن اليوم ينافسن الرجال.

 حول فريق الشرطة النسائية في إدارة أمن وحماية الشخصيات، تحدث العقيد عبدالله خليفة عبيد المري، نائب مدير الإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ، عن تأسيس الإدارة وقال: "عندما تم تأسيس الشرطة النسائية وعلى وجه التحديد قسم أمن وحماية الشخصيات، في العام 1989 كان هناك حاجه لفريق نسائي لمرافقة الشخصيات المهمة، وبعد فترة تم تطوير الإدارة التي تضمنت مجموعة من التخصصات ومنها تأمين الفعاليات، وتأدية بعض أدوار الفرق الخاصة". أشار المري أن عدد العناصر النسائية في إدارة أمن وحماية الشخصيات، بلغ 47 عنصر نسائي، منهن 15 عنصر نسائي في شعبة الدراجات و32 عنصر نسائي في شعبة حماية الشخصيات.

وعن تدريب العناصر النسائية على قيادة الدراجات النارية، يوضح المري: " بدأنا بفريق بسيط مكون من 6 عناصر نسائية، واعتمدنا في شعبة الدراجات على اختيار العناصر النسائية اللاتي لديهن الرغبة في قيادة الدراجات النارية، وكان هناك رغبة كبيرة من قبل الفتيات".

وأشار المري أن العناصر النسائية الشرطية يتلقين الدعم والتشجيع الدائم من القيادات العليا، ويوضح: " رافقت العناصر النسائية في إدارة أمن وحماية الشخصيات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في معرض الطيران عام 2011، وكان هناك اهتمام كبير من طرف سموه على تحفيز العناصر النسائية وتشجيعهن على القيام بأدوار لا تقل عن أدوار الرجال، وإذابة الفوارق بين الرجل والمرأة، وكذلك كان هناك إشادة من جانب سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، حين أمر بترقية إحدى عناصر الفريق في العام 2009، وكذلك تكريم سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي للفريق الدراجات على هامش حفل التخريج الأكاديمي لشرطة دبي في العام 2014، وكان هناك متابعة حثيثة من جانب الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية. كل ذلك شجع العناصر النسائية على العمل في هذا المجال، والثقة لمواصلة العطاء، ما انعكس على جذب عناصر نسائية أخرى انضمت للفريق."

*نساء الهمم والتشريفات

قررت العريف أول شيماء عبدالله، من شعبة الدراجات، العمل في إدارة أمن وحماية الشخصيات، حيث كان لديها الرغبة في الانخراط بالعمل الشرطي، وتقول: " درست القانون، ووجدت أن لدي شغف كبير في العمل لدى إدارة أمن وحماية الشخصيات لاسيما في شعبة الدراجات، وجدت في البداية معارضة من أهلي لاسيما وأني متزوجة ولدي طفلين، ولكن استطعت إقناعهم فيما بعد".

تقول شيماء أنها تعمل على حماية المواكب وحماية الشخصيات، ويسمى عملهم بـ " الراجلة"، وتصف طبيعة عملها وتقول: "في البداية وجدت صعوبات في مرحلة التدريب واستطعت تخطيها تدريجياً، ومن أبرز المغامرات التي خضتها كانت في حلبة أوتودرام دبي، حيث أدينا عدداً من العروض الاستعراضية، ومن ضمن العروض التي أديتها الرماية والانتقال من دراجة إلى أخرى، والوقوف على الدراجة". وتقول شيماء أنها تتقن فن الرماية من على الدراجة النارية، وتهوى المداهمات والإنزال، وتقول: "تعرضت للسقوط خلال فترة التدريب ولكنه أمر طبيعي، ومع التدريب المتواصل استطعت تخطي هذه التحديات، فنحن نتلقى التدريب بشكل شبة يومي عدا عن الدورات المتواصلة حيث أخذت دورة في الحماية والمداهمة وفي قيادة السيارة والدراجة".

 واختارت العريف أول شمة عبدالله آل علي، العمل في إدارة أمن وحماية الشخصيات في العام 2013، حين علمت بوجود فريق نسائي متخصص في شرطة دبي، عملهن الأمني يتمثل في قيادة الدراجات النارية، وتقول: " لم أقد دراجة نارية في السابق، ولحسن الحظ أن أهلي تقبلوا الفكرة بسرعة، ورغم الصعوبات التي أواجهها عملي إلا أنني أجد به المتعة".

وعن أبرز الصعوبات التي تواجهه شمة ضمن إطار عملها، تقول: " الدراجة النارية ثقيلة للغاية ولا استطيع رفعها في حال السقوط، وتعتمد قيادة الدراجة النارية على التوازن، ومن حسن حظي أني أتمتع بهذه المهارة كوني كنت أقود دراجة هوائية التي تعتمد على التوازن أيضاً، مما سهل علي أداء مهمتي".

تذكر شمة بأنها تعرضت لحادث سقوط من على دراجتها النارية عن أحد الإشارات الضوئية بشارع الجميرا بدبي، ولم تتعرض لأي مكروه، كونها ترتدي ستر الأمن والسلامة، وعن أبرز المهام التي قامت بها، تتحدث قائلة: " علمت على مرافقة عدد مرافقة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في موكب، وكذلك مرافقة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى مطار آل مكتوم الدولي".

تقول شمة أن قيادة المرأة للدراجة هو بحد ذاته تحدي تواجهه في عملها، ولاسيما نظرة المجتمع المستغربة تجاه فكرة قيادة المرأة للدراجة، وتقول: " البعض من الناس يعملون على  تصويرنا في أثناء التدريبات الخارجية، ومازلت نظرة الاستغراب سائدة في مجتمعنا، رغم تطور المرأة الإماراتية وتقدمها في جميع المجالات". هذا واكتسبت شمة من عملها خصال الجرأة، وقالت بأنها تطمح في أن تصبح إعلامية في المستقبل.

وتقول العريف أول سمية كيد رمضان، " كان لدي رغبة في أن أنضم لقسم الدراجات، وكان لدي شغف في قيادة الدراجات ولكن أهلي رفضوا ذلك، ولكن عندما علمت أن هناك فريق نسائي في شرطة دبي عملة يتمحور حول قيادة الدراجة، قررت الانضمام، لأشبع رغبتي وبعدها وافق أهلي طواعية على الفكرة". تعلمت سمية على قيادة الدراجة النارية في غضون 6 أشهر تضمنت العديد من الصعوبات وحوادث السقوط، وتقول: " اكتسبت الكثير من الخصال من عملي، حيث كنت في السابق خجولة للغاية، واليوم لدي الثقة وأصبحت اجتماعية، وأعشق عملي كثيراً لذلك أسعى نحو تطوير ذاتي، ولا أفكر في تغيير عملي".

وتضيف: "عملنا يعتمد على التدريب الدائم، ولدينا اختبارات سنوية ومنها الجري والضغط والبطن. ومن ضمن المهام التي قمت بها ومازالت عالقة في ذهني، هي القفز من السيارة وهي تسير، والركض مره أخرى وركوب السيارة ذاتها، فعملنا يعتمد على اللياقة البدنية وحسن التكتيك والذكاء، وهو بعيداً عن الروتين".

وحول انتقادات المجتمع المحيط بها، تقول سمية: " تعرضت لانتقادات المحيطين بي، فالبعض يقول أن المرأة التي تعمل في أمن وحماية الشخصيات، شخصيتها أقرب للرجال، وأنا أقول لهم بأن مجال عملنا يفرض علينا ذلك، ونحن خارج إطار عملنا نتعامل بطبيعتنا الأنثوية، وفي النهاية كل إنسان له شخصيته وهذا عمل وطني، وخاصة ونحن نعمل في المجال العسكري وجميع المحيطين بنا رجال، ما يقتضي أن نكون أكثر حزماً وقوة".

 

رنا إبراهيم

 

 

 

 

 

المزيد
back to top button