عصابات لتروج أفلام تحرض على التحرش بالأطفال!

أفلام إباحية يتم جلبها من بعض الدول الآسيوية وطباعتها على أقراص مدمجة في بعض المواقع التي تتخذها عصابات الترويج أوكارا لطباعة وترويج الأفلام والمصنفات الفنية المقلدة، الغاية منها التحريض على التحرش بالأطفال.

كشفت شرطة الشارقة عن عصابات إجرامية تنشط في مواقع سكن العمال والعزاب الآسيويين في عدد من المناطق الصناعية في الشارقة، تقوم ببيع كمية كبيرة من الأفلام التي تحتوي على مشاهد إباحية هدفها التحريض على التحرش بالأطفال، ورجحت شرطة الشارقة أن تكون هذه الأفلام سببا وراء تزايد جرائم التحرش بالأطفال التي تم ضبطها خلال الآونة الأخيرة التي لم تكن معهودة في الماضي من خلال وصول هذه الأفلام إلى فئات العزاب الآسيويين، خصوصا العاملين في مجال الخدمات والبقالات والمحلات التجارية الواقعة بالأحياء السكنية.

في المقابل أشار تقرير إلى أن مشاهدة هذا النوع من الأفلام غالبا ما تغذي التفكير وتقود إلى حالة من الإدمان تدفع البعض إلى طلب المزيد من الإثارة من خلال الاعتداء والتحرش الجنسي بالأطفال، حيث أثبتت دراسات عالمية أن أغلب مرتكبي جرائم الاغتصاب قد عرضوا أنفسهم لمشاهدة المواد الإباحية عبر الأفلام التي يتم ترويجها بغرض الإثارة، مما يدفع بهم إلى مزيد من العنف وربما وصل إلى الاغتصاب المرتبط بالتعذيب والقتل في بعض الحالات، حيث أصبح ذلك سمة يتصف بها الجناة.

بدورنا تجولنا في أزقة المناطق الصناعية لإمارة الشارقة، واستطلعنا آراء حراس البنايات السكنية والعمال، الذين أكدوا وجود باعة متجولون يروجون لأقراص مدمجة لكن لا يعرفون محتوياتها، من بينهم حبيب يونس – حارس بناية- قال أنه يرى باعة متجولين يروجون لأفلام وأقراص لا يعرف محتوياتها، قد تكون أقراص لألعاب أو أفلام، لكن معظم من يروجون لها من الجنسية الآسيوية والفلبينية، ويقيمون في نفس المنطقة والبعض منهم يأتي من مناطق أخرى، ويكثر تواجدهم في فترة ما بعد العصر، ويعتقد حبيب أن الباعة المتجولين يبيعون الأقراص بقصد زيادة الدخل، فمعظمهم يوحي بأن حالتهم المادية عسيرة. وبالنسبة للتحرش بالأطفال، كونه حارس بناية لم يشهد من قبل أي حالة تحرش في البناية التي يعمل بها".

في المقابل، أشار جعفر يونس- حارس بناية- أن المناطق الصناعية لا تصلح لسكن العائلات، فقط هي خاصة بالعزاب والعمال، والبناية التي يعمل بها يقتنها العزاب فقط، لا تشهد مشاكل من هذا النوع، ولكن في المباني المجاورة هناك عائلات وسيدات من شرق آسيا، حين يخرجن من منازلهن تتحرك الأعين عليهن، وهذا طبيعي لأن العزاب محرومين، أما بالنسبة للأقراص التي تروج في المنطقة، لاحظت بعض الباعة المتجولين ولكن في النهاية لا أعلم ماهية هذه الأفلام بالتفصيل".

في المقابل يقول كومار – يعمل في بقاله، "إن بيع الأقراص المضغوطة ظاهرة واضحة في المنطقة، وتكثر يوم الجمعة، ومعظم هذه الأقراص عبارة عن أفلام هندية وأخرى تأتي من الصين، أما بالنسبة للأسعار فكل قرص يعادل 10 درهم، وقد سبق وأن اقتنيت أحد الأقراص لمشاهدة فيلم هندي وكان هناك أقراص أخرى لم أعرف ما هي، ربما رسوم كرتونية للأطفال أو ألعاب".

 

جمهور شاذ سلوكياً!

يصف طبيب علم النفس علي الحرجان مشاهدة الأفلام الإباحية، بالسلوك الشاذ والإجرامي، ويقول: " ثمة مبررات وراء إقبال البعض على مشاهدة الفعل الفاحش، كالرغبة في ممارسة السلوك الشاذ وتطبيق الأفكار، أو دافع الفضول والتسلية وقضاء الوقت. كما توجد فئة تختلف دوافعهم لممارسة السلوك، أو تخلق له فضول للممارسة وبالتالي يخزن الفعل الفاحش في الدماغ وعندما يكون الإنسان في ظروف معينة يسترجع السلوك المخزن ويطبقه على أرض الواقع، وتكون الضحية هي سلب براءة الطفولة".

يشير الحرجان، أن الأفلام الإباحية ما هي إلا ممارسات تتنافي مع جميع القيم الأخلاقية ومحرمة في جميع الأديان السماوية وأيضاً ممنوعة قانونياً وطبياً، وتدل على أن الفاعل مصاب باضطرابات سلوكية، ويقول: " يوجد فئة تعرضت لاعتداء أو تحرش في مرحلة الطفولة، وينتقمون من المجتمع الذي لم يحميهم في طفولتهم، كما توجد هرمونات تربك سلوك وعقلية بعض الأفراد ما يدفعه لممارسة السلوك الشاذ، و كل حالة تختلف عن الأخرى وتنتشر هذه السلوكيات بين أوساط الشباب والمراهقين والعمال لاسيما  ونحن نعيش في مجتمع منفتح تتوافر فيه كل مقومات الإثارة الجنسية".

 

                                  

الخطر الاجتماعي

الأفلام الإباحية لها أضرار كبيرة على المجتمع، يوضح الدكتور يوسف شراب، من مركز الدعم واتخاذ القرار في القيادة العامة لشرطة دبي، الأضرار الاجتماعية، يقول " القائم على ترويج الأفلام الإباحية يتصف بسلوك شاذ ومخالف للعادات والتقاليد والقيم الاجتماعية، ولهذه الأفلام أبعاد سلوكية وإجرامية وإنسانية، وبالتالي الإنسان القائم على هذا السلوك هو إنسان محطم يقوم بهذا السلوك من أجل الانتقام من المجتمع الذي لم يحميه. وقد يكون تعرض للاغتصاب أو التحرش في مرحلة الطفولة ولم يجد من يحميه من هنا يحاول الانتقام من المجتمع أو أن يكون إنسان فاشل ويريد للجميع أن يكونوا بنفس حاله".

ظهور هذه الأفلام الإباحية في مجتمع إسلامي محافظ أمر فيه نوع من الغرابة، للتوضيح يقول شراب " القائمين على ترويج هذه الأفلام الممنوعة، هم أناس عاطلين عن العمل، أو البعض منهم يحاول كسب المال الغير مشروع بالخفاء،  وغيرهم قادمين من بيئات رديئة يروجون لتلك الأفلام بقصد الربح المادي، وأيضاً التنشئة لها دور في ذلك، وبالتأكيد القائمين على تلك الأعمال نشئوا في بيئة رديئة".

 

تحقيق رنا إبراهيم

 

 

المزيد
back to top button