طرق انتقام النساء من الزوج الخائن

تتعدد وتتنوع طرق الخيانة التي يرتكبها الأزواج بحق زوجاتهن، لكن في النهاية يبقى الجرم واحد آلا وهو الخيانة الزوجية، ذلك السلوك السلبي الذي يدمر مشاعر المرأة ويكسرها من الداخل، وتشعر من خلاله أنها أنثى منقوصة، ذات مشاعر مدمره. من هنا تختلف ردود أفعال كل سيدة عن الأخرى في طبيعة تعاملهن مع موقف الخيانة. فمنهن من يتريثن ويعالجن الأمر بعقلانية وتكتم، وأخريات يتسرعن بفضح أمر أزواجهن، والبعض منهن يلجأن إلى الفعل الانتقامي.

 

في البداية، تصف الشاعرة نورة الأنصاري الخيانة على أنها انتحار الوفاء بين الزوجين، لأنها ذنب لا تغفره العاطفة وإن تغافلت عنه، وتقول: " لست بحاجة إلى رجل خائن يقضي على سعادتي لينعم هو بسعادته، ولا يوجد لدي وقت كافي للتعامل معه، أو لأعدل من سلوكه، فتصحيح سلوك الخائن مستحيل بالنسبة لي، ولاشيء يجعلني انتظر إلى حين يعود إلى صوابه، فاليوم الذي يمر من حياتي لم يَعُد لِي مُلكاً فيه كي أحكُمه وأُحَاكِمُه، هو أصبح ملكاً للماضي مدفوعُ ثمنه، لذلك لا أريد أن أقضي عُمري في توجيه عاطفةٍ سائبه". 

 

وتعتبر لينا محمد الخيانة الزوجية من أشد الصفات المؤثرة في النفوس وتترك ألآم وجراح كثيرة لا تزول مهما مرّ عليها الزمن، والخيانة مهما اختلفت أشكالها هي تحمل نفس المعني والتأثير لأنها في النهاية سوف تقتل القلوب والنفوس بالجسد،و تقول: "بالنسبة لي إذا خانني زوجي (بعيد الشر) سوف احذف اسمه من ذاكرتي، و لا يستحق أن أعيش معه لحظه واحده. و لا مجال للتفكير حول ماذا سأصنع معه لأنه في النهاية إنسان خائن، وبالتالي سوف أكتفي بالابتعاد عنه وحرمانه من الحياة الزوجية للأبد".

 

أما رغدة هلال، تقول: "إذا خانني زوجي سوف أنفصل عنه بدون تردد، لامجال للإصلاح، لأن الذي يخون مره ممكن ان يجرب الخيانة مرات عديدة، وتصبح داء في دمه، لذلك أنا أرى ان الخيانة، سلوك وجريمة يرتكبها الزوج في حق المرأة وعقابه يكمن في الصمت والبعد".

في المقابل ترى سناء اللبابيدي، إن للخيانة أنواع كثيرة وأصعبها الخيانة الزوجية، التي تدمر عائلة بأكملها وتقتل المشاعر والأحاسيس، وتقول: "تقوم الأسر عادة على الثقة المتبادلة بين الأزواج وتنعكس هذه الثقة على أفرادها لاسيما الأطفال لينمو بصحة نفسية سليمة إلا أن الخيانة تقضي على هذه الثقة ويصبح الشك المحرك الأساسي للعلاقات داخلها مما يسبب في زعزعة كيان الأسرة فيربى الأطفال في جو من عدم الاستقرار والاضطراب. في الخيانة الأسرية يفقد الزوج مكانته في نظر الزوجة وربما يؤدي إلى الطلاق والتفكك الكامل. الخيانة بالنسبة لي هي المدمر الأول للحياة الزوجية".

 

أسس التعامل مع الزوج الخائن

إن تعامل المرأة مع الزوج الخائن، يرتبط بعدد من الأسس، يحددها طبيب علم النفس، أحمد الحمادي، ويقول: " الخيانة أنواع مختلفة، قد تكون حديث عابر مع سيدة أخرى أو علاقة كاملة، كما يجب الإشارة ان مفهوم الخيانة يختلف من مجتمع إلى آخر، ففي مجتمعاتنا الحديث مع امرأة أخرى يعتبر خيانة، بعكس المجتمعات الغربية الأخرى، كما يختلف مفهوم الخيانة بين المجتمعات الخليجية والأخرى العربية المتقاربة".

ويشير الحمادي، ان قرار الزواج من أهم القرارات التي يتخذها الإنسان في حياته، لأنها مرتبطة بالأبناء، ومفهوم الخيانة شيء صعب تقبله، وبالتالي قرار الطلاق هو الأصعب، لذلك على المرأة التريث والحذر من ردة الفعل الانتقامية والغير مدروسة والتي قد تدمر الحياة الأسرية كاملة. ويقول: " يجب في البداية ان نحدد نوعية الخيانة، وبعدها نصدر قراراتنا على وفقها، وإذا وصل الأمر للطلاق يجب أن يكون طلاق ناجح، أي انفصال عن تراضي لايؤذي كلا الأطراف وخاصة الأبناء،ومن جهة أخرى، أرى ان الخيانة الزوجية لا تغتفر بعكس خيانة الرجل التي تقتل المرأة في مشاعرها، من هذا المنطلق يجب معاملة المرأة بحكمة وعقلانية".

 

هرمون الخيانة!

لايرتبط داء الخيانة بهرمون معين، بل هو سلوك يعكس عدم احترام الذات، لان صاحب هذا السلوك هو شخص ليس لديه معايير قيمة ثابتة، ويتحدث الدكتور الحمادي ويقول: " الخيانة ليس لها علاقة بالوراثة، حيث يوجد عالم ألماني اسمه تشيزَري لومبروزو، قال ان الجريمة تأتي بالفطرة أي متوارثة عن طريق الجينات، لكن في النهاية تعتبر هذه النظرية عنصرية، ولايمكن تعميمها، فإذا كان الأب مجرم ليس من الضروري ان يكون الابن مجرم، وإذا كان الأب خائن ليس من الضروري ان يكون الابن خائن والعكس صحيح، في النهاية الخيانة هي سلوك فردي لايمكن تعميمه على الجميع".

المزيد
back to top button