" صحافة الطائرات بدون طيار" كيف وصفها أهل السلطة الرابعة؟

لم يعد تصوير حيوان مفترس أو كارثة طبيعية على بقعة جغرافية ما، مسألة تصعب على أهل الإعلام الوصول إليها، فعبر تقنية ما تسمى "صحافة الطائرات بدون طيار"، بات الأمر سهلاً على الإعلاميين والصحافيين القيام بمهامهم الميدانية بشكل أكثر دقة وسرعة وفعالية.

 

يقول البروفيسور "مات وايت" مؤسس مختبر "صحافة الطائرات بدون طيار" في جامعة "نبراسكا-لينكولن" بالولايات المتحدة الأمريكية، "أن صحافة الطائرة بدون طيار" هي عبارة عن طائرة خفيفة الوزن ومرنه وتستطيع التحليق في السماء لمدة 20 دقيقة ومزودة بكاميرا تستطيع التقاط الصور والفيديوهات وأجهزة البث بدقة عالية الجودة، مؤكداً أن هذه الطائرات لا تمت بصلة للطائرات العسكرية.

 

"الدرونز" وفن التحكم

"الدرونز" هو مصطلح يطلق على تعلم قيادة الطائرات بدون طيار، يقول وايت: "لا يتطلب تعليم قيادة هذه الطائرات وقتًا طويلًا بل يمكن التدرب عليه بسرعة، لأنها تتم عبر جهاز التحكم عن بعد، ولكن يجب على الصحفي احترام خصوصية الأفراد، والحرص على سلامة الأشخاص والممتلكات، إذ ليس من المعقول استخدام هذه الأجهزة بجانب الجماهير تفاديًا لوقوع أي ضرار أو حوادث، حيث أن بعض الشعوب وبحكم العادات والتقاليد ترفض تصويرها، كما أن الطائرة في حال تعطلها ممكن أن تسقط على السكان وتحدث أضرار".

 

يشير وايت إلى أن المشكلة التي تؤرق وتعرقل انتشار تقنية " صحافة الطائرات بدون طيار" هي شح القوانين والتشريعات التي تنظم عملها، ولهذا عملت العديد من الدول على منع استخدامها، منها الولايات المتحدة الأمريكية التي تحظر استخدامها وتغرم من يستخدمها بعشرة آلاف دولار، ويتوقع " وايت" استخدام الطائرات بدون طيار خلال الخمسة أعوام القادمة. إذ أعلنت العديد من المؤسسات التي تعنى بالتقنيات الحديثة عن رغبتها في تطوير أشكال ونماذج محدثة من الطائرات بدون طيار بما يتماشى مع متطلبات المؤسسات الإعلامية وبغرض تقديم وظائف متعددة تمكن الطائرة من القيام بعملها على النحو الأمثل، إذ بات من السهل برمجة "الدرونز" على ترددات البث المباشر، لنقل الأحداث حين وقوعها وهو ما حدث خلال بعض الأحداث الرياضية الكبيرة حيث تم نقل الكثير من فعاليات دورة الألعاب الشتوية التي أُقيمت في مدينة "سوتشي" الروسية، وبالفعل سمحت الكاميرات التي زُودت بها طائرات "الدرونز" بتقديم تغطية أفضل لجمهور ومتابعي رياضة التزلج على الجليد حيث سجلت الكاميرات لقطات يصعب الحصول عليها باستخدام الطرق التقليدية نظراً لسهولة حركتها وقدرتها على التصوير من زوايا كان من المستحيل الحصول عليها في السابق.

 

 

مميزات " صحافة الطائرة بدون طيار"

- تتميز "الطائرات بدون طيار" بصغر الحجم وخفة الوزن، وباعتمادها على عدد من الدوارات الموزعة على الأطراف للطيران ما يجعلها تبدو كحوامة.

 

-  مزودة الطائرة بكاميرا واحدة أو أكثر، وفي بعض الأحيان أجهزة بث مباشر.

- لديها القدرة على الاقتراب الشديد من المباني والأشخاص ما يسمح لها بالتقاط صور يصعبُ على المروحيات تصويرها.

- درجة الضجيج والاهتزاز الصادر عن طائرات "الدرونز" قليل جداً بما لا يؤثر على جودة المادة المصورة على عكس الطائرات المروحية.

 

 

ماذا قالوا؟

يقول الصحفي محمد ظاهر، أن وجود صحافة طائرة بدون طيار،  سوف تساعد الصحفي على الحصول كافة المعلومات التي يريدها، وهذه الأدوات الحديثة التي توصلت لها الصحافة، تدل على أن الصحافة تواكب عصر الحداثة وتوفير متطلبات العصر، وتساهم في دقة المعلومات والتحليل وفق ما تم التقاطها من صور وجمع المعلومات، ونود الإشارة إذا كانت المنطقة العربية قبول ذلك نعم هناك بعض الدول العربية مواكبة إلى عصر الحداثة، وتسعى إليه وتدعم كل ما هو جديد ونأخذ دولة الإمارات العربية نموذجا يحتذي به يمكن تطبيقها في الإمارات، لأنه هناك قبول وتوجيهات من قبل الجهات المختصة. وأيضاً لكي لا ننسى على سبيل المثال مسابقات الطائرات بدون طيار وفتح مجال للهواة للممارسة هوياتهم في نفس المجال وتنظم سنويا مثل تلك الأشياء، ولكن في بعض الدول العربية لا اعتقد قبول ذلك بسبب الظروف السياسية والأمنية وعدم وصول ثقافة التطوير في العلم بحكم ظروف كل دولة، ولكن في المستقبل كل الاحتمالات واردة في هذا العلم والأدوات الحديثة".

 

من جانبه يشير الصحفي سعيد شلش، أن الفكرة بحد ذاتها جيده، ولكن الصحفي الناجح هو من يستطيع بنفسه أداء واجبه المهني حتى لو تخلله المصاعب، ويقول: " إذا تم استخدام هذه الوسيلة في أمريكا، سيكون من الصعب تطبيقها في المنطقة العربية، لأن الأشخاص من الصعب عليهم استيعاب وجود طائرة تحلق في السماء وتلتقط الصور والفيديو وتعيد نشرهما عبر وسائل الإعلام، وكذلك لا ننسى العادات والتقاليد التي بعضها يمانع فكرة التصوير بدون استئذان".

 

 

 

كلام الصور:

1- مات وايد

2- محمد ظاهر

3- سعيد شلش

 

 

تحقيق رنا إبراهيم

 

 

المزيد
back to top button