خفايا عالم فتيات البروموشن!

مواقف طريفة وكلام معسول والزواج غير مسموح!

خفايا عالم فتيات البروموشن!

 

حسناوات وبهندام أنيق وكأنهن عارضات أزياء، يعرضن منتجات مختلفة، متبعين أساليب وعبارات متقنه، بغاية جذب الزبائن لشراء المنتج المعروض، من يراهم يعتقد بأنهن يعشن السعادة وراحة البال، ولكنهن في الحقيقة كغيرهن من النساء يعانون الضغوط النفسية والجسدية، الناتجة عن وقوفهن لساعات طويلة، عدا عن تغاضيهن لبعض ردود الفعل السيئة من قبل الجمهور.

 

من خلال هذا التحقيق، أرادت EllE Arabia التعرف على خفايا العالم الذي تعيشه الفتيات العاملات في مهنة عرض المنتجات أو كما تمسى " البروموشن"، والتمست عن قرب مساوئ وايجابيات مهنتهن، و مدى رضاهن عن أنفسهن وأحلامهن الشخصية والمهنية.

 

زبائن في قائمة الحظر

تعرض ساديا شمس، 24 سنة، عزباء، مستحضرات التجميل والعناية بالأظافر، وتقول أنها تنطق ألف كلمة في الدقيقة الواحدة لجذب الزبائن، وتقول: " مهنة العرض صعبة للغاية، لأنه يتعين علي نداء الزبائن لتجربة المنتج، وأعاني في هذا الصدد العديد من المشكلات، لاسيما اختلاف الثقافات بين الجمهور، واختلاف التعامل معهم أيضاً، ولكن أحمد الله، أن تعاملي فقط مع النساء، كون المنتج نسوي، وأحياناً يأتيني بعض من الرجال، الذين يطلبون مني الشرح عن المنتج وأنا علي علم بأنهم زبائن مخادعون لا يخططون للشراء، لذلك أضطر لمجاملتهم".

 

تعمل ساديا 9 ساعات يومياً، وتعتبرها ساعات مرهقة للغاية، وخاصة في إجازة نهاية الأسبوع، حيث الازدحام الكبير، وفي المستقبل تطمح نحو تغيير عملها، وتتمنى العمل المكتبي، الذي يعتمد على ساعات محدده تنتهي في وقت مبكر، لأن عملها ينتهي غالباً الساعة 11 مساءً، وهذا الشيء غير محبب بالنسبة لمجتمعنا وخاصة إذا أرادت الارتباط. تقول ساديا: " في إجازة نهاية الأسبوع لا استطيع فعل شيء سوى الراحة والنوم لتعويض جسمي ساعات الإرهاق والتعب الكامل، ولا أستطيع لقاء أصدقائي أو الخروج بمنزهة مع عائلتي".

 

وتقول شالي ديفانياس، 34 سنة، عزباء، أن فرصة زواج المرأة العاملة في مهنة " البروموشن" تكاد تكون معدومة، تقول: " رغم أن مهنة عرض المنتجات هي من المهن التي تتيح للفتيات، مقابلة العديد من الرجال، ولكن للأسف القليل منهم الجاد والصادق بالحب والزواج، وهذا أكثر ما أعاني منه، حيث أن بعض الزبائن يطلبون رقم هاتفي بدافع التواصل والتعارف، ولكني علي علم بنواياهم، ومنعاً من إحراجهم أمام الناس أعطيهم رقمي ولكني أضعهم في قائمة الحظر، وفور ما تردني اتصال أو رسالة منهم، ولدي أرقام كثيرة وبأسماء مبهمة في قائمة الحظر".

 

وحول ايجابيات ومساوئ وظيفة البروموشن، تقول شالي: " ثمة الكثير من المتعة والحماس في هذه الوظيفة، كوننا كعارضات نتنافس على من يبيع أكثر من أجل الحصول على العمولة، عدا عن مقابلة أشخاص جدد، وربما إقامة علاقات صداقة قائمة على الإنسانية والاحترام، عدا عن الاطلاع على ثقافات دول العالم، والسيئ في العمل، هو نظرة بعض الأشخاص السيئة لنا، أي النظرة الدونية، وخاصة أولائك الذين يحسبونا أننا منفتحين ونقبل بكل علاقة". تفضل وتختار شالي العمل في إجازة نهاية الأسبوع وفي مواسم الأعياد حيث البيع المضاعف وما يقابله من ربح مادي.

 

توتر عصبي مع ابتسامة

الاهتمام بالمظهر أحد مقومات الفتيات اللاتي يعملن في وظيفة عرض منتجات التجميل، ومنها العارضة قويلي كاتابا، 29 سنة، عزباء، تقول:" أعمل عارضة لمنتج للشعر، لذلك علي الاهتمام بمنظري الخارجي، ومنذ حوالي أسبوعين وأنا أعمل بهذه الوظيفية، حيث جئت من الفلبين وطني للعمل بهذه المهنة، رغم أني كنت أعمل موظفة بنك، وكانت وظيفتي سهلة ومريحة، لذلك أحتاج إلى وقت للتعود على العمل الجديد، الذي يتطلب مهارة عالية في التعامل مع الزبائن ويحتاج إلى صبر وابتسامة دائمة".

 

تقول كاتابا، أنها في فترة عملها تكون متوترة الأعصاب، كونها تحاول أن تثبت نفسها بالوظيفة، وتحاول بيع أكبر عدد من المنتج للزبائن حتى تحصل على عمولة، ولديها يوم إجازة في الأسبوع  وتستغله في تنظيف مسكنها والقيام بغسيل وكي ملابس العمل.

 

 

غزل بذيء

 قبل عامين قررت سمية نجم، 25 سنة، الانخراط بسوق العمل، ولم تجد أمامها فرصة سوى العمل كعارضة للعطور والساعات والنظارات الشمسية، تصف طبيعة عملها وتقول: " لا يوجد فرق بين عمل المرأة والرجل في مجال عرض المنتجات، ولكن توجد نظرية في عالم المبيعات، وهي أن الزبون المرأة تفضل الشراء من الرجل والعكس صحيح، لذلك أعاني بعض المشكلات من الزبائن النساء اللاتي يرفضن التعامل معي، وكذلك أعاني الصعوبة من بعض الزبائن، الذين لا يتقنون اللغة الانجليزية، لذلك حالياً أفكر بتعلم اللغة العربية التي تسهل علي عملي، عدا عن ذلك أتعرض للإحراج من بعض الزبائن وخاصة حين أجرب لهم رائحة عطرية، فالبعض تصرفاتهم سلبية، ويرمون المنتج بوجهي، أما بعض الرجال فيجدونها فرصة للتعبير عن شعورهم والتغزل بطريقة تصل إلى البذاءة!". 

 

  

مهنة الإنقاذ والمتعة

هبة خميس، 23 سنة، مخطوبة، وتعمل عارضة للأجهزة الالكترونية وترى في وظيفتها المتعة والربح المادي، وتقول: " مازلت أدرس في الجامعة، واحتاج إلى المال من أجل تسديد مصاريف الجامعة، وكانت مهنة البروموشن، هي المنقذة لي، كوني أعمل بنظام الساعات وفي وقت الفراغ، وبنفس الوقت احصل على المال المرضي". رغم ذلك ترى هبة ان مهنة البروموشن متعبة، لاسيما الوقوف لساعات طويلة وتأثيره على صحتها، ولا تواجه صعوبة في عرض المنتج لأنه معروف بالنسبة للجمهور، أما خطيبها فهو متقبل فكرة عملها لأنه يثق بها.

 

 

تحقيق رنا إبراهيم

 

المزيد
back to top button