المرأة البدينة الضحية رقم واحد!

عرف العالم التمييز العنصري بأشكال متعددة، وتمكنت المنظمات العالمية من التصدي لكافة أنواع التمييز على أساس العرق والدين والجنس واللون، لكن ظهر نوع آخر من التمييز لم يكن في حسبان المواثيق الدولية، ألا وهو التمييز ضد المرأة البدينة، إذ يتم التمييز ضد المرأة السمينة أكثر مما يتم التمييز ضد الرجل السمين، كما وتعاني المرأة البدينة من تمييز في مجالات حياتية مختلفة أكدتها الدراسات الاجتماعية، منها التمييز ضد المرأة السمينة في السوق والعمل وحتى فرص الزواج.

ترى فلسطين الدن، أن البدانة تطغى على أنوثة المرأة وتفقدها معالم جمالها، وتقول: " لدي صديقات من بينهن صديقة بدينة والمدهش بالموضوع أننا جميعاً تزوجنا ما عدا صديقتي البدينة، وذلك لان العرسان عندما يتقدمون لها ويجدونها بدينه لا يعودون أبداً وقد نصحناها بتخفيف وزنها والاعتناء بشكلها وبالفعل قامت بحميه قاسيه حتى تخلصت من الوزن الزائد وأصبحت أفضل بكثير عما كانت عليه والمفاجئة أنها بعد 5 شهور تقدم عريس لخطبتها وتمت الأمور على أكمل وجه".

 

نظرة الرجال!

يقول فادي نبيل: " شخصياً لا أطيق المرأة البدينة ولا أجد بها الأنوثة من الممكن أن تكون خفيفة دم ولكن هذا لن يشفع لها في نظر الرجل ومن المستحيل أن أفكر بالارتباط بامرأة بدينه. فالقوام الممشوق والجسم المتناغم هما أول ما يلفت نظر الرجل إلى المرأة حتى لو كانت محدودة الجمال. وهذا ما حدث معي فعلاً حيث تقدمت لخطبة فتاه على الطريقة التقليدية وعندما قابلتها صدمت لأنها بدينة فكانت جميله وهذا بنظري غير كافي حتى لو كانت تملك كل كنوز الدنيا - لكن بالمقابل يمكن للمرأة البدينة أن تعمل على تخفيف وزنها وتجعل قوامها على أكمل وجه وبالتالي تتخلص من هذه المشكلة، لأن الرجل العربي لا يستطيع تغيير وجهة نظرة بالمرأة البدينة وخاصة إذا كانت فتاه، فبدانتها لن تشفع لها".

 
يرى إبراهيم أسران – أن الزوجات في مجتمعنا الشرقي لا يكترثن كثيراً لمسألة السمنة، بمجرد أن تتزوج المرأة تجد أن وزنها قد تضاعف، على عكس الحال المجتمعات الغربية التي تجد فيها الزوجة محافظة على رشاقتها على الدوام. ويقول: " وزن الزوجة مهم بعد الزواج أكثر مما هو قبله. وهنا أقدر كثيراً حرص زوجتي على المحافظة على وزنها ورشاقتها، وأعتبر ذلك دليلاً على حبها لي واهتمامها بمشاعري أيضاً، فهي تعلم أنني لا أحب البدانة". ويضيف: "حدث أن زاد وزن زوجتي وخصوصاً خلال وبعد الحمل، ولكني تماشيت مع ذلك نظراً لأن هذه الأمور خارجة عن سيطرتها، ولحسن الحظ عادت إلى وزنها السابق تدريجياً بعد تلك المرحلة، ولكنها لو بقيت بوزنها المتزايد وبدأت الأمور تخرج عن السيطرة، لكنت وقعت في مشكلة كبيرة، فبالرغم من حبي الكبير لها، إلا أننا ما كنا سنحيا حياة طبيعية في تلك الحالة".

ممنوعات من القطاع الخاص هو ليس مزاج شخصي أو ذوق فردي. بل يعتبره الدكتور منقذ العقاد كاتب وناقد و رئيس دار أبي الفداء العالمية للنشر، أمر يتعلق بمعايير مهنية محددة فإن انطبقت على هذه أو تلك فلا تضر بأن تكون الموظفة نحيفة أم سمينة، رشيقة أم غير رشيقة.

ويقول: "بعض المهن تتطلب من معاييرها أن تكون الموظفة رشيقة أو نحيفة.. كالتي تعمل "موديلاً" أو أن تعمل مقدمة برامج شبابية .. أو أن يكون عملها في شركات للصحة والرشاقة ..وإن من يركز على معيار الرشاقة في موظفته رغم امتلاكها للمعايير المهنية والاحترافية الأخرى فهو شخص سواء كان مديراً أو مسؤولاً في شركة فإنه يعتمد على حسابات شخصية وربما أغراض أخرى هو أدرى بها من سواه .. وربما كان للإعلام دور في تثبيت هذا المعيار حيث كان للإعلام كمسار وللدراما والسينما كمسار آخر دور مؤثر في ترسيخ فكرة "السكرتيرة" الجميلة الرشيقة المقربة من المدير والقابلة لأن تكون مطواعة بين يديه ومقربة من دائرته الشخصية وكأنها حال استمتاع قبل أن تكون حالة عمل.

مشاكل البدينات وأسباب التمييز

 

يحدد الباحث التنموي عبد الله العطر، المشاكل والأسباب التي تواجه المرأة البدينة في المجتمعات الشرقية، وهي:

  • المرأة البدينة أقل حظاً بالزواج: يلعب الإعلام دوراً مهماً في رسم التوجه العام عن مقاييس الجمال، وبسبب تفوق مصممي الجمال والأزياء الأوروبيين فقد أصبحت المرأة النحيلة ذات القوام الممشوق سيدة الموقف، و في يومنا الحاضر تنصهر الثقافات في التوجه العالمي الذي يديره الإعلام بالدرجة الأولى.
  • المرأة البدينة أقل حظاً بالعمل: ثمة عدة أسباب تجعل بعض المدراء ينفرون من توظيف المرأة البدينة، وهي أن الرجل يفضل المرأة الجميلة على غيرها في بيئة عملة، و في بعض الوظائف مثل السكرتاريا و المبيعات يقتصر الموضوع على إمكانية هذه الفاتنة في جلب العملاء وتحقيق مبيعات كبيرة. 

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button