آخر صيحات الموضة.. أنق أسنانك على حسب ملابسك ومزاجك!

ألوان زاهية وأخرى مزركشة تخرج من أفواه المبتسمين من الفتيات والشباب، هي طقوس باتت تشكل نوعاً من الهوس لدى البعض، ليتسابق كل منهم على تلوين ورسم تقاويم أسنانهم بأشكال وألوان مختلفة كلٌ على حسب مزاجه وحالته النفسية.

 

حول ظاهرة تقويم الأسنان الملونه، أشار الدكتور أحمد خفاجي أخصائي تقويم وتجميل الأسنان، إلى أن علاج مشكلات الأسنان تطورت بشكل كبير في الفترة الأخيرة، بداية من اختراع تقويم الأسنان وصولاً إلى ابتسامة هوليوود، ويقول: "أصبح تقويم الأسنان موضة يتهافت عليها الجميع، باختلاف أعمارهم وأجناسهم، سواء كانوا بحاجة إليه أو لا، خاصة بعد انتشار الأشكال المختلفة للتقويم بجميع الألوان والتدرجات، ولكن تبقى الفئة التي تستهويها تقويم الأسنان الملونة هم من الفئة العمرية التي تتراوح أعمارهم بين 13 إلى 20 سنة، وبالنظر إلى أكثر الألوان طلباً من قبل المراهقين، نرى أن الفتيات يخترن اللون الوردي والبرتقالي، في حين بفضل الشباب الأحمر والأزرق الداكنين".

 

بين الهوس والموضة
لم يعد تقويم الأسنان مجرد موضة بل تطور الأمر إلى حالة من الهوس لدى البعض، يوضح طبيب الأسنان، ويقول: " بعض الأشخاص أصبحوا يغيرون لون تقويم أسنانهم في فترات قصيرة جداً، لأسباب منها سطحية على سبيل المثال الحاجة إلى لون جديد يتماشى مع لون ملابسهم، وخاصة في المناسبات".

يتحدث الدكتور أحمد عن حالات الهوس لبعض المترددين على عيادته، ويقول: " من بين الطلبات الغريبة التي تعاملت معها، لمراهق قرر السفر إلى بريطانيا، وأراد أن يبتكر طريقة يفاجئ بها أصدقائه، فطلب من الأخصائي أن يزين له تقويم أسنانه بعلم بريطانيا باستخدام الألوان الثلاثة الأحمر والأبيض والأزرق وترتيبهم بطريقة أو بأخرى ليزين العلم، وحالات أخرى وبعد انتهاء فترة العلاج يطلبون إبقاء التقويم ويرفضون إزالته، لأنهم يعتبرون التقويم بمثابة وسيلة للمفاخرة والثقة".

 

مشكلات تقويم الأسنان
يؤكد الدكتور أحمد أن تقويم الزينة خطير جدا، وسيء للغاية لأن أضراره تغلب على منافعه، فالمنفعة تكون مؤقتة، ومتمثلة بزيادة نسبة جمال كما يراه بعض الأشخاص الذين يرون في التقويم عنصراً جمالياً، في حين أن أضراره جسيمة قد تدوم إلى الأبد، ومن هذه الأضرار مشكلات متمثلة في تسوس الأسنان وتحرك الفك، وتغير أماكن الأسنان، فتتحول الزينة إلى مشاكل وخيمة، لهذا لا ينصح أبداً بتقويم الزينة ولا في أي حال من الأحوال، وأكبر دليل على خطورته هو منعه قانونياً داخل الدولة، ومن الصادم أن 80% من الأشخاص الذين يضعون تقويماً هم ليسوا بحاجة له كعلاج، كل ما في الأمر أنهم يتباهون به أمام الآخرين على اعتبار أنها موضة العصر".

 

رأي الجمهور
يشعر عدنان أحمد، أردني، 35 سنة، بالندم بعد أن تخلص من تقويم الأسنان الذي كان قد وضعه بهدف الزينة، ويقول: "منذ سنتين قررت أن أضع تقويماً لأسناني، لأنني أرى أنه يضفي جمالاً على ملامح وجهي، ويمنحني مزيداً من الثقة بالنفس والرضا عن مظهري الخارجي." وقال أن هدفه الأساسي من تقويم الأسنان كان للفت أنظار الفتيات، لأنه يرى أن معظم الفتيات يلتفتن للشاب المهتم بنفسه والمواكب لآخر صيحات الموضة، ولذلك عمد على اختيار لوناً مختلفاً للتقويم لكل صف من أسنانه، فالصف العلوي زينته باللون الأحمر، أما السفلي فكان باللون الأزرق. وعن سبب اختيار لهذين اللونين. ابتسم وقال: "تيمناً بلون نادي كرة القدم المفضل لدي، وهو نادي الشعب." وأوضح عدنان أنه بعد تركيب تقويم الأسنان تحسنت نفسيته كثيراً بسبب مديح أصدقائه وتعليقاتهم الإيجابية، وقال: "اثنين من أصدقائي قلدوني، وركبوا تقاويماً للزينة، ولكني قررت التخلص من تقويم الأسنان لأسباب منها؛ الصعوبات التي كان يعاني منها أثناء تناوله للطعام، ورغم ذلك سوف أعيد تجربة وضع تقويم أسنان للزينة بألوان غريبة".

 

وتصف لين جدعان، سورية، 21 سنة، نفسها بأنها من محبي الموضة وكل ما يتعلق بجمال الفتاة، ومنذ سنة تقريباً جاءتها فرصة جديدة لمواكبة آخر صيحات التجميل، المتمثلة بتجميل ملامح الوجه عبر تقويم الأسنان. تقول: "لطالما طلبت من والدتي وضع تقويم الزينة لكنها كانت ترفض وبشدة، ومؤخراً ذهبت لطبيب الأسنان، وتبين له بأني بحاجة إلى تركيب تقويم أسنان بهدف العلاج، لذلك أنا سعيدة لأني سوف أحقق غايتي، فوالدتي أصبحت الآن اضطرت على الموافقة، وأنا سعيدة جداً بذلك، لأنني بالتقويم سأزيد من نسبة جمال مظهري الخارجي، ومن اللحظة التي أخبرني بها الطبيب بضرورة وضع تقويم لأسناني، بدأت بالبحث عن أفضل الألوان وأنسبها لبشرتي والأكثر انتشاراً في ذاك الموسم، لأنني أرى أن لون تقويم الأسنان ضروري جداً لأنه يؤثر على نفسية الشخص، وبالتالي ثقته بنفسه وجرأته في التعامل مع الآخرين".

أما روان دياب، نرويجية، 16 سنة، ولدت وترعرعت في دولة الإمارات فتأثرت بانتشار التقاويم الملونة بين صديقاتها. تقول: " عندما اكتشفت أني بحاجه إلى تقويم لأسنان، فضلت أن تكون بألوانه زاهية؛ لما لها من تأثير إيجابي على نفسيتي، ونفسية من حولي، منها اللون الأحمر و الأصفر". تقول روان بعد فترة من  تركيب التقويم ولظروف معينة، اضطرت أن تغير مكان إقامتها والانتقال إلى النرويج. وتفاجأت بأن الغالبية العظمى من الفتيات والشبان هناك ممن يرتدون تقويم الأسنان يعتمدون اللون الأبيض فقط، ولا يستبدلونه بأي لون آخر، لدرجة أنهم يطلقون لقب "التافهون" على من يختارون التقويم الملون، اعتقاداً منهم بأنهم يحاولون جذب أنظار من حولهم عن طريق هذه الألوان الملفتة، فقررت روان عندها التخلي عن رغبتها في تركيب تقويم ملون، وقالت "الموت مع الجماعة، رحمة بعيداً عن الألقاب".

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button