وداعاً منال العاصي...

هل نعيش في بلد بربري؟ بالطبع لا. لكن كيف يمكن تفسير هذا الصمت الذي يعيشه المجتمع بعد أن واجهت المغدورة اللبنانية المصير نفسه الذي لاقته العديد من النساء قبلها دون أن يحرّك ساكناً، مصير الموت؟

لائحة طويلة من ضحايا العنف المنزلي تنضمّ إليها منال العاصي، البالغة من العمر 33 عاماً ولديها ابتنان تبلغان 13 و15 سنة واللتان كانتا في المدرسة خلال الجريمة النكراء التي ارتكبها والدهما.

وفي تفاصيل الحادث أن مشادات كلامية حصلت بين منال وزوجها محمد النحيلي بسبب خلافات تعود إلى زواج محمد من امرأة أخرى. أخذ المعتدي الذي يعمل نجاراً، يضرب زوجته مستخدماً أدواة المطبخ والكراسي والطاولات وعصي التنظيف حتى تسبب لمنال بنزيف دماغي حاد نُقلت على إثره إلى إحدى المستشفيات حيث فارقت الحياة.

وتقول عبير عاصي، شقيقة المغدورة، أن العائلة تلقت مكالمة هاتفية من الزوج يخبرهم فيها أن يأتوا ليشاهدوه كيف يضرب ابنتهم، لكن الغريب في الأمر أنهم لم  يتصلوا بالشرطة قبل الوصول إلى بيت ابنتهم فيما لم يتدخل أحد من الجيران لردع الزوج عن ضرب زوجته؟

هكذا موقف برأينا ينمّ عن عدم إحساس وقلّة مسؤولية تجاه الأشخاص المعنّفين، فالرأي العام يعيش في سبات عميق غير آبهٍ بما يحصل، وما من شيء يدفعه للتحرّك أو رفض هكذا عمل إجرامي. الزوج هارب الآن فيما تمّ دفن ضحيّته يوم أمس دون أن يحرّك موتها ساكناً في ضمائر لا زالت تدرج قضية العنف الأسري على آخر سلم اهتماماتها. إن المجرم الحقيقي ليس فاعل الجريمة بل كل شخص لا يستنكر هذا العمل المشين.

فلنمتلك الشجاعة وندافع عن المرأة العربية بشكل عام واللبنانية بشكل خاص كي تحصل على حقوقها الطبيعية. فهل زوج منال هو فقط من قتلها؟

(مصدر: النهار، الأخبار)

المزيد
back to top button