شفاة مثيرة، وخدود مكتنزة وأنف صغير ورفيع، وبشرة شابة خالية من التجاعيد، وجسم منحوت ورشيق هو حلم كل امرأة، ومع تطور العلم تنوعت الجراحات والطرق التجميلية الحديثة، أصبح مشرط التجميل طلباً مثالياً لمعظم النساء. وعلينا أن نعترف إلى أن الانفجار الإعلامي، وانتشار مراكز التجميل، فتحت المجال أمام الراغبات بالوصول إلى الشكل المثالي بخوض تجارب لإجراء مختلف العمليات التجميلية، طلباً للمثالية، أو في سبيل إرضاء الذات، ومنهن من تسعى خلف نزعات زوجها، ومنهن من المراهقات من تحاكي الممثلات والمطربات في شكلهن الخارجي. فما هي أحدث صيحات موضة عمليات التجميل؟
تكبير المؤخرة ورفع الصدر
قال دكتور شربل المدور، استشاري جراحة التجميل والحائز على البورد الكندي والزمال الأمريكية: "اشتهرت عبر سنوات عملي الطويلة في الطب التجميلي، ومنها جراحات تجميل الأنف، وجراحة الصدر من كافة الأنواع كالتكبير والرفع والتصغير، وجراحات شفط الدهون والنحت باستخدام التقنيات الحديثة كاليزر وغيرها من أساليب التقنية الحديثة".
وأوضح المدور أن ثمة اختلافات في خطوط موضة التجميل بين لبنان والسعودية والإمارات، وقال: " لكل دولة توجه خاص في نوعية العمليات التجميلية، ففي الإمارات يوجد طلب كبير على عمليات تجميل الأنف وتكبير الثدي عند الفتيات، وعند النساء الأكبر بالعمر يكثر الطلب على عمليات شد البطن ورفع الثديين، وشد الوجه، وهذا الأمر يشمل السعودية، التي يكثر فيها الطلب على تكبير المؤخرة التي باتت تشهد زيادة في الطلب، عدا عن عمليات شفط الدهون ونحت الجسم كذلك. أما لبنان فهي معروفه بعمليات التجميل منذ فترة طويلة ويأتي لها الزبائن من مختلف بلدان العالم لإجراء مختلف أنواع العمليات التجميلية".
وفيما يتعلق بموضة الأنف الحالية، يقول: " اشتهرت بعمليات الأنف التي تظهر بشكل طبيعي، وكأن المريضة لم تجري عملية تجميلية، حيث نحاول أن نعالج العيوب حتى يظهر الأنف بشكل جميل وطبيعي، وتعتبر هذه العمليات هي الأصعب في عالم التجميل". ويوضح الدكتور المدور أن ثمة طرق تجميلية متعدة بعيداً عن الجراحات التجميلية، ويقول : " تستطيع المرأة الحفاظ على جمالها الخارجي بدون جراحة تجميلية، من خلال العناية والاهتمام ببشرتها، في سن مبكر وقبل ظهور علامات الشيخوخة، وعن طريق طبيب التجميل الذي يستخدم طرق بسيطة بعيداً عن الجراحة ومن ضمنها، الفيلر والبوتوكس".
وحول أعقد عمليات تجميل الوجه، يوضح: " عمليات شد الوجه لم تعد مقتصره على شد الجلد، إنما تشمل عملية شد عضلات الوجه، ما يجعل الوجه يظهر بشكل طبيعي ويدوم لفترة أطول، وكذلك مكان الجروح يتم ترميمها بشكل طبيعي".
جمال طبيعي لجراحات تصحيحية
يرى الدكتور بول عودة، أخصائي الجراحة التجميلية، أن عالم التجميل تسير في وتيره متسارعة، ولكن باتجاهات مختلفه عن السابق، فلم يعد هناك إقبال على عمليات تكبير الشفاة والخدود كما كان في السابق، إنما عالم التجميل يتجه نحو العمليات التصحيحية مما يعطي المرأة الجمال الطبيعي، ويقول: " تشهد عمليات نحت الجسم إقبالاً كبيراً في المنطقة، وخاصة المرأة بعد الإنجاب التي تحتاج إلى عمليات شد البطن، وكذلك يوجد إقبال على عمليات تكبير الصدر، وكذلك عمليات تصغير ورفع الصدر وخاصة بعد الإنجاب".
وفيما يتعلق بعمليات تجميل الوجه، يقول عودة: "لا يوجد سن معين لبوتوكس الوجه ويفضل أن تجري كل سيدة حق البوتوكس قبل أن ظهور التجاعيد بشكل ملحوظ، حيث يساعد اللجوء المبكر إلى عمليات شد الوجه في إعطاء أفضل نتيجة طبيعية". ويشير عودة إلى أن شد الوجه قبل ترهله يعطي نتائج أفضل وتدوم طويلاً، وترهل الجلد يعتمد على السن بجانب العوامل الجينية ونوعية البشرة، حيث يوجد نساء في مقتبل العمر ويعانين التجاعيد المبكرة، لذلك ينصح كل سيدة اللجوء العناية ببشرتهن بعيداً عن التجاعيد وفي سن مبكرة بفعل التدخين والتعرض لأشعة الشمس وضغوط الحياة، مع الإشارة إلى أن البوتوكس لا يرتبط بسن معين بل يعتمد على طبيعة البشرة.
وعن مستقبل عمليات التجميل، يقول عودة: " إن المستقبل سيكون نحو جراحات التجميل التصحيحية الناتجة عن العيوب الخلقية أو بعد خسارة الوزن والإنجاب التي تعطي المرأة الجمال الطبيعي".
جراحات خاصة للعزباء والمطلقة والأم!
مؤخرة كبيرة وصدر مرفوع وخصر منحوت هي من أبرز صحيات موضة عمليات التجميل في الشرق الأوسط، بحسب الطبيب التجميلي إبراهيم أبي عبدالله، ويقول: "معظم النساء في منطقة الخليج يقلبن على عمليات نحت الجسم وشفط الدهون عدا عن عملية تكبير المؤخرة، ورفع وتكبير الصدر. وبعض النساء يلجأن لعملية تجميل المناطق الحساسة في الخليج، عدا عن عمليات شد الوجه وإزلة الدهون المكدسة أسفل الرقبة، أو ما يعرف بالذقن المزدوجة، وكذلك يوجد إقبال كبير على العمليات التصحيحية للأنف".
يشير أبي عبدالله أن أصعب عمليات التجميل هي الناجمة عن الحوادث، ويقول: " تعد عمليات التجميل الناتجة عن الحوادث هي الأكثر تعقيداً وخاصة الحروق العميقة من الجسم، التي تتطلب إجراء أكثر من عملية جراحية وعلى مراحل". وأوضح أبي عبدالله أن بعض النساء في المنطقة العربية يميلون نحو تقليد النجوم، ويعلق: "بعضهم يطرقون باب العيادات التجميلية وهن يعتقدن أنهن سوف يصبحن مثيلات لبعض النجمات العالميات، وهذا الأمر مبالغ به، فلكل إنسان له شخصيته وطبيعته، حيث تتأثر بعض الفتيات وخاصة في سن العشرينيات بالنجوم، وكذلك نرى أن بعض النساء المتقدمات بالعمر يلجأن بكثرة لعمليات التجميل في محاولة لإسترجاع شبابهن، وكذلك النساء المطلقات يلاحقن عيادات التجميل بكثرة بغاية الحصول على الثقة". ويرى أبي عبدالله أن العمليات التجميلية هي حق لكل امرأة ولكن في حدود المعقول ومن دون المبالغة، حيث تتردد عليه الكثير من المراجعات اللاتي يطلبن إحداث تغييرات في وجوههن وأجسامهم على الرغم من أنهن يتمتعن بمظهر جمالي وطبيعي جميل.
تحقيق رنا إبراهيم