من المعروف أن البرجر لا يمكن أن يكون دون وجود شريحة كبيرة من اللحم في منتصف قطعتين من الخبز الطري، ولكن الآن يحاول العلماء في الغرب إيجاد بديل نباتي للحوم البرجر، والتي يمكن أن تجعل كثيرا من النباتيين يتناولون البرجر.
التجربة التي يسعى إليها العلماء، تسير في اتجاه "الطعام المستحيل"، وهي الأطعمة التي يستحيل أن يمكن أن توجد مثل البرجر دون لحم، ويهدف بها العلماء إلى إيجاد بدائل طبيعية لطعام البشر بعد أزمة الغذاء العالمية.
ويتكون هذا البرجر، والذي يعد الطعام الأول للكثيرين في أوروبا والدول الغربية، من خليط من الأطعمة ذات الأصل النباتي من البطاطس والقمح، والدهون، وجوز الهند، والبطاطا الحلوة اليابانية، وحساء الخضار، والسكريات والأحماض الأمينية، دون لحوم.
وقام العلماء بتجربة تلك الخلطة على رجل نباتي، والذي أكد أنه أول مرة يتناول الهامبورجر منذ 30 سنة، ويشعر بنفس المذاق، كما لو كان به لحوم، ولكن في الواقع لا توجد به لحوم.
ويعتمد هذا البرجر على البروتين الرئيسي به والذي توجد به مادة "يجيموجلوبين"، وهو يقدم بديلا طبيعيا للحوم، ليس فقط بروتينا نباتيا، ولكنه بطعم اللحوم الطبيعية.
وفكرة الأطعمة المستحيلة، تقوم بها مؤسسة مات براون في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 2011 ، وبراون أستاذ الكيمياء الحيوية في جامعة ستانفورد، والذي يقتنع أن التغيرات المناخية في العالم، سوف تجعل من وجود الماشية في العالم أمرا نادرا، ما يعني ضرورة زراعة بدائل للحوم الطبيعية.
وهو ما اكتشفه في مادة "يجيموجلوبين"، وهو الموجود في جذور فول الصويا أو غيرها من الخضروات، والذي يقدم دورًا مماثلا للهيموجلوبين في الثدييات، ما يعني أنه يشبه المادة الاساسية في دماء الماشية، والتي تعطي للحوم طعمها المميز.
وهو ما دفع براون وفريقه العلمي، إلى إدخال بعض التعديلات في الحمض النووي لجذور تلك الخضروات، لتحويلها إلى ما يشبه اللحوم الطبيعية، لتخدع مستقبلات التذوق لدى الإنسان، وتشعره أنه يتناول اللحوم الحمراء.
ويحاول "مشروع الأطعمة المستحيلة" علاج أزمة الغذاء بشكل عملي وتوفير بدائل طبيعية آمنة للمستهلكين، وبدأ في ولاية سان فرانسيسكو الأمريكية، ويتوقع أن ينتشر في باقي الولايات المتحدة الأمريكية في المستقبل القريب.