بتنا في الفترة الأخيرة نلمح أسماء لقيادات نسائية خليجية عديدة، يتولين أعلى المناصب القيادية وفي العديد من المجالات، إذا باتت المرأة الخليجية بفضل دعم حكوماتها والحقوق الكاملة التي حصلت عليه، تشغل معظم المناصب المرموقة، واقتحمت بذلك معظم المهن والوظائف، وأصبحت اليوم هي من تعطي زمام الأمور في العديد من المجالات، ولكن هل المرأة الخليجية قادرة على تمثيل نفسها اقتصاديا وسياسياً بالصورة الكافية، وهل ممكن أن تكون منافسة عالمياً؟ وأين موقعها على ساحة صنع القرار؟
حول دور المرأة الإماراتية في دعم الاقتصاد الوطني، تقول دكتورة مشكان محمد العور، رئيسة مجلس شرطة دبي النسائي لخدمة المجتمع، "من واقع رئاستي لمجلس شرطة دبي النسائي لخدمة المجتمع، نرى أن عملية التعليم ممكن أن تؤدي إلى زيادة فعالية المرأة في دعم الاقتصاد الوطني، لأن الاقتصاد المبني على المعرفة، مساهمته ستكون على عاتق الرجل والمرأة سواسية، وهذا ما نلمسه من واقع دولة الإمارات، وحتى في توجيهات، معالي الفريق ضاحي خلفان، نائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي، على تضمين مجلس الشرطة النسائي على كيفية خدمة المجتمع ومشاركة المرأة في صنع القرار، ولذلك نرى أن هذا التمثيل موجود من الناحية الاقتصادية والمتمثل في مجلس سيدات أعمال دبي، وفي قطاع المصارف، فضلاً عن القطاعات الأخرى في المجتمع والتي تمثل أهمية التعليم والصحة وغيرها من القطاعات".
ترى العور أن إبداع المرأة الإماراتية في المجال الاقتصادي، يتوقف على حسب توجهات الدولة، وترى أن سياسة الدولة المعلن عنها حالياً نحو تشجيع الابتكار والإبداع، هذا بدوره يعطي فرصه للإبداعات الفردية للمرأة، إضافة إلى مشاركتها في المؤسسات التي ممكن تكون نسائية وفي مجال الاقتصاد. تقول العور: " المرأة الإماراتية تحظى بدعم حكومي كبير، ولدينا العديد من القيادات النسائية المشرفة، ونحن الآن في مرحلة متطورة، بحيث نجعل المرأة هي التي تدعم تمكين المرأة، وذلك من خلال المؤسسات النسائية، والتي تبدأ من تعليم المرأة ومن ثم إعطاء الثقة وصولاً للتمكين، ونحن نرى هذا الدعم واضح من خلال الجامعات التي وفرت تخصصات مختلفة تعين المرأة على تمثيل الاقتصاد بفعالية أكبر".
العلم هو مفتاح النجاح
توضح المهندسة نجاة ياسين بوحليقة، رئيسة المرأة في الهندسة بالمنطقة الشرقية بالسعودية، مساهمة المرأة السعودية سياسياً واقتصادياً، وتقول:" المرأة السعودية لديها أثر كبير سياسياً، وربما هي غير ظاهرة بصورة واضحة على الساحة، ولكن أستطيع القول أن السعودية أبدعت في تربية الأجيال، وهي وراء تقدم الرجل سياسياً، أما بالنسبة للمجال العلمي والاقتصادي، فإن المرأة السعودية، متقدمة كثيراً، فأصبح لدينا سيدات أعمال، وهن من أكثر السيدات تأثيراً في العالم، وكذلك في مجال العلوم برزت أسماء نسائية كثيرة وفي العديد من التخصصات العلمية، ومن بين هذه الأسماء حياة السندي، وهي أول امرأة من منطقة الخليج العربي تحصل على شهادة الدكتوراه في مجال الكيمياء الحيوية".
تضيف بوحليقة: " أؤمن أن المرأة لا تستطيع الوصول للنجاح إلا إذا كافحت وأصرت على بلوغ القمة، وصحيح أننا بحاجة إلى تغييرات سواء في التشريع أو وفي بيئة العمل، وجمعها تحديات تقف أمام نجاح المرأة، وبالتالي فإن المرأة السعودية على وجه الخصوص بحاجة إلى تكاتف الجهود من المجتمع ككل، ولكن رغم التحديات التي تواجهها، استطاعت المرأة السعودية تحقيق النجاح، ولذلك ادعوا بعض النساء إلى عدم التراجع، فبعضهن عندما ينجبن يتراجعن عن العمل، بسبب عدم توفر البيئة المناسبة والداعمة لهن، لذلك يجب على بيئة العمل الاستجابة لمتطلبات المرأة، وأؤمن أن المرأة يجب أن تعتني وتهتم بنفسها حتى تستطيع تشجيع أجيالها، ويكون ذلك بالقراءة والثقافة، ويجب أن يكون العلم هو مطلب المرأة الدائمة لأن العلم مفتاح النجاح".
من جهة أخرى، تؤكد بوحليقة أن العادات والتقاليد مازالت تحد من تطور المرأة السعودية، ولكن هذه التحديات لن تقف أمام نجاح المرأة، وعلى المرأة السعودية أن تقوى نفسها لتجاوز هذه التحديات.
تميزها عن الرجل
يقول عبد المطلب هاشم، مدير عام مؤسسة نكست ليفل للاستشارات الإدارية، وخبير توطين ومستشار في تطوير الكوادر الوطنية والأعمال في الخليج، أن تواجد المرأة وتمثيلها على الساحتين الاقتصادية والسياسية زادت خلال آخر عشر سنوات، حيث لمسنا تفوق نسائي كبير متمثل في ارتفاع نسبة الخريجات الإماراتيات اللاتي تفوقن فيها على نسبة الذكور، عدا عن زيادة نسبة الباحثات عن العمل، والنساء اللاتي يتولين مناصب قيادية، فبات دور المرأة جداً مهم، بحكم أنهن يمثلن أغلبية المواقع القيادية".
يضيف عبد المطلب: "لاحظنا أن المرأة الإماراتية لديها بعض المهارات الخاصة، والتي تميزها عن الرجل، ومنها الرغبة والإصرار على النجاح، عدا عن قدرتها على استيعاب الثقافات المختلفة، و التعامل مع مختلف الجنسيات، ولا ننسى طبيعة المرأة ودورها في التعامل مع المنزل وفي العمل بنجاح أيضاً، بالتالي هي قادرة بطبيعتها على التعامل مع أكثر من دور، وهي مهيأة لتولي مناصب قيادية بشرط أن تكون مؤهلة لهذه المناصب".
من جهة أخرى، يرى عبد المطلب، أن المرأة بطبيعتها المتقلبة، تحتاج إلى وقت أطول لاكتساب الخبرة والتي تأتي عن طريق التجارب، على سبيل المثال؛ يقول عبد المطلب أن برنامج إعداد القادة قصير المدى، غير مجدي وواقعي مع المرأة، فالمنصب القيادي يحتاج إلى خبرة طويلة المدى، وليس فقط تأهيل، لذلك يجب أن تكتسب المرأة مهارات القيادية والخبرة الطويلة التي تؤهلها لتكون صانعة قرار سياسياً واقتصادياً".
تحقيق رنا إبراهيم