هو شعار اتخذته بعض الزوجات بدافع إثراء علاقتهن الزوجية بعيداً عن الروتين المعتاد طوال العام، إيمانا منهن بان الإجازة ستعود بالفائدة على كلا الطرفين، خلال الإجازة التي تعتمدها بعض الزوجات وتختلف نوعيتها ومدتها بين الساعات إلى الأيام فالأشهر، تمثل فترة لتجديد المشاعر ومراجعة تفاصيل الحياة من جديد، ليبدأ كلا الزوجين معا حياة زوجية جديدة مليئة بمشاعر الحب والحميمة وكأنهما زوجان جديدان التقيا لأول مرة ويبدآن يعيشان في شهر عسل جديد.
ترى منى عبدالعزيز أن أجمل ما في الإجازة الزوجية أن المرأة تبدأ بتحضير نفسها من جديد، وتقوم بشراء الملابس الجديدة وتغيير مظهرها الخارجي كتغيير موديل ولون الشعر وغيرها، وتهتم منى عند وصول زوجها بتحضير الأطباق المحببة إلى قلبه، وتعتبر أن غيابها عن زوجها لمدة شهر هي فترة كافية لتجديد حياتها، فهي لا تستطيع أن تتغيب عنه أكثر من تلك المدة، وتقول: " الإجازة الزوجية لا تعني السفر لمدة أيام فحسب، إنما الإجازة قد تكون لمدة ساعات، فحين يتأخر زوجي بالعمل أنتظره بلهفه وشوق، وأبقى أنتظر الدقائق حتى يعود، والحمد لله أنا الآن متزوجة من 19 سنة ومازال إحساس اللهفة والشوق يربطني به".
لا تخبريه بدافع سفرك
تهتم مريم سمير، متزوجة من 11 سنة ، بأخذ استراحة زوجية بالسفر لرؤية عائلتها، التي تستمر لمدة الشهر والشهر والنصف، وتدعو جميع النساء بالسفر دون أزواجهن، ولكن بشروط، توضحها قائلة: "يجب على الزوجة أن لا توضح أسباب سفرها بمفردها المتمثلة في التخلص من المشاكل الزوجية وتجديد الحياة بعد أن أصابها الملل والروتين، لذلك يجب أن توجد ضرورة السفر دون أن تفصح عن أسبابها لأنها بالنهاية قد تؤدي إلى سوء الفهم وتكوين المشاكل المضاعفة".
وترى مريم أن الزوج الشرقي ليس من ثقافته تقديم الهدايا لزوجته بعد طول غياب، فقط يكتفي بالاشتياق والمشاعر، وتقول: " حين أعود إلى منزلي أرى أن كل شيء جديد منزلي وأغراضي، وحبي لزوجي المتجدد ".
أما نهى فؤاد، متزوجة من أربع سنوات ترى أن الإجازة الزوجية هي حاجة أساسية للزوجة، بغض النظر عن وجود المشاكل والخلافات الزوجية، إلا أن ابتعاد الأزواج عن بعضهما يساعد في كسر حاجز الروتين اليومي، وتقول :" أعرف زوجي من 10 سنوات سابقة، وأرى أن الاستراحة الزوجية ضرورية حتى تبقى علاقتنا صحية، على سبيل المثال أسافر إلى بلدي لبنان بمفردي والعكس صحيح، على أن لا تتجاوز استراحتنا الزوجية مدة 10 أيام. وحالياً زوجي مسافر لأخذ قسطاً من الراحة الزوجية".
نصائح لإجازة أكثر فاعلية
الإجازة الزوجية إيجابية في الغالب لكن قد تتحكّم فيها الانفعالات وتأخذها في الاتجاه الخاطئ، لذلك يقدم سعد الهاشمي، المستشار في التنمية البشرية والاجتماعية مجموعة من النصائح لكلا الزوجين:
- للزوج: استعد فترة الخطوبة أو التعارف وبادر بالتقرّب من زوجتك بطرقٍ طريفة خفيفة مثل: رسائل نصية أو بريد الكتروني أو تسجيل صوتي تحكي عن شوقك وبعض القصص الطريفة التي حصلت لك بسبب غياب زوجتك عن البيت – هدية مع إهداء رقيق تصلها لباب البيت – تكون مع صديقاتها وتراك قادماً من بعيد لتعطيها باقة زهور وتنصرف دون كلام. هذه السلوكيات هي فيتامينات زوجية فعالة جداً مع الزوجة. تجنّب الاتصال الهاتفي المباشر إلا حال الضرورة.
- للزوجة: احذري همسات ولمزات الصديقات عن عيوب زوجك، تذكّري أن لكل إنسانٍ عيوبه وهذا يشملكِ أنتِ أيضاً. تذكّري أيام الخطوبة والتعارف وإيجابيات زوجك وحاولي تدوين كل إيجابياته في قائمة، أيضاً دوّني عيوبه في قائمة أخرى وفكّري (كما لو كنتِ هو) في أسبابها وطرق علاجها. لتناقشيه فيها بكل حب وهدوء بعد العودة للبيت بأيام.
- للزوج: إياك والحديث مع العائلة والأقارب أو الأصدقاء عن عيوب زوجتك، فهذا سلوكٌ سلبيّ سيظهرك بشكلٍ شائن حتى لو كان كلامك صحيحاً. كن دبلوماسياً واكتفِ بقول: إني أمنحها بعض الراحة مني فواجباتها المنزلية مرهقة حقاً .. أو ماشابه ذلك.
- للزوجة: كلمة عاطفية واحدة منكِ تكفي لتجعله يتحرّق شوقاً لإنهاء الإجازة، لا تبالغي في التعبير وبنفس الوقت لا تظهري الجفاء والانقطاع فهذا خطأ كبير. استمتعي بإجازتك واشحذي طاقتك لتعودي بكل حيوية ونشاط وتذكّري .. يجب أن تكوني في غاية التألق يوم العودة وفي مزاجٍ رومنسي دافئ. وإياكِ والمبالغة في تطويل مدة الإجازة فهذا يعني له أنك لاترغبين بالعودة !
- للزوج: أنت من يقرّر يوم العودة، لا تجعله يتأخر أكثر من أسبوع إلى 10 أيام إلا لو هناك اضطرار ما. يجب أن يكون عنوان عودتها للبيت من طرفك هو: لا أستطيع الحياة بدونك .. أو ما شابه ذلك، كي تعود زوجتك بكل طاقة وسعادة وذلك سينعكس عليك حتماً. إذا طلبت زوجتك إجازة زوجية أكثر من مرتين في السنة فهي ليست على مايرام ! يجب عليك التعمّق في أسباب انزعاجها وإيجاد حلولٍ جذرية حاسمة.
تحقيق رنا إبراهيم