يوسف هو ابن مدينة العيون جنوبي المغرب، وهو مصور طموح يعشق السفر، وقد ترك كل شيء خلفه واتخذ دراجته الهوائية كوسيلة تقوده إلى أرجاء مختلفة من بقاع العالم.
بعد تخرجه من معهد السينما بورزازات، وضع الطالب هدفاً خارجاً عن المألوف. ففي الوقت الذي كان زملاؤه يبحثون عن عمل، كان يوسف يحلم بالطريق التي سيسلكها للقيام بجولة في إفريقيا، على متن دراجته الهوائية.
وقال الشاب إن فكرة Africa Dream لم تكن وليدة اللحظة، بل إنه كان يحلم بها منذ 2015 عندما كان طالباً. وبحسب قوله، فإن اختيار الدراجة للسفر كان فكرة مخيفة في البداية، لأن السير على متنها يتطلب تجلداً كبيراً، لكنها في الوقت ذاته وسيلة سهلة ولا تحتاج للكثير من المصاريف، لا سيما أنه بدأ مغامرته وهو تلميذ لا يملك إلا دراهم لتأمين طعامه.
تمكن يوسف من جمع ما يعادل ألف دولار عن طريق أعمال مختلفة، لتأمين ما سيتطلبه السفر من المغرب إلى ساحل العاج. بعد انطلاقه بأشهر، استطاع المغامر الشاب الحصول على تعاقد مع شركة إيطالية ترعى سفره عن طريق أداء سومة تأشيرات الدخول إلى بعض البلدان، كما تمكن من الحصول على دعم عدد من الشركات بجنوب إفريقيا، تتكفل بكل لوازم دراجته من إصلاح وقطع غيار.
ويؤكد الشاب أن المال لم يكن عائقاً، بل إنه استطاع بالقليل فقط تحقيق ما لم يفعله أغنياء يملكون الكثير. المهم حسب الدرّاج هو تحقيق شيء جميل، أما المال فمجرد وسيلة.
وتمكن الرحالة من زيارة 24 دولة خلال أربع سنوات. وقال يوسف : "ما فاجأني خلال سفري هو أنه خلافاً للصورة النمطية المنتشرة حول إفريقيا، فإنني استمتعت برحلة آمنة، وقد عَرض علي أناس لا أعرفهم يد المساعدة، دون أن أطلب شيئاًًً".
وبخصوص الخوف من المجهول، قال المغامر: "المجهول هو ما يضفي على سفري إثارة خاصة ويزيد من المتعة. فالمتعة لا توجد إلا في حب الاستطلاع واكتشاف أشياء جديدة كل يوم، وملاقاة أعراق وأجناس ولغات لم نسمع عنها من قبل. ومنذ انطلاقي في هذه المغامرة لم أخطط لشئ، كنت أترك الأيام تأتي لي بنصيبي منها، فأعيشها بحلوها ومرها. أصعب اللحظات عشتها بالنيجر حين تناولت مضاداً حيوياً فاسداً، تسبب لي بمرض على مستوى الكبد، كدت أن أفارق الحياة قبل أن أستعيد عافيتي بعد أسبوعين بفضل العناية الطبية".
ويؤكد يوسف سحساح، أنه لا ينوي حالياً العودة إلى المغرب، بل سيواصل رحلته، ووجهته المستقبلية آسيا ثم أوروبا!