مصر السبت الماضي كانت هي الحدث الإستثنائي.. ملأت الزمن.. وسع بها المكان.. خطفت أنظار العالم بأسره، وإنتزعت كل الإعجاب والتقدير لدرجة الذهول.. 


مصر جاءت ثم جاء التاريخ، بهذه الحقيقة احتفي أبناء مصر والدول العربية بالحدث الفريد من نوعه، والذي أجبر العالم على توجيه نظره إلي هذا الحدث الفريد من نوعه وهو نقل المومياوات الملكية.


أكدت "المحروسة" أنها أرض أقدم وأعظم حضارة في العالم، وأنها قادرة على تجددها وإعادة إنتاجها وإستثمارها وطنياً وكونياً على الصعد كافة، لتبقى "أم الدنيا"...


عالمية الحدث وتنظيمه وألوانه وعناصر الإبهار البصرية من خلال الصورة اليوم، يعد تأكيدا للعالم على أن مصر المعاصرة والحديثة هي دولة استثنائية تستمد أصولها من تاريخ وكيان يضرب بجذوره في أعماق الحضارة والتاريخ، وأن الحاضر بإنجازاته وإشراقه يعد امتدادا لحضارة متفرة...

•فعاليات إستثنائية لحدث إستثنائي:
فقد شهدت مصر، حدثاً إستثنائياً فريداً من نوعه لم ولن يتكرر، بنقل موكب أسطوري لنقل 22 مومياء لأشهر الملوك والملكات من المتحف المصري بالتحرير إلى مكان عرضها الدائم بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، والذي ضم 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات، ترجع إلى عصور الأسر 17، 18، 19، 20، من بينهم مومياء الملك رمسيس الثاني، والملك سقنن رع، والملك تحتمس الثالث، والملك ستي الأول، والملكة حتشبسوت، والملكة ميرت آمون زوجة الملك أمنحتب الأول، والملكة أحمس نفرتاري...

•التحضيرات إستغرقت سنة ونصف:
الاستعدادات لنقل المومياوات
بدأت استعدادات عملية نقل المومياوات، منذ حوالي عام ونصف، بدراسة شاملة لحالة كل مومياء قبل البدء في عملية التغليف واكتشاف نقاط الضعف بها وتقويتها وترميمها بأيادي مصرية، وتغليفها أحدث الطرق العلمية، وذلك اتتم عملية نقل المومياوات الملكية وفقا لإجراءات محددة تراعى فيها كل معايير الأمان والسلامة المتبعة عالميا في نقل القطع الأثرية، من خلال وضعها داخل وحدات تعقيم مجهزة بأحدث الأجهزة العلمية، ثم تحميلها على عربات تم تصميمها وتجهيزها لتلك العملية بما يضمن التحكم في الاهتزازات بهدف الحفاظ على سلامة المومياوات.


وشملت أعمال التطوير رفع كفاءة جميع الشوارع علي خط السير، وتطوير ميدان التحرير بوضع مسلة بميدان التحرير كانت مقسمة على 3 أجزاء تم ترميمها وتركيبها، وترميم ووضع 4 كباش ليست من الكباش الموجودة بطريق الكباش ولكنها من خلف الصرح الأول بمعبد آمون رع بمعابد الكرنك بمدينة الأقصر.


بالإضافة إلى ترميم سور مجرى العيون، ورفع كفاءة بحيرة عين الصيرة وإعادة توظيفها، وإنشاء جسر لربط عدد من الطرق لتسهيل الوصول إلى المتحف القومي للحضارة المصرية.
**
•شعار الموكب:
تم اختيار الشعار بصورة تعكس دلالات وسمات قوية ترتبط بالطبيعة الخاصة بالحدث، مستوحاة من الحضارة المصرية القديمة، فألوان الشعار جاءت مزدوجة ما بين اللون الأزرق الداكن والذهبي، وهو ما جاء مستوحى من العقيدة المصرية القديمة.
**
•فعاليات الحدث "ملحمة" مصرية إبداعية:
شارك في فعاليات هذا الحدث المهيب ملحمة كبيرة تمثل كافة جهات الدولة التي تتكاتف معاً لتقديم هذا الحدث أمام العالم بأكمل صورة حضارية بما يليق بمكانة مصر وبعظمة الأجداد وعراقة الحضارة المصرية.
وتميزت فعاليات الموكب الذي تولتها إعداداً وإشرافاً وتنفيذاً بكل جدارة وزارة السياحة والآثار التي يشهد لها إههتمامها وعنايتها ودقتها بإختيارها كافة التفاصيل الخاصة بهذا الحدث، بدءاً من إسم الحدث باللغة العربية والإنجليزية والشعار المختار والديكورات والألوان وملابس المشاركين، والفرق الموسيقية الرسمية للدولة والتشريفة الرسمية، وشكل العربات الخاصة بنقل المومياوات، بالإضافة إلى الأغاني التي تم إعدادها خصيصاً للفاعلية، والكلمات القديمة المستخدمة لأول مرة في الغناء على المسرح، والأفلام المعدة خصيصاً لهذا الحدث.


وما يزيد الحدث الإستثنائي أهمية ورفعة أنه مصري صافٍ بكل تفاصيله الإعدادية والتحضيرية والتنفيذية، سيما وأنه قد شارك في تنفيذ وإخراج هذا الحدث حوالي 350 طالبا وطالبة، وأطفال وأشهر الفنانين المصريين، إيمانا بأنهم الأكثر ارتباطا وشعورا بالحدث لإظهار الحب والاحترام للأجداد.


كما شارك طلبة كليات الفنون الجميلة والفنون التطبيقية والتربية الفنية بجامعة حلون في تجميل الجدران الموجودة في أماكن متفرقة على طول طريق سير الموكب برسم جداريات فنية تعتمد فكرة تصميمها على توثيق تراث الحضارة المصرية القديمة بطريقة فنية.

 

وجاء المشاركون على النحو التالي:
-نخبة من الفنانين منهم: حسين فهمي، خالد النبوي، يسرا، محمد منير، أحمد عز، أحمد السقا، هند صبري، آسر ياسين، كريم عبدالعزيز، منى زكي، أحمد حلمي، أمينة خليل، نسمة محجوب، وأميرة سليم. 
-22 سيارة لنقل المومياوات الملكية تابعة لوزارة الدفاع "قيادات قوات المظلات".
-60 دراجة نارية من تشريفة وزارتي الدفاع والداخلية.
-150 خيالا من التشريفة.
-22 من العجلات الحربية ذات الطراز الفرعوني، مصنوعة بواسطة وزارة الإنتاج الحربي يجرها 44 حصانا.
-330 طالب من كلية التربية الرياضية جامعة حلوان.
-3 فرق موسيقية بإجمالي 150 فرد من وزارة الدفاع "إدارة الموسيقيات العسكرية".
-150 قارع طبول من "إدارة الموسيقات العسكرية" بوزارة الدفاع.

 

 

زياد سامي عيتاني

المزيد
back to top button