بين وضع النساء في منتصف القرن الماضي ووضعهن الحالي، على أيّ نوع من التقدّم شهدنا؟ يستحقّ هذا السؤال عناء طرحه عشيّة يوم المرأة العالمي. إن هذا اليوم يعني الكثير للمرأة اللبنانية حين نسرد تاريخ نضالها في انتزاع حقوقها خلال مسيرة نصف قرن من العطاء والتضحية والكفاح، ففي وقت نظنّ فيه أنّها صارت متساوية مع الرجل، يبدو الواقع مغايراً على كوكب الذكور.
صحيحٌ أنّ الثامن من آذار/ مارس يحتفي بالمرأة، لكنّ الـ364 الباقية ليست على الإطلاق مخصّصة لها.
تعيش المرأة في حركة دائمة ومستمرّة، أكان في مكان العمل أم في المنزل، لكنّ جهودها غير مقدّرة على الدوام كما يجب. يبلغ عدد الإناث على الأرض ثلاثة مليارات وستمئة ألف شخص، ويُحتفى بهنّ في الثامن من آذار/ مارس. تسلسلٌ زمنيّ لفكرة بدأت في صفوف اليسار.
أول احتفالية في 1909
عملاً بتصريح أدلى به الحزب الاشتراكي الأميركي، احتُفل بأول يوم وطني للمرأة على كافة أراضي الولايات المتّحدة الأميركيّة في 28 شباط/ فبراير.
1910
أحلّت الأممية الاشتراكية المعقودة في كوبنهاغن يوماً للمرأة على المستوى العالمي. وفي العام اللاّحق، جرى الاحتفال باليوم العالمي للمرأة للمرة الأولى في 19 آذار/ مارس في ألمانيا والنمسا والدنمارك وسويسرا. وعلاوةً على حقّ الاقتراع وممارسة الوظيفة العامّة، طالبت النساء بحقّ العمل وحقّ الإعداد المهني ووقف التمييز الجنسي في أماكن العمل.
1913
في إطار التحرّك السلميّ الذي تخمّر عشيّة الحرب العالميّة الأولى، احتفلت النساء الروسيّات بأول يوم عالمي للمرأة في الأحد الأخير من شباط/ فبراير 1913. وفي باقي بلدان أوروبا، في 8 آذار/ مارس، وبعد يوم أو يومين من هذا التاريخ، تجمّعت النساء إمّا للاعتراض على الحرب أو للتعبير عن وحدتهنّ مع شقيقاتهنّ.
1917
بعد مقتل مليوني جنديّ روسي خلال الحرب، اختارت السيّدات الروسيّات مرّة جديدة الأحد الأخير من شباط/ فبراير لإعلان الإضراب بهدف الحصول على "الخبز والسلام". واعترض الزعماء السياسيّون على التاريخ الذي اختير للاعتصام بيد أنّ النساء لم يخضعنَ لذاك الاعتراض. أمّا الباقي فنجده في كتب التاريخ: بعد أربعة أيّام، وجد القيصر نفسه مجبراً على التنازل عن العرش، ومنحت الحكومة المؤقّتة حقّ الاقتراع للنساء.
1975
خلال السنة العالمية للمرأة، بدأت منظّمة الأمم المتّحدة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في 8 آذار/ مارس.
1995
شكّل إعلان ومنهاج عمل بكين مفترق طرق تاريخياً للنساء وقد تبنّته 189 حكومة خلال المؤتمر العالمي الرابع للمرأة. ويقترح منهاج العمل هذا عالماً تتمكّن فيه كلّ سيّدة وكلّ فتاة من ممارسة حريّاتها وخياراتها، وفهم كلّ حقوقها خاصّة حقّ العيش بلا عنف وحقّ التعلّم وحقّ المشاركة في صنع القرارات وحقّ الحصول على راتب متساوٍ لعمل متساوٍ.
في تونس، 13 آب/ أغسطس
إنّه تاريخ مهمّ لأنّه يصادف مع عيد قانون الأحوال الشخصيّة التي نُصّ عليه في 13 آب/ أغسطس 1956، أي قبل عام من إعلان الجمهوريّة، وبعد بضعة أشهر من الاستقلال. إنّ يوم 13 آب/ أغسطس هو عيد المرأة وقد أعلِن يوم عطلة رسميّة.
21 آذار/ مارس، عيد الأم العربيّة
كانت مصر أوّل بلد يطلق فكرة الاحتفال بعيد الأمّهات حين تلقّى مؤسِّسا صحيفة "أخبار اليوم" رسالة من أمّ تشتكي من سلوك أولادها السيّئ. فاقترحا في مقالة كتباها تخصيص يوم لتذكّر الأمّهات وتضحياتهنّ. وعُيّن اليوم الأوّل من الربيع أي 21 آذار/ مارس يوم عيد الأمّهات في مصر وكان ذلك في عام 1956. ومنذ ذاك الحين، تعيّد الأمّهات في اليوم الأوّل من الربيع في غالبيّة البلدان العربيّة.
من زمن الماضي
اعتُبر اليوم العالمي للمرأة بمثابة عيد يذكّر بالماضي الاشتراكي بدلاً من أن يكون انبثاقاً حقيقيّاً للحركة المناصرة للمرأة، وقد أُلغي كيوم عطلة رسمية في جمهوريّة التشيك سنة 2008 من دون أن يحرّك المجتمع المدني ولا الجمعيّات النسائيّة ساكناً. وحده الحزب الشيوعي في بوهيميا ومورافيا عبّر عن اعتراضه على مشروع القانون (حسب ويكيبيديا).
شعار هذه السنة 2017
واحتفالية هذا العام تركز على شعار "المرأة في عالم العمل المتغير.. تناصف الكوكب (50/50) بحلول 2030" بما يحمل معاني الدعوة إلى المساواة بين الجنسين؛ لاسيما في العمل بوظائف متساوية لهما بحلول التاريخ المذكور.
وحالياً فإن 50% فقط من النساء في سن العمل يجدن الفرص في مقابل 76 بالمئة للرجال من هم في سن العمل؛ بالإضافة إلى المشاكل الأخرى مثل ضعف الأجور وغياب العديد من الحقوق.