أطلق عدد من الشباب المصري على وسائل التواصل الاجتماعى حملة بعنوان "زواج بدون ذهب" لإلغاء شبكة العروس، وتسهيل تكاليف الزواج على الشباب، بعد ارتفاع معدلات العنوسة إلى أعداد قياسية.
ومن وقتها تشهد مصر انتشارا لحملات أوسع على مواقع التواصل الاجتماعي، بأسماء وعناوين مختلفة، انتقلت إلى الشارع المصري، لإلغاء "الشبكة" تيسيراً للزواج على الشباب، بعد الارتفاع الكبير في أسعار الذهب.
وحسب القائمين بالمبادرة في عدة محافظات بمصر، فإن الهدف الرئيسي منها حل مشكلة 13.5 مليون شاب وفتاة أدرجهم تقرير الجهاز المصري المركزي للمحاسبات ضمن من تعداهم سن الزواج.
وحسب التقرير، الصادر منتصف العام الماضي، فإن "عدد من تخطوا سن الـ35 عاماً من دون أن يتزوجوا، وصل إلى 11 مليون فتاة وقرابة 2.5 مليون شاب".
ويؤيد بعض الدعاة في مصر الحملة بقوة، حيث يقول وكيل مديرية الأوقاف بمحافظة الجيزة، عبد الناصر بليح، إن الدين الإسلامي دعا إلى عدم المغالاة في المهور، مشيراً إلى أن الدعوة الأخيرة "محمودة وتوافق ما سجلته السنة الشريفة". ويضيف أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم تزوج بمهر بسيط، ولم يدفع أكثر من 12 درهماً كمهر لبعض زوجاته، كما أنه زوج بعض الصحابة بخاتم من حديد أو بما يحفظون من القرآن الكريم.
وكشف "بليح" أن وزارة الأوقاف "اعتمدت خُطة تبدأ من منتصف الشهر الجاري بتنظيم محاضرات نسائية في المساجد الكبرى تحت عنوان (المغالاة في المهور) لبيان موقف الشرع منها".
وفي هذا الصدد أكد رئيس مجالس إفتاء المساجد في مصر الدكتور مجدى عاشور، والذي يشغل منصب المستشار العلمى للمفتى، وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الشبكة ليست من أساسيات الزواج بل هدية يعطيها الخاطب لخطيبته، وعند فسخ الخطوبة تعود للخاطب، وإذا كان الفسخ بعد العقد يعود نصفها، وإذا دخل بها تبقى للزوجة.
وقال عاشور إن الشبكة عملية اجتماعية وليست دينية، والشرع لم يضع شكلا وحدودا معينة فى هذا الجانب، بل تخضع لعادات المجتمعات والأفراد وظروفهم الاقتصادية، مشيراً إلى ضرورة مواجهة المغالاة فى المهور، مع توعية الشباب بقيمة الارتباط ودخول البيوت، قبل إلغاء الشبكة، حتى لا يستسهل البعض الارتباط، ويقوم بخطبة أكثر من فتاة لكون الأمر غير مكلف بعد إلغاء الشبكة، ووقوع مفسدة استباحة البيوت بزعم أنه يريد الارتباط ويتضح أمره غير النبيل بعد ذلك.
وأضاف عاشور، إن الهدف الرئيسى من إلغاء الشبكة أو تقليل المهور هو عدم تعطيل الزواج، وهو أمر مطلوب لا بد من بحثه اجتماعياً وتثقيف الشباب، وإقناعهم بحرمة البيوت وسمعة الفتيات والمحافظة على مشاعرهن.