هي قصة شاب سعودي تحدى نفسه ومشكلته التي اعاقت حركته في نشاطاته اليومية ولاسيما أنه ولد كفيفاً كحال أمه وشقيقه الأصغر، وقرر الا ستمتاع بالحياة تماما وكأنه يرى كل يوم مكررا شعاره الشهير: "أحاول طوال عمري ألا تمنعني إعاقتي من الاستمتاع بالحياة".
وبالفعل، عزم بدر الشراري وخاض تحدي الحياة فنجح بأكثر من مجال حيث فاجأ كثر وهم يشاهدونه وهو يمتطي حصانه "ستار" بثبات ويتأهّب للقفز به فوق حواجز خشبية، وينجح في ذلك وسط تصفيق وتشجيع كبير من الحضور، فالحركة التي قد تبدو اعتيادية للفرسان تتطلّب تركيزا كبيرا مضاعفا منه كوّنه كفيفا.
واللافت أن الشاب السعودي البالغ من العمر 35 عاماً، يتدرب ثلاث مرات اسبوعيا وهو حاصل على بطاقة فارس من الاتحاد السعودي للفروسية كأول فارس كفيف بالمملكة الخليجية. وفي هذا السياق، أكّد الشراري الذي يعمل في قطاع البيانات في شركة خاصة أنّ تجربته مع الخيل غيّرت حياته وعزّزت بالفعل من قدراته وأضاف وهو يرتدي بنفسه ملابس الفروسية إنّ ركوب الخيل منحه "ثقة أكثر في النفس وقوة أكبر" لخدمة نفسه في الكثير من أموره الشخصية.وروى الشراري كيف انه كان انطوائياً ولم يكن يغادر المنزل كثيراً"،مؤكدا وهو يشدّ اللجام ويسيطر بحزم على فرسه فوق المضمار الرملي المحاط بالنخيل ان علاقته م ع الخيل كسرت حاجز الانطوائية وأصبح يختلط مع الناس أكثر".وختم بالقول: "إذا كنت استطيع ترويض الخيل، فيمكنني أن أفعل أي شيء".
ورغم برودة الجو في الصباح ، يستتمتع الشراري وهو ينطلق فوق فرسه الإنكليزي، رغم الباكر، مؤديا مختلف حركات الفروسية قبل أن يستمع لتوجيهات مدربه المصري استعداداً للقفز فوق الحواجز، لينجح في ثلاث من اصل.
أربع محاولات في القفز من دون الاصطدام بالحواجز الخشبية،ما دفع مدربه المصري أبو محمود ليصيح فرحاً قائلا: "أترون كيف يقفز من دون ملامستها كأنه يراها؟
يشار الى أن الشراري يقطع 140 كيلومتراً ذهاباً وعودة من منزله في حي طويق في غرب الرياض إلى مركز "مدهال" لتعليم الفروسية في حي الرمال في أقصى شرق الرياض، بمساعدة من معاونه الأفغاني نسيم.
يذكر ان للخيل مكانة كبيرة لدى السعوديين إذ يحرص الكثير منهم على تعليم أبنائهم الفروسية منذ نعومة أظافرهم، كذلك على امتلاك الخيول العربية الأصيلة. ولهذه الغاية، تنتشر مدارس لتعليم الفروسية في أرجاء المملكة الصحراوية، بحيث بات الكثير منها حديثاً يخصّص دورات للمكفوفين والمصابين بالتوحد، لتعزيز قدراتهم الحركية والحسيّة.