عيد الأم: من اقترح الفكرة وكيف وصلت للعالمية؟

تزامنا مع بدء فصل الربيع في بعض الدول، يحتفل العالم في 21 اذار مارس من كل عام والمصادف اليوم بعيد الام والذي ينتظره كثر للتعبير عن مدى حبّهم وتقدريهم للامهات بحيث تعم أجواء الفرح والاحتفالات بالمناسبة والتي تكون ممهورة بهدايا منها ما يكون بسيطا لكن ذات قيمة ومنها ما يكون باهظ الثمن. ولكن هل تعلمين كيف ولدت فكرة الاحتفال بعيد الام وكيف وصلت الى العالمية؟

 

فالاحتفال بمناسبة عيد الامّ ظهر حديثاً في مطلع القرن العشرين، حيث سعى بعض الدول لتكريم الأمهات والأمومة لبيان تأثير الأمهات على المجتمع، وقد اتت هذه الفكرة برغبة أبداها المفكرون الغربيون والأوروبيون بعدما وجدوا الأبناء في مجتمعاتهم يهملون أمهاتهم ولا يؤدون الرعاية الكاملة لهن، ما دفعهم الى جعل هذا اليوم في السنة مناسبة مخصصة للامهات كي يتذكّر الأبناء أمهاتهم.

وفي سرد وقائع النظرة التاريحية لهذا العيد، فقد اتسعت رقعة المحتفلين به حتى صار يحتفل به في العديد من الأيام وفي شتى المدن في العالم وفي الأغلب يحتفل به في شهر مارس، علما أن تاريخ الاحتفال بهذا العيد يختلف من دولة .

لأخرى، فمثلاً في العالم العربي يكون اليوم الأول من فصل الربيع أي يوم 21 مارس، أما في النرويج فيحتفل به في 2 فبراير، وفي الأرجنتين فهو يوم 3 أكتوبر، وجنوب إفريقيا تحتفل به يوم الأول من مايو.

 

أما في الولايات المتحدة وألمانيا فالاحتفال بعيد الامّ يتم في الأحد الثاني من شهر مايو من كل عام، وفي إندونيسيا يحتفلون به في يوم 22 ديسمبر. وفي هذا الاطار، يشير أحد العالمين بأن الاحتفال الاوّل بعيد الأم كان في عام 1908، عندما أقامت آنا جارفيس ذكرى لوالدتها في أميركا. وبعد ذلك بدأت بحملة لجعل عيد الأم معترفا به في الولايات المتحدة. وتعتبر آنا جارفيس ناشطة أميركية ولدت في 1864، كانت أمها دائماً تردد العبارة التالية: "في وقت ما، وفي مكان ما، سينادي شخص ما بفكرة الاحتفال بعيد الأم" وتترجم رغبتها هذه في أنه إذا قامت كل أسرة من هذه الأسر المتحاربة مع بعضها بتكريم الأم والاحتفال بها سينتهي النزاع والكره الذي يملأ القلوب، وعندما توفيت والدة آنا، أقسمت لنفسها أنها ستكون ذلك الشخص الذي سيحقق رغبة أمها ويجعلها حقيقة.

 

وعلى الرغم من نجاح آنا جارفيس عام 1914 بخذخ الفكرة إلا أنها كانت محبطة عام 1920، بسبب اتهام البعض لها بانها قامت بهذه الفكرة بهدف التجارة. ولاحقا اعتمدت معظم المدن عيد الأم انطلاقا من الأعياد التي ظهرت في الولايات المتحدة، فبعض الدول سابقًا كان لديها يوم تحتفل به لتكريم الأمومة. وبعد ذلك اعتمدت العديد من الأمور الخارجية التي تحدث في الأعياد الأميركية مثل إعطاء الأم أزهار القرنفل أو الهدايا.

 

أما في العالم العربي فأول احتفال بعيد للأم اتى من قبل الصحافي المصري الراحل علي أمين - مؤسس جريدة أخبار اليوم مع أخيه مصطفى أمين - حيث طرح علي أمين في مقاله اليومي "فكرة" فكرة الاحتفال بعيد الأم قائلا: "لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه "يوم الأم" ونجعله عيداً قومياً في بلادنا وبلاد الشرق.

 

وبعدها قامت إحدى الأمهات بزيارة للراحل مصطفى أمين في مكتبه وقصت عليه قصتها وكيف أنها ترمَّلت وأولادها صغار، ولم تتزوج، وكرّست حياتها من أجل أولادها، وظلت ترعاهم حتى تخرجوا في الجامعة، وتزوجوا، واستقلوا بحياتهم، وانصرفوا عنها تماماً. فكتب مصطفى أمين وعلي أمين في عمودهما الشهير "فكرة" يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة يوم لرد الجميل وتذكير بفضلها،فانهالت بعدها الخطابات عليهما تشجع الفكرة، بحيث ااقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم واحد، فيما رفض آخرون الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم وليس يومًا واحدًا فقط. إلا أن أغلبية القراء وافقوا على فكرة تخصيص يوم واحد، وبعدها تقرر أن يكون يوم 21 مارس ليكون عيداً للأم، وهو أول أيام فصل الربيع؛ ليكون رمزًا للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة.

 

على أي حال ، مهما كثرت الافكار وتعددت الطروحات وتبدلت التواريخ يبقى عيد الام محطة أساسية في حياتنا لنعبّر فيها عن مدى تقديرنا لمن أعطى كل حياته خدمة لابنائه..

المزيد
back to top button