هل تتخيّلين نفسك تعيشين في صندوق صغير عميق تحت الماء ولمدة طويلة؟ هذا ليس كلامًا خرافيًّا ، بل واقع حال أستاذ أميركي يعيش عمدًا هذه الحالة. وفي التفاصيل، أن جو ديتوري، وهو غواص سابق في البحرية الأمريكية وخبير في الهندسة الطبية الحيوية، قرر العيش في مساحة 55 مترا مربعا (592 قدما مربعا) 30 قدما تحت سطح فلوريدا كيز منذ 1 مارس، والغريب أن الرجل يخطط للبقاء لمدة 100 يوم تحت الماء.
ويقول علماء أنه في حال تمكن ديتوري، من ذلك، فهو سيحطم الرقم القياسي لمعظم الوقت الذي يقضيه في موطن تحت سطح المحيط. ويعمل ديتوري راهنًا على أبحاث عن تأثيرات الضغط العالي عندما يكون ضغط الهواء أكبر مما سيكون عليه عند مستوى سطح البحر، على جسم الإنسان، كما يأمل في استخدام وقته الذي يقضيه تحت السطح لفحص تأثير العيش في هذه البيئة شديدة الضغط على صحته.
وما استغربه المحيطون بديتوري أن طريقة عيشه ستكون مختلفة تمامًا عن العيش في غواصة، بحيث أنه يتم إغلاق الغواصات عند غمرها وصيانتها عند ضغط مستوى سطح البحر، فيما ديتوري تحت الماء لن يحظى بأية فتحات صلبة أو أقفال هوائية بين المحيط ومساحة المعيشة الجافة، كما تفعل الغواصة.
ويقول العلماء أنه يجب أن يتوقع ديتوري تجربة تغييرات جسدية أخرى أثناء إقامته في موطنه تحت الماء، كما انه من المحتمل ألا يتعرض لما يكفي من فيتامين (د) أثناء عيشه في بيئته تحت الماء، مع الاشارة الى أن الأبحاث التي أجريت على الأشخاص الذين عاشوا في موطن تحت الماء تديره وكالة ناسا كنظير لرحلات الفضاء أوجدت أنهم قد قللوا من وظيفة المناعة بعد إقامة لمدة 14 يوما فقط.
ويطرح العلماء سؤالاً أساسيًّا: ما هو تأثير الضغط العالي الطويل المدى على ديتوري؟ وهم يعملون على فكّ هذا اللغز. ويُجمع أكثر من خبير وعالم على أنه في حال نجح ديتوري بمهمته فهذا سيكون إنجازًا فسيولوجيًّا وربما نفسيًّا صعبًا على حد سواء، كما يعتبرون أنّ البيانات التي سيتم دراتها من تجربته ستظل مفيدة في هذا المجال.