من طبيعة حواء، إذا أرادت الارتباط بvجل ما، فإنها تبني عليه أحلامها الوردية المؤبدة برفقته دون وجود شريكة تعكر صفو الحياة الزوجية التي بنتها معه. لكن ماذا إذا فكر الزوج في الارتباط بزوجة ثانية، لاسيما وان الظروف المادية التي يعيشها الرجل الخليجي تعتبر مستقرة ومشجعة على الزواج؟
ELLE Arabia التقت عدد من النساء الخليجيات، واستطلعت آراءهن حول الموضوع، وكانت البداية مع المواطنة الإماراتية، مريم المزروعي، التي ترى أن من طبيعة المرأة التي فطرت عليها، حب التملك والتفرد بالزوج دون وجود شريك في الموضوع، من ناحية أخرى ترى أن العدل بين الزوجات مسألة مستحيل أن يحققها الرجل، مهما حاول في النهاية سوف يظلم إحدى زوجاته، أما في حال ارتبط زوج مريم بأخرى، تقول: " في الحقيقة، سوف أسمح له بالزواج في حالة وجود سبب منطقي و مقنع، أما إذا كان السبب غير ذلك لن أقبل بهذا الشيء. و ان حصل ذلك بالفعل سوف ألتزم الحذر دوماًُ في أي فعل أقوم به أو أي كلمة أقولها؛ لأنه دوماً سوف يقارن بيني و بين الزوجة الأخرى".
وترى مريم أن العلاقة الزوجية التي تشهد مشاكل وخلافات دائمة، ناتجة عن عدم الاتفاق بين الزوجين هي من تدفع الرجل إلى الزواج بأخرى.
الحل في المعاملة
من جانبها أوضحت ميثاء البلوشي، أن المرأة تخاف وترتعب إذا تزوج زوجها بأخرى لعدة أسباب؛ وهي: الخوف على أبنائها من الضياع و التشتت، بالإضافة إلى المجتمع الذي نعيش فيه فإذا تزوج الرجل بأخرى فإن كلام الناس لا يرحم من جهة أخرى المرأة بطبيعتها حساسة ولن تستطيع تحمل الموقف.
وتقول: " في حال أقبل زوجي على الزواج بأخرى، سوف أقول له " الله يوفقك" هذا في حال التقصير في حقه، أما إذا كنت مظلومة سوف أقول له " الله يسامحك". ولم اكتفي بذلك فحسب لكن سوف أعامل زوجته بكل احترام لأن في النهاية هو أب لأبنائي".
وترى ان الرجل الذي لا يحصل على المعاملة الجيدة و التقدير و الاحترام من الزوجة أو أسلوب الزوجة أيضا ، هو الرجل الذي يفكر بالزواج من الأخرى، لذلك أسلوب الزوجة في تعاملها مع الزوج مهم جداً ولابد أن تخصص الزوجة معاملة خاصة للزوج تختلف عن معاملة الآخرين.
وتشاركها الرأي، عائشة محمد السويدي، التي ترى أن زواج الرجل بأخرى يمثل كابوس للزوجة الأولى التي تخاف على أبنائها وأفراد عائلتها من التشتت بعد زواج الأب الذي يعتبر عمود وأساس المنزل.
وتعبر عائشة قائلة:" إذا تزوج زوجي بأخرى سوف احترم رأيه ، لكن يحق لي أن اعرف سبب زواجه بأخرى، بعدها فاليوفقة الله تعالى. و ترى أن الرجل الذي يبحث عن امرأة أخرى، هو ذلك الذي يجد التقصير من الزوجة الأولى، والرجل في طبيعة يبحث عن المودة والتقدير من الزوجة".
التعدد محتمل في قاموس الزوج
هكذا كان رأي بعض نساء الخليج اللاتي عبرن عن رهبتهن من شبح الزوجة الثانية، لكن للرجال رأي أخر حول هذا الموضوع، حيث أكد الباحث التنموي عبدالله العطر، أن الكثير من النساء يفنون حياتهن من أجل الأسرة معتقدات أنهن قدمن كل شيء من أجل إسعاد الزوج، مغتاظين عن طبيعة الرجل واحتياجاته المتغيرة والمتجددة.
من هنا يعطي العطر بعض من المبررات التي تجبر الرجل على التعددية، ويقول :" قد يلجا بعض الرجال إلى الزواج بأخرى بقصد الابتعاد عن الحرام، والحفاظ على عقلة من دونيات الأشياء أو التعلق بالأجساد من خلال إشباع رغباته الجنسية".
من هنا نلاحظ قابلية العطر إلى الزواج بأخرى، حيث يقول : " تعدد الزواج محتمل هذا يعتمد على الحالة النفسية والجسدية والخيار دائماً مفتوح ولا يحتاج إلى علة حتى يحدث فكما يقال " الحلال لا يحتاج إلى علة "، ورفض الزوج أمر طبيعي، لكن كل شيء في وقته حلو".
و يخالفه الرأي الإعلامي عباس فرض الله، الذي لا يفضل الزواج بأخرى، لأنه يجد السعادة والهناء مع زوجته، وان حدث ذلك وهو مستبعدا، سوف يحاول ان يقنعها بأسلوب لبق و دبلوماسي ، وان يشرح لها وجه نظره التي دفعته على هذا الزواج.
و يرى أن من طبيعة المرأة أن ترفض فكرة ارتباط زوجها بأخرى، لعدة أسباب يوضحها ويقول: " تخاف المرأة أن تفقد زوجها، وان يقضي معظم وقته مع زوجته الثانية، وكذلك الخوف من أن يقصر زوجها في حق أنباءها ومصاريف ومستلزمات المنزل".
و يرى أن بعض الرجال الذين يقبلون على التعددية في الزوجات، قد يكون بدافع تقصير الزوجة من ناحية البيت والأولاد وإهمالها لنفسها وجمالها، فضلا عن فقدانه للحلال والمحبة في بيته، وخاصة إذا لم تشبع زوجته احتياجاته العاطفية والجنسية".
لماذا تخاف المرأة؟
توصلت دراسة علمية قام بها كل من( فراين البرغ وبراون سميث) في أحد معاهد لندن أن طبيعة تكوين الرجل تختلف عن المرأة فالرجل بطبعه يملّ من العلاقة الزوجية بعد فترة ويصيب العلاقة نوع من الفتور ولكن إذا ارتبط الرجل بامرأة أخرى فإنه يشتاق إلى زوجته الأولى ويعود النشاط إلى العلاقة بينهما ،بينما المرأة بطبيعتها تكتفي برجل واحد ، وقد أظهرت الدراسة على أكثر من سبعمائة حالة أن الرجل المتزوج من أكثر من امرأة واحدة تكون علاقته الزوجية بزوجته الأولى أكثر نشاطا من الرجل المتزوج بامرأة واحدة فقط وأفاد العالمان بأن زواج الرجل بامرأة ثانية يعود بالنفع على زوجته الأولى.
جاءت طبيبة علم النفس، غاية عيسى تؤكد هذه الدراسة، وتقول:" أن المرأة من طبيعتها تميل إلى الغيرة، والتملك والاستحواذ، ومن طبيعتها العطاء المتمثل في الحب والمشاعر المقتصرة لرجل واحد، على عكس الرجل الذي يستطيع أن يعطي مشاعره إلى أكثر من امرأة. من جهة أخرى بعد مرور فترة من العلاقة الزوجية قد يصبح هناك فتور، والرجل من طبيعته أناني وملول يبحث عن المتعة في مكان آخر، لذلك يلجأ إلى التعددية".
تحقيق رنا إبراهيم