وفق دراسة أجرتها كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية حول معدل الخصوبة
3 أطفال لكل أسرة إماراتية في دبي
ثلاث أطفال لكل أسرة هو تقدير معدل الخصوبة لمواطني إمارة دبي، بحسب الاستبيان الذي أجرته كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، على المواطنين العاملين في القطاع الحكومي بدبي، ضمن برنامج حوار الطاولة المستديرة، الذي تتبناه الكلية تحت مسمى " مجلس السياسات" الذي يهدف إلى تعزيز الحوار الفعال وإثراء المعرفة المشتركة على مستوى الجهات الحكومية، إضافة إلى تسليط الضوء على الموضوعات والسياسات العامة ذات الأولوية والأهمية على المستويين الحكومي والمجتمعي.
اطلعت Elle Arabia على تفاصيل الاستبيان، وناقشت مع كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية أسباب تدني الخصوبة في دبي، وفق للتفاصيل التالية:
كشفت نتائج الاستبيان الذي شمل 807 مواطن ومواطنة من دبي إلى أن معدل الخصوبة الإماراتي الحالي هو 3 أطفال لكل أسرة. وتوزع المشاركون في الاستبيان على الشكل التالي: 74% متزوجين، 53% من فئة الإناث، و47% من الذكور، 85% من المشاركين تتراوح أعمارهم من 25 إلى 45 سنة.
-أربعة محاور
تضمن الاستبيان على أربعة محاور أولها يتعلق بمعدل الإنجاب الحالي بين المواطنين في دبي، وتوقع 33% من المشاركين أن معدل الإنجاب الحالي هو 4 بينما توقع 29% أنه 5، وتوقع 14% أنه 2 فقط. وأظهر الاستبيان أن لدى الإناث ميل إلى توقع معدلات إنجاب أعلى مقارنة مع توقعات الذكور الذين ساهمت تقديراتهم بمعدل إنجاب منخفض بنسبة 11.6%.
وتناول المحور الثاني من الاستبيان معدل الإنجاب المثالي بين المواطنين في دبي، حيث أجمع 29% من المشاركين على أن معدل الإنجاب المثالي هو 4، بينما رأى 24% أنه 5، و21% اعتبر المعدل المثالي 6. وبصورة عامة جاءت المعدلات المتوقعة من الذكور أعلى بقليل من المعدلات المتوقعة من الإناث.
وفي المحور الثالث من استبيان كلية محمد بن راشد الحكومية، طُلب من المشاركين والمشاركات تصنيف أهم ثلاثة عوامل من بين 12 خياراً تؤثر على معدلات الإنجاب في دبي. وشملت هذه الخيارات: ارتفاع تكاليف المعيشة، انضمام النساء إلى القوة العاملة، إقبال الأشخاص على الزواج في سن متأخر، ارتفاع تكاليف الزواج، الرغبة في عدم الإنجاب، انشغال الرجال والنساء بالعمل لساعات طويلة، استخدام الأشخاص لأساليب طبية لتحديد عدد الأطفال، رغبة الأشخاص في قضاء المزيد من الوقت للحصول على درجات علمية أعلى، رغبة الأشخاص في الحفاظ على أنماط حياة مرنة، عدم رغبة الأشخاص في تحمل المسؤولية، عدم قدرة الأشخاص على الاعتماد على أسرهم الممتدة للمساعدة في رعاية الأطفال، تأثر الأشخاص بوسائل الإعلام والثقافة الغربية.
وكشفت نتائج الاستبيان أن غالبية المشاركين والمشاركات ترى أن معدلات الإنجاب بدبي تتأثر بالتكلفة المعيشية المرتفعة، واعتبرت الإناث أن تأخر سن الزواج يأتي كثاني أهم العوامل المؤثرة، بينما اختار الذكور وسائل منع الحمل الحديثة في المركز الثاني.
كما ظهرت اختلافات بين المتزوجين وغير المتزوجين، ففي حين احتلت التكلفة المرتفعة للمعيشة مركز الصدارة في العوامل المؤثرة، صنف المتزوجون أن عمل المرأة يأتي في المركز الثاني بين العوامل المؤثرة، في حين اعتبر غير المتزوجين التكلفة المرتفعة للزواج كثاني أهم العوامل المؤثرة.
أما المحور الرابع والأخير من الاستبيان فركز على تصنيف الأولويات الوطنية وقياسها من 1 إلى9. فجاءت النتائج على الشكل التالي: احتل تخفيض تكلفة المعيشة في المركز الأول من بين الأولويات الوطنية، تلاه تعزيز الهوية الوطنية. وعند تقسيم العينة حسب النوع، جاء تعزيز الهوية الوطنية في المرتبة الأولى لدى الذكور، بينما حل تخفيض تكلفة المعيشة ثانياً. أما بالنسبة للإناث، فقد اعتبرن أن تخفيض تكلفة المعيشة يشكل الأولوية يليها تعزيز الهوية الوطنية. من ناحية أخرى، عند تقسيم العينة حسب العمر، وضع المشاركون في الفئة العمرية من 25 إلى 45 سنة، تخفيض تكاليف المعيشة على رأس الأولويات الوطنية. أما المشاركون من عمر 41 وما فوق، فاعتبروا أن تعزيز الهوية الوطنية هو في أعلى قائمة الأولويات الوطنية.
-مناقشة المختصين
شكلت نتائج الاستبيان محط اهتمام مجلس السياسات الذي ناقش في جلسته الرابعة التي عقدت مؤخراً، مجموعة من النقاط الأساسية بمشاركة ممثلين عن جهات حكومية وتخصصية على المستويين الاتحادي والمحلي. وأكد المشاركون عدم وجود انخفاض مستمر في معدل الإنجاب بدبي، وفقاً لسجلات مركز دبي للإحصاء، ففي العام 2014 كان معدل الإنجاب 3.4، مقارنة مع 3.7 في العام 2009، بينما ارتفع المعدل إلى 3.9 و3.8 في 2011 و2012. كما أجمع المشاركون على أن النساء في أواخر العقد الثالث من العمر وما فوق، يساهمن بارتفاع معدل الإنجاب، وهو ما يشير إلى أن العديد من المواطنات يخترن إنجاب الأطفال في هذه السن تحديداً.
وشدد المشاركون على أهمية الحفاظ على معدل الإنجاب في إمارة دبي، وما يقابلها من استمرارية العائلات الإماراتية والهوية الإماراتية إلى جانب مشاركة المواطنين في كافة قطاعات المجتمع والاقتصاد.
-أسباب انخفاض الإنجاب
ناقش المشاركون أسباب انخفاض معدل الإنجاب في دبي؛ وحددوا مسبباتها، في النقاط التالية:
يعتبر مجتمع دبي أحد أكبر المجتمعات الاستهلاكية، فقد أدت الحملات الإعلانية ومراكز التسوق والمغريات الأخرى إلى ارتفاع معدلات الإنفاق على الكماليات لدى المواطنين والوافدين على حد سواء، لذلك يجب التمييز بين التكلفة المعيشية والمصاريف الثانوية.
تأثير العولمة ووسائل الإعلام الأجنبية على سلوكيات جيل الشباب، حيث يشاهد الأبناء الصغار في الوقت الراهن العروض التلفزيونية والأفلام التي يصعب احتواؤها مثل الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
يجب إبراز الأسباب الطبية التي تعتبر مهمة للغاية مثلها مثل الأسباب السلوكية فيما يتعلق بانخفاض معدل الإنجاب، ويجب علاج الأمراض المتعلقة بنمط الحياة إلى جانب علاج حالات العقم.
بعض النساء لا يتلقين الدعم المناسب كأمهات وزوجات، ومشاركات في سوق العمل، ولذلك يجب ألا يؤثر النجاح في الحياة المهنية سلباً على النجاح في الحياة الأسرية، والعكس صحيح. كما يجب أن نتيح للشباب والشابات فرصة النجاح على الصعيدين المهني والاجتماعي بالإضافة إلى حماية حقوقهم في المشاركة الفعالة في كلا المحيطين.
يتمثل أحد الأسباب الرئيسية في انخفاض معدل الإنجاب بدبي في تأخر سن الزواج بين المواطنين، ويشكل أحد معوقات الإنجاب، حيث يكون لدى الشابات فترة أقصر للحمل والإنجاب.
يعتبر الطلاق أحد أبرز المشكلات التي تساهم في انخفاض معدلات الإنجاب.
-خطة دبي 2021
وفي تعليق لسعادة الدكتور علي بن سباع المري، الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، حول الاستبيان ونتائجه قال:" جاء اختيار مناقشة موضوع معدلات الخصوبة في الجلسة الرابعة لمجلس السياسات انطلاقاً من حرص الكلية على دعم خطة دبي 2021، التي أولت اهتماما كبيراً وخاصًا بصحة المجتمع وتلاحمه، وكذلك دفع عجلة التنمية المستدامة بين المواطنين الإماراتيين من الرجال والنساء الذين يؤدون أدوارًا حيوية في مختلف القطاعات بما فيها الاجتماعية والاقتصادية والمدنية".
وأضاف الدكتور المري: "قضية الخصوبة متعددة الأوجه في الأسباب وفي التأثير، ولذلك حرصنا على إجراء هذه الدراسة الميدانية التي تستطلع آراء عينة من المواطنين في دبي وعملنا على إشراك عدد من القياديين وصانعي القرار في مؤسسات معنية بهذا الموضوع، لمناقشة مسألة الخصوبة بكل أبعادها، وتحديد النتائج المرجوة والتحديات للخروج بتقرير شامل، لا يكتفي بتوصيف القضية إنما يقدم توصيات عملية قابلة للتطبيق تسهم في تطوير السياسات الحكومية الحالية المتعلقة بالخصوبة".
تحقيق رنا إبراهيم