عبر الفضاء الالكتروني واتساع مساحة شبكة التواصل الاجتماعي وتنوعها، أصبحت الجريمة الالكترونية أكثر تنوعاً وبأساليب ونوايا مختلفة، وعادة ما نواجه كمستخدمين لهذه المواقع بعض الأشخاص الوهميين سواء بأسمائهم وصورهم ومعلوماتهم، أو شخصية وهمية تنتحل صفة الغير القصد منها توشيه صورتها وابتزازها... فما حجم الجرائم الإلكترونية المتعلقة بهذا الخصوص؟
كشف المقدم سعيد الهاجري، مدير إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية في شرطة دبي، أن شرطة دبي رصد 1820 جريمة الكترونية في العام 2015، في المقابل تم رصد العام 2014 حوالي 1581 جريمة إلكترونية تنوعت بين جرائم الابتزاز والاختراقات الالكترونية، والاحتيال عدا عن جرائم خيانة الأمانة بين الموظفين وغيرها من الجرائم، وقال: " لدى شرطة دبي دوريات الكترونية ترصد الأمور المخالفة للقانون دون التعدي على مصلحة الآخرين، ومن أكثر الفئات التي تتعرض للاختراقات عبر الفضاء الالكتروني، يأتي في مقدمتها الأشخاص الذين لا يملكون المعرفة والحس الأمني، والأشخاص الذين يعرضون حياتهم كبذخ، قد يتعرضون للابتزاز". أشار الهاجري أن النساء يتعرضن للابتزاز لأهداف تكون مرتبطة بالمال عبر الحصول على صورهن الشخصية، وقد يكون الابتزاز جنسي.
ماذا قالوا؟
تقول غادة كمال، معلمة، "أسعى نحو أن أكون حذرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فجميع أصدقائي هم المقربين مني، وهم من فئة الأهل والمعارف، ولا أسمح بإضافة أي شخص خوفاً من سرقة صوري والمعلومات الخاصة بي، فصورتي الشخصية هي فقط الظاهرة للجمهور عامة، أما صوري الخاصة فهي مخصصة للأصدقاء المقربين مني".
أما دكتورة إدارة الأعمال أمل جندي، ترى أن انتحال صفة الغير باتت منتشرة كثيراً، وتقول: " سبق وأن تعاملت مع أشخاص ينتحلون شخصية الغير وكذلك أشخاص وهميين بالاسم والصورة، وبعدها اكتشفت أنهم ينتحلون صفة الغير بغاية التشهير بصاحب الشخصية، أو إعطاء انطباع بأنهم أشخاص مهمين، لذلك أتبع أسلوب الحذر في إضافة الأصدقاء، وكذلك انصح ابني الشاب بضرورة توخي الحذر عند إضافة الأصدقاء، كون الشباب قد يكونوا مستهدفين في هذا الجانب".
وتقول أميرة صابر، موظفة، "لم أتعرض لهذا الموقف من قبل، ولكن وإن تعرضت لحادث انتحال سوف أسلك الجانب القانوني في هذا الجانب، لاسيما وان إدارة الفيسبوك لديها نظام التبليغ في حال تعرض الحساب للسرقة وما شابه ذلك". وترى أن انتحال صفة الغير قد تواجه الشخصيات المشهورة من إعلاميين ونجوم فن لغايات عديدة منها التشهير والابتزاز.
الحبس والغرامة
حول عقوبة منتحلي صفة الغير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، توضح المحامية والمستشارة القانونية جوسلين خير الله، وتقول: " نظر المرسوم الاتحادي رقم 5 لسنة 2012، ونصت المادة 11، على أنه يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة واحدة والغرامة التي لا تقل عن مائتين وخمسين ألف درهم، ولا تجاوز مليون درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من استولى لنفسه أو لغيرة بغير حق على مال منقول أو منفعة أو على سند أو توقيع هذا السند، وذلك بالاستعانة بأي طريقة احتيالية أو باتخاذ اسم كاذب أو انتحال صفة غير صحيحة عن طريق الشبكة المعلوماتية أو نظام معلومات إلكتروني أو إحدى وسائل تقنية المعلومات".
لهذه الأسباب انتحلوا شخصيتي!
تعرض الكاتب والإعلامي الفلسطيني محمد ظاهر، إلى حادثة انتحال شخصيته عبر الفيسبوك، ويقول: "عرفت ذلك عن طرق الصدفة من صديق لي، اخبرني أن هناك صديق على الفيسبوك، يأخذ منشوراتي وتحت اسم يطابق اسمي، وفي بداية الأمر اعتقد أنها مداعبة من قبل صديقي وبعد أن أرسل لي رابط الصفحة كانت المفاجأة، وليس إلا فقط ولكن تطول الأمر بوضع صورتي الشخصية واسمي أيضا، ولكن مع إضافة مقتطف صغير بحيث لا يظهر للأعيان، ولهذا راسلت إدارة الفيسبوك، ولكن تطلب الأمر بعض الوقت وتم إغلاق الصفحة نهائياً، ولهذا اعتقد أن الكثير من الأشخاص يجهلون مدى تأثير هذه الجريمة سلبيا أو ايجابيا سواء كان عن قصد أو من أجل أهداف أخرى، ويجهلون مدى قانونية ذلك في ظل غياب الوعي الفكري والوجه القانوني الذي تعتبره جريمة".
تحقيق رنا إبراهيم
