تعتبر الإجازة أو العطلة السنوية هي فترة راحة واستجمام ومتعة وابتعاد مؤقت عن ضغط العمل الروتين اليومي طيلة أيام السنة وغالبا ما تنتظرها العائلة خاصة في فترة الصيف حيث تترافق مع العطلة المدرسية للأولاد. فكيف نخصص لقضاء إجازة سعيدة؟
تحدد خبيرة الآتيكيت والبروتوكول الدولي منال نصري، أنواع الإجازة الصيفية، وتقول: " ينقسم قضاء الاجازة أو العطلة السنوية إلى عدة أنواع منها؛ السياحة الداخلية و السياحة الخارجية وهناك بعض من الأسر تفضل البقاء في نفس المكان وتكتفي بزيارة الأقارب والأماكن المحيطة وكل ذلك بناء على قدرة العائلة على الانفاق المالي. ويعود اختيار المكان أو النوع إلى أسباب وعوامل عديدة يتصدرها في الدرجة الأولى العامل المادي وتعود من نواحي أخرى إلى الوضع الصحي لأحد أفراد العائلة، أو الارتباط بمناسبة هامة، أو دعوة بعض الأقارب ومدة الاجازة وربما بعض الإجراءات التي تعيق تحقيق زيارة بعض الأماكن" .
وتضيف نصري: "تختلف الاذواق من ناحية المكان حيث يفضل الأغلبية أن تكون على شاطئ البحر لممارسة السباحة والاسترخاء بينما ترى بعض الأسر أن الجلوس في مكان ريفي جبلي بين أحضان الطبيعة والهدوء هو المكان الأنسب للهروب من ضغط وصخب الحياة اليومية، وهناك قسم آخر يفضل الأماكن المزدحمة والأسواق وزيارة بعض المعالم الأثرية وحضور الفعاليات التي تترافق مع فترة الإجازات والعطل الموسمية."
الأطفال أولاً
بغض النظر عن المكان الذي تختاره العائلة لقضاء الإجازة تنصح خبيرة الآتيكيت، مراعاة أهمية وجود أماكن ترفيهية للأطفال حيث ان سعادتهم هو جزء أساسي ليتحقق الهدف ألا وهو الإجازة السعيدة . وتقول: " هناك فئة تفضل قضاء الإجازة في فترة بعيدة عن العطل وتعلل ذلك بارتفاع الأسعار بالنسبة للحجوزات والتي تشمل التنقلات وأماكن الإقامة والمصاريف الأخرى ولكن يبقى الأمر مرتبط بإمكانية حصول جميع أفراد الأسرة على إجازة من العمل أو الدراسة حيث يكون الموضوع صعباَ بعض الشيء وغير محبب من قبل الجهات التعليمية أو الإدارية".
التخطيط الناجح
التخطيط لقضاء إجازة سعيدة يحتاج إلى تشاور واجماع جميع أفراد الأسرة، فكيف تخطط الأسرة لقضاء إجازة سعيدة، تقول منال نصرى: " من الأمور التي نجدها عند العائلة هي مرحلة التخطيط لقضاء الاجازة فنجد أن جميع أفراد الأسرة مجتمعين ويتشاورون في موضوع الإجازة وغالبا قبل فترة زمنية تصل لأكثر من ثلاثة شهور حيث يتم وضع عدة خيارات لاختيار المكان والزمان وفترة التحضير لهذه الإجازة هي ممتعة بحد ذاتها ويمكن أن يبدأ الشخص بالشعور بأجوائها منذ لحظة التخطيط لها ويرتفع معدل الحماس لها يوماً تلو الآخر لتصل لذروتها عند لحظة الانطلاق".
وتضيف نصري: "يقع العائق الأكبر لتجهيز أمور الإجازة على الأبوين فبعد اتخاذ القرار تبدأ رحلة التحضير من حجوزات وحزم امتعة وشراء مستلزمات خاصة يتطلبها المكان المقصود مع مراعاة أحوال الطقس ولا ننسى دائما الاحتفاظ بحقيبة الإسعافات الأولية التي تلزمنا أينما كانت وجهتنا والتأكد من جاهزية وسيلة النقل الخاصة وتزويدها بجميع معايير السلامة والأمان لتفادي حدوث أمور تجعل من اجازتنا في وضع مزعج" .
فوائد الإجازة الصيفية
إن الاجازة هي فترة ممتازة تهدف الى إعادة لم شمل العائلة بدون منغصات العمل والتواجد مع الأطفال لفترات زمنية كبيرة مما يمنحهم الحب والحنان ويعطيهم المجال للتواصل وطرح مواضيع كثيرة ربما لم يسمح الوقت لها في الأيام العادية مما يعطيهم طاقة كبيرة وفرحة وسرور وشعور بالاهتمام، تقول نصري: " هنا نجد أن دور الأبوين كبير جداُ لخلق الجو المحبب والممتع والترفيه والحرص على المشاركة معهم في بعض الألعاب وتحقيق رغباتهم قدر المستطاع في إطار لا يخرج عن التربية السليمة فهذه الأوقات هي مؤثرة جداً في عملية بناء شخصية الأطفال".
وتضيف نصري: " تعود أهمية وجود الزوجين في هذه الفترة إلى إمكانية إعادة التوازن العاطفي بينهما بعيداً عن الأجواء الاعتيادية وكسر الروتين اليومي وخلق أجواء جديدة مليئة بالسعادة والفرح وإتاحة الفرصة للتحدث عن مواضيع كثيرة ورسم أحلام جديدة مشتركة . ولكن علينا مراعاة عوامل مهمة جدا في الاجازة العائلية فالحديث عن العمل أو المواضيع المزعجة أو محاولة استرجاع بعض الذكريات الحزينة غير مقبول فهي تعطي الطاقة السلبية وتخرجنا من اطار السعادة" .
وترى نصري أن الإسراف هو العدو الأكبر لقضاء أي نوع من أنواع الاجازات فالتدبير مهم ولا اقصد الشح او البخل بل الانفاق بذكاء فمثلاَ عندما نقوم بالحجوزات المسبقة واستغلال العروض الترويجية فهذا يوفر علينا مبالغ كبيرة وعندما تكون جميع مسلتزمات الاجازة متواجدة فهذا أيضا يجنبنا شراء أشياء هي لدينا مسبقا.
عناصر التخطيط السليم
تحدد خبيرة الآتيكيت عناصر التخطيط السليم لقضاء إجازة ممتعة وسعيدة، وهي كالتالي:
- خطة إجراءات السفر.
- خطة انتقاء المكان المقصود.
- برنامج الإجازة.
- الميزانية المالية.
تحقيق رنا إبراهيم
