في عالم الفن، تتشابك التقاليد مع الحداثة لتشكل رؤية جديدة تتجاوز حدود الزمان والمكان. بدورها، تفتح مارينا فيدوروفا نافذة على عالمها الداخلي الذي يمزج بين الفنون التقليدية والتكنولوجيا الرقمية. وبعد معرض Ethereal Echoes الذي تعاونت فيه مع مصمّم الأزياء السعودي يوسف أكبر والذي استضافته العاصمة السعودية الرياض بين الفترة الممتدة من من 25 نوفمبر حتى 9 ديسمبر 2023، ها هي الفنانة المبدعة تُعيد تقديم تجربة استثنائية تلامس العقل والروح معاً من خلال معرض Cosmodreams: Elementa Solo Exhibition، في صالة عرض Fann A Porter في الجميرة -دبي، والذي سيستمر لغاية 20 يناير الجاري .
في هذا الحوار، نسير مع مارينا في دهاليز عالمها الإبداعي لنتعرّف أكثر على إلهامها، رؤيتها الفنية، وطموحاتها المستقبلية التي تجمع بين الإنسان والطبيعة في انسجام متناغم، بالإضافة إلى تفاصيل حول معرضها الجديد.
ما هو الإلهام وراء دمجك الفن التقليدي مع التكنولوجيا الرقمية في Cosmodreams؟
تُعد اللوحات والمنحوتات الوسيلة الأساسية للتعبير الفني في Cosmodreams، بينما تلعب المكوّنات الرقمية دور الوسيط الذي يربط الفن الكلاسيكي بجمهور معاصر أوسع. من خلال دمج الأعمال التقليدية مع تجارب تفاعلية مثل الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR) وفيديو آرت، أتمكّن من استكشاف طرق جديدة لسرد القصص وخلق سرد أكثر ثراءً. وغالباً ما يشير النقاد إلى أن لوحاتي تشبه مشاهد سينمائية كونها تجسّد لقطات من الفيلم الداخلي لخيالي، الذي أستطيع الآن مشاركته مع الآخرين بفضل التكنولوجيا الرقمية.
التقنيات الجديدة بالنسبة إلينا، تعتبر فرصة وليست تهديداً. فكما لم تستطع السينما أن تُغلي المسرح، ولا أن تأخذ الافلام مكان الكتب، فإن هذه الأدوات الجديدة تتعايش مع التقنيات التقليدية، وتوسّع لوحة الفنان، ما يتيح طرقاً مثيرة للتعبير عن الإبداع.
كيف تؤثر العناصر الطبيعية مثل الماء والهواء والأرض على أعمالك الفنية؟
استلهم هذا المعرض اسمه من عناصر الطبيعة، إذ تشكل المواضيع البيئية والطبيعية جوهر مشروع Cosmodreams. مهمة الفنان هي تسليط الضوء على القضايا الملحّة في العالم، ولعلّ القضايا البيئية هي الأكثر إلحاحاً في يومنا هذا. بالنسبة إلي، فإن الطبيعة هي جزء أساسي من الحياة، وأعتقد أنه من مسؤوليتنا المشتركة حمايتها بدلاً من تدميرها. بدورها، تستكشف أعمالي التناغم والتعايش بين الإنسان والطبيعة، وتُلهم الجمهور لرؤية أنفسهم كجزء من الطبيعة، وليس مجرد مستهلكين لمواردها. ففي نهاية المطاف علينا جميعاً ان نفكّر في الإرث الذي سنتركه خلفنا.
تتضمن أعمالك وسائل مختلفة مثل الرسم والواقع المعزّز. كيف تمزجين بين هذه التقنيات؟
أرى أن الواقع المعزّز طريقة لدعوة الجمهور إلى عالمي الداخلي، واكتشاف الأسرار الكامنة وراء أعمالي الفنيّة. هو وسيلة تُكمل الوسائل التقليدية، تعزّز السرد، وتخلق تجربة أكثر عمقاً.
كيف تطور مشروع Cosmodreams منذ انطلاقه في عام 2017، سواء في فنك أو في شخصيتك؟
على مدار سنوات عديدة، عملت ضمن إطار مشروع واحد. يضم Cosmodreams مجموعة متنوّعة من المواضيع، مثل الحياة على الأرض والكواكب الأخرى، الطبيعة، المستقبل الديستوبي، المدن الكونية، والإرث. هذه المجموعات توفر لي إلهاماً لا نهاية له، مما يتيح لي ابتكار أعمال جديدة باستمرار مع البقاء مخلصة لرؤية المشروع.
من البداية، تصوّرنا Cosmodreams كمعرض متنقّل. وقد عُرض بالفعل في دول مثل روسيا، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، والصين. ونحن نجري تعديلات طفيفة حسب كل موقع لكي يتماشى المعرض مع توقّعات الزوار، لكن جوهر المعرض يظل ثابتاً.
ما الذي تريدين أن يشعر به أو يفكر فيه الجمهور بعد تجربة معرض Elementa؟
كل فنان لديه عالم فريد لمشاركته، وهدفي هو دعوة الجمهور إلى عالمي الخاص. في مشروع Cosmodreams، نخلق تجربة عميقة يمكن للزوار من خلالها الانغماس في عالم خيالي. أريدهم أن يشعروا وكأنهم عاشوا حلماً جميلاً سافروا خلاله إلى كوكب آخر. في الوقت نفسه، آمل أن يغادروا وفي قلبهم تقدير أعمق للقضايا البيئية وحاجة إلى تناغم أكبر مع الطبيعة.
ما الخطوة التالية لمشروع Cosmodreams؟ هل تخططين لاستكشاف تقنيات جديدة أو اتجاهات فنية في المستقبل؟
كمعرض متنقّل، سيستمر Cosmodreams في عرضه في مدن ودول جديدة. نسعى إلى تقديم مواضيع إضافية تحت مظلّة المشروع، مما يضمن تطورّه وتوسعه باستمرار. كما أخطط لاستكشاف مجالات جديدة مثل الأزياء والتصميم، التي أعتقد أنها تُكمل الرؤية الفنية للمشروع. التعاونات المثيرة والتقنيات المبتكرة تلوح دائماً في الأفق، الأمر الذي يضمن استمرارية Cosmodreams في النمو والإلهام.