التأمل هو نشاط عظيم لرفاهنا، ولكن هل يسبّب أي مخاطر؟ سبق وناقشنا في مقالات عديدة فوائد التأمّل. من سهل تسليط الضوء على الجانب المشرق للتأمّل وتجاهل الجانب المظلم المحتمل. وقد أظهرت الأبحاث العلمية في علم النفس عن مدى أهمّية التأمل: فهو يقلّل من إجهادنا ويعطي معنى أعمق للحياة ويخفّف من آلامنا ويسهل علينا النوم.
ومع ذلك، فمن المهم أيضاً أن ندرك المخاطر المحتملة للتأمّل، والتي قد تنشأ أثناء الممارسة. وهذا أمر مهم جدّاً خاصةً للمبتدئين الذين قد يواجهون بعض التحديات وقد يعتقدون أنهم يقومون بخطئ ما. من الضروري أن يفسّر اساتذة التأمّل واليوغا هذه المخاطر المحتملة لطلابهم.
اليوغا: أنواعها وفوائدها
ما هي مخاطر التأمل؟
يمكن أن يؤدي التأمّل في الواقع إلى الأرق والقلق، وفرط الحساسية للضوء والصوت.
اكتشف باحثون أمريكيون هذه الآثار الجانبية للتأمّل، وشرحوا أن التأمل قد يسبّب مشاكل عن طريق محاكاة الحرمان الحسي.
فالأشخاص الذين يقضون وقتاً طويلا ًمع عيونهم مغلقة، في بيئة صامتة يمكن أن يعانون بعد ذلك من فرط الحساسية للضوضاء وضوء الحياة الطبيعية. كما أن التأمل يؤثّر على نشاط الدماغ ممّأ قد يؤدّي إلى صعوبة في النوم والأكل.هناك ظاهرة تسمى" الذعر الناجم عن الاسترخاء "، حيث يعاني البعض من زيادة القلق أو الخوف بعد الاسترخاء. وأثبتت التقارير الطبية اضطرابات ناجمة عن التأمل والتي تعرف ب "مرض التأمل".
من المفترض أن يساعدنا التأمّل على التخلّص من الاكتئاب والتوتر العصبي الناتج عن ضغوطات الحياة اليومية. ولكن، تختلف آثار التأمّلأ باختلاف التكوين البشري والتفكير والظروف. تماماّ مثل أي شيء في الحياة، قد يكون للتأمل آثار سلبية أو إيجابية...
تعالي لنتعرّف على آثار التأمّل السلبية الأكثر شيوعاً، ومن ضمنها:
1- فرط الحساسية للضوء والهلوسة البصرية
ممارسات التأمل وخاصةً التركيز تعتمد على الحرمان الحسّي. غالباً ما يكون المتأملون في حالة هدوء وفي بيئة هادئة، وغالباً ما يغلقون عيونهم، ويركّز انتباههم إلى أمر معيّن، مما يمكن أن يفسر بعض التغييرات مثل فرط الحساسية للضوء والهلوسة البصرية.
2- الأرق أو انخفاض الحاجة إلى النوم
وفي دراسة ثانية عن الأرق، اثبتت البحوث العصبية الحيوية أن التأمّل غالباً ما يرتبط مع تهدئة والاسترخاء لأنه يثير المنطقة الأمامية من الدماغ. وقد أظهرت الأبحاث عن التأمل والنوم نتائج مختلطة تربط بين التأمّل والأرق أو انخفاض الحاجة إلى النوم.
3- فقدان الشهيّة
الإثارة الناجمة في الدماغ قد تمثل أيضا تقارير تفيد عن تغيّر في الشهية والوزن بعد التأمل.
4- الشعور بالنعاس والفراغ وحتى الخوف
من ضمن الآثار الجانبية التادرة للتأمل، الشعور بالنعاس المزمن أو الفراغ الداخلي وتبدّد الشخصية، الخوف والملل والفراغ. تعتبر هذه الأعراض شبيهة للعديد من الأمراض النفسية وقد تؤدّي إلى الاكتئاب.
5-الوحدة
وجد الباحثون في جامعة براون بالولايات المتحدة الأمريكية أن يعض الأشخاص الذين يمارسون التأمل يسترجعون الذكريات المؤلمة، خاصةّ بالنسبة للذين تعرّضوا لمشاكل مفاجئة تشمل انحرافات عقلية وإدراكية وحسية. قد يؤدّي استراجاع هذه اللذكريات إلى الأنفراد والأبتعاد عن العلاقات والنشاطات الاجتماعية. ومع ذلك يأكّد خبراء النفسأن هذه الآثار السلبية نادرة وتحدث فقط بعد فترات طويلة من ممارسة التأمل.