يعتبر الحب أمر طبيعي في سن المراهقة أو في العشرينات، ولكن، وبالأخص في مجتمعاتنا الشرقية المحافظة، الحب في الاربعينات مسألة معقدة للغاية. نعم، قد يبدو الأمر محرجًا بعض الشي، ليس فقط بالنسية لنظرة المجتمع للعلاقة والحب، بل للشخص نفسه ايضاً.
في سن الأربعين أو الخمسين، يبني الأنسان نوع من الروتين الشخصي يصعب التخلّي عنه. يصبح الأنسان في هذه المرحلة من حياته صاحب جميع قرارته، الصغيرة والمخهمّة، مثل الرغبة في الذهاب إلى العشاء أو البقاء في المنزل ومشاهدة التلفاز. من الصعب في هذه المرحلة التأقلم من عادات جديدة والتنازل عن الراحة الشخصية من أجل الرومنسية والحب.
يعاني العديد من الأشخاص في منتصف العمر من الوحدة بعد الطلاق أو وفاة الشريك والتركيز على تربية الأطفال. تغرق الكثير من النساء وحتى الرجال في مهام الحياة اليومية، وفجأة، يكبر الأطفال لجدوا انفسهم فجاةً في وحدة قاتلة قد تؤدي إلى اليأس والكآبة...
وقد اثبتت الدراسات الاجتماعية، أن غالباً ما يكون الزواج الثاني اسعد وامتن من الزواد الأول، ويعود السبب لنضوج الشريكين والتأنى قبل الارتباط. فبعد الفشل في التجربة الولى، من الطبيعي عدم تكرار الأخطاء نفسها واخذ الوقت الكافي لاختيار الشريك بعناية
ما هي فوائد الحب في سن الأربعين؟
1- قوانين جديدة
كنا سبق وذكرنا، يتعلم الأنسان من تجارب الحياة ويحاول تفادي الأخطاء السابقة. يمكنك في العلاقة الجديدة، خاصةً بعدتجربة فاشلة لزواج صعب، وضع قوانين جديدة مختلفة عن التي كانت في زواجك الأول. يمكنك البدء من الصفر، ووضع خطط تتماشى مع شخصيتك واهدافك. تختلف أولويات ورغبات ومشاعر واهداف المرأة في سن ال 40 عن المرأة في العشرينات والثلاثينات.
2- التأكّد من الأهداف
تنمو شخصيّة المرأة و/أو الرجل في الثلاثينات أو الأربعينات بعد المرور بالعديد من التجارب، منها الفاشلة ومنها الناجحة. غالباً تختلف الأذواق والأهداف مع مرور السن بسبب الوعي والنضج. لذلك،تعتبر العلاقةفي سن ال40، علاقة اكثر نضوجاً لأنها مزيج من القلب والعقل. الحب في سن المراهقة أو في سن العشرينات يعتمد على المشاعر الجياشة. المرأة في سن الأربعين قادرة على تحديد أولوياتها وقدراتها وتعرف اماًما ما هي الأمور التي يمكنها التنازل عنها والأمور التي لا تسمح حتى بمناقشتها لأنها أساسية جداً...
3- الاستقلالية
الاستقلالية هي اساس القوّة. غالباً مل يكون الأنسان مستقل تماماً في سن الاربعين، والاستقلالية ليست فقط مادية، بل معنوية ونفسية. لذلك، من اصعب أن تؤثر العلاقة العاطفية سلبياً على الحالة النفسية العامة، يبقى الكثير من الأزواج في علاقة منهكة خوفاً من الفشل وانهيار العلاقة. على العكس، المرأة في الأربعينات هي أكثر عقلاني وتتمتّع بالقدة على التعامل مع الشريك بهدوء ووعي.
4-السعادة
من المعروف أن الشعور بالسعادة يعزز قدرة الدماغ على إفراز هرمون السيروتونين المعروف ب"هرمون السعادة" والمسؤول عن تنظيم الحالة المزاجية للأنسان.
5- مفيد للصحّة العامة
الحب مفيد جداً للصحّة الجسدية والفكرية، لأنه يحفّّّز انتاج مادة الأوكسيتوسين التي تساعد على التخفيف من التوتر والاجهاد، وبالتالي زيادة إفراز مادة الأندورفين التي تساعد على التقليل من الشعور بالألم ومن الضغوطات العامة مما يسمح للجسد بالأسترخاء والنوم. كما تشير الدراسات العلمية أن الحب يعزز جهاز المناعة وبالتالي القليل من خطر الإصابة بالأمراض.
6- الشباب الدائم
الشعور بالحب في الأربعينات والتمتّع بحياة رومانسية في هذه المرحلة من العمر سوف يمنحك السعادة. تشير الأبحاث العلمية إلى أن العلاقة الحميمة تساعد على إطلاق مادة الأندورفين التي تعزز من إنتاج فيتامين د في الجلد، والذي يساعد على تجديد الخلايا وتأخير علامات الشيخوخة المبكرة.