الانطوائية هو نوع من الاضطرابات الشخصية التي تدفع إلى التركيز على المشاعر الداخلية بدلاً من الاعتماد على العوامل الخارجية لإرضائها. يختلف الانطواء عن العزلة الاجتماعية، فأحد المفاهيم الخاطئة الشائعة هو أننا غالباً ما نعتبر الانطواء نوع من أنواع القلق الاجتماعي أو الخجل.
ما هي الأنطوائية؟
يميل الانطوائيون إلى الشعور بالسعادة في شخصياتهم وعالمهم الصغير بدلاً من السعي وراء التحفيز الخارجي لجعل حياتهم أكثر إمتاعًا. يميل أيضاً هؤلاء الأشخاص إلى أن يكونوا أكثر تحفظاً، وعلى عكس المنفتحين الذين يميلون إلى اكتساب الطاقة والرضا في التجمعات الاجتماعية، فعندما ينقون إالطاقة في مثل هذه النشاطات الاجتماعية، يحتاجوأ إلى إعادة شحنها من خلال قضاء بعض الوقت بمفردهم ومع أنفسهم.
ما هي أسباب الأنطوائية؟
لمعرفة سبب الانطوائية، علينا أولاً أن نفهم الدور الذي يلعبه فسيولوجياً الجسم في هذه العملية. تلعب الطريقة التي يمتزج بها جسمك مع البيئة من حولك دوراً مهماً في تحديد ما إذا كنت ستصبحي انطوائية أم لا. من منظور فسيولوجي، فإن شبكة من الخلايا العصبية في دماغنا تعرف باسم RAS مسؤولة عن الحفاظ على مستويات الاستيقاظ والوظائف الأخرى مثل اليقظة وعملية الانتقال بين الاستيقاظ والنوم. وفقاً للنظريات، فإن مستويات التحفيز هذه عند الانطوائيين مرتفعة بشكل طبيعي ولهذا السبب، فإنهم يميلون إلى البحث عن بيئات يمكنهم فيها الهروب من التحفيز المفرط. هذه المستويات العالية من الإثارة تجعلهم أكثر انتباهاً لكل شيء من حولهم.
ما هي العلامات الشائعة للانطوائية؟
عادةً، نفترض أننا نعرف من هم الانطوائيون من حولنا إذ نفكر أن الانطوائيين هم أخاص خجولين يفضلوا البقاء في المنزل وقضاء بعض الوقت بمفردهم. قد يكون هذا صحيحاً في معظم الحالات، لكن الانطوائيين هناك علامات أخرى للأنطوائية وتشمل الآتي:
1- مجموعة صغيرة من الأصدقاء
أحد المفاهيم الخاطئة الرئيسية عن الانطوائيين هو أنهم يكرهون الناس أو أنهم يميلون إلى عدم حب الناس. في حين أن هذا صحيح على مستوى ما، إلا أن "الكراهية" ليست التعبير الصحيح لمشاعرهم تجاه الآخرين. يستمتعون الشخص الأنطوائي بصحبة مجموعة صغيرة من الأشخاص يشعر براحة أكبر معهم، كما أنه لا يؤمن أن وجود مجموعة كبيرة من الناس ستجعله أكثر سعادة أو ارتياح، لذلك يميل إلى إبقاء مجموعته صغيرة حتى يتمكن من إقامة علاقات طويلة الأمد.
2- الهدوء
غالبًا ما يُنظر إلى الانطوائيين على أنهم متحفظون أو هادئون في المجموعة. في حين أن بعض الانطوائيين خجولون، يجب ألا نعتبر خجلهم خوفاً. في كثير من الحالات، يفضل الانطوائيون التحدث بحرص ودقة، حتى لا يضيعوا أي وقت وجهد في محادثات صغيرة غير ضرورية.
3- البيئات المحفزة تشتت اذهانم وتمنع تركيزهم
وفقًا للدراسات العلمية، يسهل تشتيت انتباه الانطوائيين أكثر من نظرائهم، وهذا هو السبب في أنهم يفضلون المحيط الهادئ بدلاً من المحيط المزعج. التواجد حول الكثير من الناس يستنزف طاقتهم ولكن هذا لا يعني أن جميع الانطوائيين يتجنبون الأحداث الاجتماعية. يستمتع العديد من الانطوائيين في الواقع بقضاء الوقت مع الآخرين، إلاً أنهم يفضلوا صحبة الأصدقاء المقربين.
4- الاستمتاع بالعزلة
فكرة الأنطوائي في قضاء وقت ممتع هي قضاء فترة ما بعد الظهيرة الهادئة للاستمتاع بهواياته واهتماماته أو المشي في الطبيعة الهادئة أو مشاهد برنامج تلفزيوني وحده. هذا لا يعني أن الانطوائي يريد أن يكون بمفرده طوال الوقت. يحب العديد من الانطوائيين قضاء الوقت مع الأصدقاء والتفاعل مع الأشخاص لكن عليهم بعد يوم طويل من النشاط الاجتماعي، التراجع إلى مكان هادئ للتفكير والتأمل وإعادة الشحن.
