تعاني بعض الزوجات من مشكلة خطيرة وهي العنف الأسري وهو سلوكي عدواني مرفوض من جميع الأديان السماوية والقيم الاجتماعية والاخلاقية. يلجأ بعض الرجال إلى استخدام قوّتهم الجسدية على الزوجة، كونها المخلوق الأضعف، وغالباً ما يؤدّي ذلك إلى تفكّك الأسرة إلى نتائج سلبية خطيرة مثل إطابة الزوجة بكسور وأضرار صحّية أو حتى إلى الوفاة. وللأسف، بما أن هذا السلوك لا يقوم به إلاّ الأشخاص غير المحترمين أو الذين يعانون من أمراض نفسية خطيرة، فهم لا يدركون الآثار السلبية التي تصيب الأطفال ومن ضمنها:
1- عدم احترام الأم
بالرغم من محبّة الأطفال لأمهم وخوفهم عليها، إلاّ أن ضرب الأم أمام الأطفال يؤدّي إلى فقدان احترام الأم واعتبارها شخص غير مؤهل للطاعة، لذلك، تصبح الم مخلوق ضعيف، مكسور الجناح تفقد سلطتها حتى على ابنائها. وفي هذه الحالة، تضطّر الأم لاستخدام الأب لتهديدهم، الأمر الذي يزيد من ضعفها ويعزّز قوّة ومكانة الأب الطاغي.
2- الخوف والكوابيس
يعاني معظم الأطفال الذي يعيشون في أجواء أسريّة تعّنف فيها الأم من الأب ومن سوء المعاملة من قلة النوم والخوف من الذهاب للسرير ليلاً بسبب الكوابيس وأحلام المخيفة والمرعبة، بالإضافة إلى الشعور الدائم بالخوف والقلق من إصابة الأم أو فقدانها.
3- العدوانية
اثبتت الدراسات العلمية أن الأطفال الين يشاهدون أمهم تضرب وتعنّف أمامهم في المنزل هم أكثر عرضة لابتداع المشاكل مع الآخرين واشعال نزاعات مستمرة معهم. كما انهم أكثر عدوانية ويلجؤون لضرب الأطفال الآخرين وكذلك الحيوانات الأليفة تماّما كما يرون والدهم يتصرّف في المنزل، ظناً أنه السلوك الطبيعي للتعامل مع الآخرين.
4- مشاكل صحّية ونفسية
تبيّن أن الأطفال ذا الأمّهات المعنّفات هم أكثر عرضة للمعانات من مشاكل وأمراض صحّية ونفسية مثل الصداع وأوجاع في المعدة، كما أنهم قد يعانون من نوبات غضب متكررة بسبب الشعور بالذنب والإحساس بالمسؤولية. من ناحية أخرى، قد يصبحوا منطوين على أنفسهم بسبب الشعور بالعار والخجل من أصدقائهم وعدم الرغبة في التقرّب من الآخرين خوفاً من كشف الحقيقة. كما يعاني هؤلاء الأطفال في معظم الأحيان من الاكتئاب، واليأس، الإحساس بالعجز عن تغيير الأوضاع وبالتالي انعام الثقة بالنفس.
5- عدم القدرة على الارتباط
يؤدّي ضرب الأم أمام الأطفال إلى عدم التعبير عن المشاعر والأحاسيس خوفاً من الحصل على نفس العقاب الأمر الذي يؤدّي إلى حالة من الارتباك والغضب والقسوة. من الطبيعي أن يؤدّي ذلك إلى العزلة والابتعاد عن الأصدقاء وصعوبة في الوثوق بالآخرين. يصعب على هذا النوع من الأطفال الأرتباط بالمستقبل وتأسيس أسرة بسبب العقد المتراكمة منذ الطفولة والذكريات العائلية المؤلمة.
يولد العنف الأسري مشاعر ضرب الكراهية والخوف وانعدام مشاعر الاحترام وتقدير للأهل. يؤدّي ضرب الأم أمام الأطفال إلى إضعاف شخصيتهم ويجعلهم متقبّلين للانقياد والطاعة العمياء. يعطي الضرب نموذجا سيئا للأبناء ويحرمهممن الشعور بالأمان والمحبّة، كما يحطّم تقديرهم لقيمتهم الذاتية فيجعل منهم أشخاص منطويين على ذاتهم يصعب عليهم التأقلم أو التكيف مع الحياة الاجتماعية.