لتجاربنا في الطفولة دور كبير على صحتنا وشعورنا بالأمان والرضى طوال حياتنا. يمكن أن يترك الاعتداء او التحرش الجنسي في الطفولة ندوبًا يمكن أن تستمر لفترة طويلة في حياتنا كبالغين.
عند التعرض للاعتداء او التحرش الجنسي، عامةً ما يشعر الشخص بالخوف الشديد من الإبلاغ عنه. وقد يشعر بالحرج أو الذنب أو الخجل. من ناحية أخرى يمكن أن يدخل الشخص في دوامة لوم نفسه أو الإعتقاد أنه يستحق سوء المعاملة هذه.
ما هو التحرش بالأطفال؟
التحرش الجنسي هو أي اتصال جنسي بين طفل وشخص بالغ، أو استغلال طفل لسلوكيات جنسية. وغالبًا ما يكون المتحرش شخصاً يعرفه الطفل ويثق به. الاستغلال الجنسي هو شكل آخر من أشكال الاعتداء الجنسي على الأطفال، يقوم على إجبار طفل على ممارسة الجنس مقابل أمور مثل المال أو الممنوعات أو الطعام أو المأوى.
كيف يؤثر الاعتداء الجنسي في الطفولة على صحة البالغين النفسية؟
يمكن أن يكون للاعتداء الجنسي في مرحلة الطفولة مجموعة واسعة من الآثار في مرحلة البلوغ. فيعاني بعض الناجين البالغين من مشاكل على صعيد الصحة العقلية، بينما يعاني البعض الآخر من العديد من مشاكل الصحة النفسية. التحرش او الاعتداء الجنسي نوع من الصدمة، تترك أثاراً خطيرة، على:
- الثقة: قد يضعف التحرش إحساس الإنسان بأن العالم مكان آمن ويضعف قدرته على الوثوق بالآخرين. قد يكون هذا صعبًا بشكل خاص إذا كان لديه علاقة وثيقة مع المعتدي.
-
احترام الذات: قد يلوم الشخص نفسه، حتى لو لم يكن خطأه، وقد يواجه صعوبة في الشعور بالرضا عن نفسه أو الشعور بالأمل.
-
التعامل مع التوتر: قد يكون لدى الشخص الكثير من المشاعر السلبية، مما قد يجعل من الصعب التعامل مع الضغوط اليومية.
-
الاندفاع: الاندفاع يعني التصرف بناءً على الحوافز قبل التفكير في العواقب، مما قد يؤدي إلى أنشطة خطيرة.
-
الغضب الشديد: قد يجد الإنسان صعوبة في السيطرة على غضبه.
-
التفكك: في هذه الحالة، "يفصل" العقل نفسه عن الأحداث المؤلمة لحماية نفسه. سيجد الشخص صعوبة في تذكر ما حدث، ويشعر أن العالم من حوله ليس حقيقيًا أو يشعر أنه غير متصل بجسده. إنه ردة فعل شائعة للألم والخوف.
-
إيذاء النفس: قد يؤذي الإنسان نفسه ولكن لا يقصد إنهاء حياته. قد تكون هذه طريقة للتعامل مع الأفكار أو المشاعر الصعبة.
هذه هي ردود الفعل الشائعة للصدمة. لكنها يمكن أن تؤدي إلى مشاكل عندما تؤثر على حياته. ومن المهم جداً الحصول على المساعدة إذا كان يواجه صعوبة في التأقلم مع صدمة سابقة.
كيفية التعامل مع تأثير التحرش
من المهم أن يجد المرء المساعدة بأسرع ما يمكن. يمكن أن يساعد التواصل مع الآخرين الذين يدعمونه على حمايته من التأثير السلبي للاعتداء الجنسي في مرحلة الطفولة ويساعده على الشفاء قدر المستطاع.
لسوء الحظ، يشعر الكثير من الأشخاص أن الحديث عن الاعتداء الجنسي على الأطفال من المحرمات، على الرغم من أننا نعلم أنه يحدث ونعلم أنه جريمة.
من ناحية أخرى، عند التحدث عن تجاربهم، للأسف يُنبذ بعض الأشخاص من عائلتهم وأصدقائهم. يمكن أن تجعل هذه العزلة، الشفاء أصعب. لذا، إذا عرفت بأن شخصاً من عائلتك قد تعرض للاعتداء الجنسي في مرحلة الطفولة، قم بالإستماع اليه، لا تحكم عليه، وعبر عن دعمك له. هذه الأفعال ستساعده على تجاوز هذه الصدمة بشكل أسهل.
أيضًا ، قد يساعد العثور على مساعدة للمشكلات المرتبطة بالاعتداء الجنسي في مرحلة الطفولة الشخص على:
- التغلب على الأفكار والمشاعر المزعجة، مثل لوم الذات أو الشعور بالذنب أو تدني احترام الذات
- التغلب على استراتيجيات التأقلم غير المفيدة، مثل إيذاء النفس أو مشاكل الأكل
- بناء مهارات صحية، مثل الثقة ووضع حدود صحية في العلاقات
تذكروا، إذا كنتم قد تعرضتم للاعتداء او التحرش الجنسي في طفولتكم، فلم يفت الأوان أبدًا لطلب المساعدة. اذهبوا أولاً إلى معالج نفسي وطبيب ودعوهم يقودونكم الى طريق الشفاء.