"وبينما نحتفل بمرور ٢٥ عاماً على تأسيس شركة لوريال في المنطقة، فتلك لحظة محوريّة بالنسبة لنا، ونبقى على التزامنا بتعزيز ابتكارات التجميل والاستدامة في الشرق الأوسط"- لوران دوفيه، المدير الإداري لشركة لوريال الشرق الأوسط.
أحيت مجموعة لوريال الشرق الأوسط الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لتأسيسها، في احتفال عكس أرث الجمال والإبتكار وتمكينالمرأة والمجتمع.
هذه الشركة تأسست في الشرق الاوسط عام 1998، وتطوّرت لتصبح الشركة الرائدة في قطاع منتجات وخدمات التجميل في المنطقة، حيث كان لها تأثيرًا كبيرًا على أكثر من ١٤٠ مليون مستهلك في عشر دول، والأهم انها تدعم الممارسات المستدامة والتقنيّات المبتكرة، وتضع نفسها في طليعة الصناعة التجميليّة ، فهي تواصل تشكيل مستقبل يلتقي فيه الجمال والتكنولوجيا لتلبية الاحتياجات المجتمعية.
مبادرات مجموعة لوريال الشرق الأوسط المستمرّة وتوجّهاتها المستقبلية، حدّثنا عنها المدير الإداري للمجموعة لوران دوفيه في مقابلة حصرية مع Elle Arabia عرض فيها لتقدمها الكبير في مجالات عدّة كتمكين المرأة، وتوظيف الشباب، والاستدامة البيئية.
أخبرنا عن شراكة لوريال مع "أسترولابز" في المنطقة، كيف ستساعد هذه الشراكة في تعزيز الابتكار في الصناعة التجميلية في الشرق الأوسط؟
ترتكز هذه الشراكة أوّلاً على الإيمان بأنّ مستقبل الجمال يكمن في تكنولوجيا التجميل ، في دمج بين الجمال والتكنولوجيا لتعزيز تجارب المنتجات. والفرضية الثانية، هي أنّ الابتكار غالباً ما يحتاج إلى دعائم ومساهمات خارجية. ومن ثمّ، أطلقنا مسابقة Tech Quest مع "أسترولابز"، وهي للشركات الناشئة المحلية، وقمنا بمراجعة حوالي ٥٠٠ شركة ناشئة، وتمّ اختيار ١٤ منها وفازت أربع شركات في المسابقة. وستتاح الفرصة لهؤلاء المتأهّلين للتصفيات النهائية لتطوير مشاريع إثباتية مع لوريال، مما يمثّل أول مبادرة من نوعها في الشرق الأوسط بالنسبة لشركة تقدّم منتجات وخدمات الجمال.
كيف ترى شراكة لوريال الأخيرة مع "حماية الأسرة الأهلية"، وكيف يساعد هذا التعاون في دعم أهداف الجمعيّة؟
منذ إنشائها، أعطت لوريال دائماً الأولوية لقضايا المرأة. إنّ شراكتنا الأخيرة مع جمعيّة"حماية الأسرة الأهلية"، وهي منظّمة غير حكومية سعودية تدعم النساء ضحايا العنف المنزلي، تتضمّن تطوير منازل آمنة. ولا تأوي هذه المرافق هؤلاء النساء فحسب، بل توفّر لهنّ أيضاً التدريب المهني لمساعدتهنّ على إعادة الاندماج في المجتمع. تعتبر هذه الشراكة إمتدادًا لشراكتنا مع جمعيّة " حماية الأسرة الأهليّة" من خلال برنامج لوريال باريس للتصدّي للمضايقات في الأماكن العامّة إذ درّب أكثر من 11 ألف فرد على التصدّي للمضايقات في الأماكن العامة الشائعة.
ما هي الاتجاهات التي لاحظتها في مجال التجميل وصناعة مستحضرات التجميل في الشرق الأوسط، وكيف تتكيّف لوريال مع هذه التغييرات؟
تاريخياً، لطالما كان الجمال أمراً أساسيّاً في الشرق الأوسط، وهي حقيقة أكّدتها الاكتشافات، فعلى سبيل المثال عمر أحمر شفاه ٥٠٠٠ عام وهو من بلاد ما بين النهرين. ويتوسّع السّوق بنحو ١٠% سنويّاً بعد جائحة كورونا. أسرع نمو هو في مجال العناية بالبشرة، مع إجراءات روتينيّة متطوّرة بشكلٍ متزايد ومكوّنات جديدة مثل النياسيناميد. بعد كوفيد ١٩، عاد الماكياج بقوّة مع زيادة التفاعلات الاجتماعية. لدينا اتجاهات جديدة مثل lip Shine، والعديد من عروض الماكياج المثيرة الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، تستمرّ مستحضرات العناية بالشعر والعطور ـ وخاصةً العلامات التجارية المتخصّصة مثل Kérastase و YSL Beautyو Armani Privé وما إلى ذلك ـ في تقديم أداءٍ جيد.
هل يمكنك تلخيص رحلة نمو لوريال في الشرق الأوسط على مدار الـ ٢٥ عاماً وتقديم جولة أفق حول أهداف الشركة المستقبلية؟
احتفلت لوريال الشرق الأوسط بحضورها الرسمي لمدّة ٢٥ عاماً، رغم أنّها متواجدة في المنطقة منذ ٦٠ عاماً وأنّها بدأت في العالم منذ ١١٥ عاماً. تأسّست الشركة التابعة في دولة الإمارات العربية المتحدة عام ١٩٩٨ لتكون أقرب إلى عملائنا. بدأنا بثلاثة موظّفين، وأصبح لدينا الآن أكثر من ٥٠٠ موظف. نحن نخدم ١٠ دول، ونهدف للوصول وخدمة ١٤٠ مليون مستهلك محتمل. للمضي قدماً، نحن نركّز على تكنولوجيا التجميل والاستدامة لتعزيز تأثيرنا في سوق التجميل.
ما هي إنجازات لوريال الشرق الأوسط في مجال الاستدامة، وما هي الأهداف التي حدّدتها المجموعة لعام ٢٠٣٠ في المنطقة؟
حدّد برنامج لوريال"من أجل المستقبل" الذي أطلقته لوريال عام ٢٠٢٠، أهدافاً لعام ٢٠30، بما في ذلك طاقة متجدّدة بنسبة ١٠٠%، ومواد بلاستيكية قابلة لإعادة التدوير، و٩٥% من المكوّنات الطبيعية المستدامة. كما قمنا أيضاً بتقديم برنامج "غارنييه" لإعادة التدوير في المملكة العربية السعودية بالتعاون مع نقاء وباندا، حيث تمّ إعادة تدوير ٣٤٠ طنّاً من النفايات خلال عامين. وتشمل الخطط المستقبلية الترويج للمنتجات القابلة لإعادة التعبئة وتنفيذ تقنيات للتوفير من صرف وهدر المياه في صالونات التجميل. لدينا برامج طموحة، ونعمل أيضاً مع جميع تجّار التجزئة للدفع بهذه البرامج إلى الأمام. لدى Kiehl’s برنامج عالمي لإعادة التدوير منذ عام ٢٠٠٩ ولديه رقم مثير للإعجاب يبلغ ٧٫٦ مليون منتج تمّ إرجاعه إلى المتجر لإعادة تدويره ـ منها ٢٫٧ مليون منتج عام ٢٠٠٣ وحده، وهو أمرٌ مهم للغاية. نحن نطلق تقنية "جيوزا" وهو عبارة عن "رأس الدش" في الصالونات والتي يمكنه توفير ما يصل إلى ٧٠% من الماء. تستهلك الصالونات ملايين وملايين اللترات من الماء، لذا إذا قمنا بتطبيق ذلك في ٥٠٠ صالون فقط في المنطقة، فيمكننا توفير ٤٥ مليون غالون من المياه كلّ عام. كما أنّنا من أوائل الشركات التي تمتلك أسطولاً من السيارات الكهربائية في الإمارات العربية المتحدة بالشراكة مع محبي لوجستيكس وسندخله ونقدّمه في المملكة العربية السعودية أيضاً.
ما هي المشاريع القادمة لمجموعتكم والمتعلّقة بالتكنولوجيا والابتكار في صناعة التجميل؟
تؤكد لوريال على "تكنولوجيا الجمال" لتحسين كفاءة المنتج وإمكانيّة جعله سهل المتناول. تعتبر التقنيات مثل أدوات التشخيص للتوصية بالمنتجات، الفلتر لتجربة الماكياج، ومجفّف الشعر "ايرلايت برو" ـ الذي يستخدم الأشعة تحت الحمراء لتجفيف الشعر بشكلٍ أسرع بينما يحرص على ترطيبه ـ أمراً أساسيّاً. على سبيل المثال، هناك أداة تستخدم لصباغة الشعر للحصول على نتائج مثاليّة، كما أنّها تساهم في التّوصية بالمنتجات. لدينا أيضاً "Spotscan"، حيث يمكنك التقاط صورة شخصيّة وسيوصي "الماسح الضوئي" بإجراء روتيني لمشاكل جلدية معيّنة. يمكن أن تساعد التكنولوجيا أيضاً في جعل الجمال أكثر سهولة وفي متناول اليد؛ تتيح Hapta للأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصّة إمكانية وضع الماكياج، وخاصةً أحمر الشفاه لأنّه أمر صعب للغاية. وبالحديث عن الألوان، تستخدم YSL Beauty جهاز Rouge Sur Mesure يمكنه المساعدة في صنع ظلال أحمر الشفاه حسب الطلب!