يشهد عالم الموضة تغيّراً كبيراً وبوتيرة سريعة، ليس فقط من ناحية الاتجاهات والصيحات التي بدأت تجنح أكثر نحو النمط العملي والمريح، إنما أيضاً من ناحية تغيّر سلوك المستهلك الذي أدى بدوره إلى تغيّر استراتيجية التسويق لدى العلامات التجارية. واليوم، وبعد ان أصبحت توقعات المستهلك لتجربة تسوّق مختلفة تماماً عما كانت عليه في السابق، اضطرت العلامات التجارية إلى تحويل تركيزها من بناء متاجر في الشوارع الرئيسية المزدحمة وإنفاق ميزانية على اللوحات الإعلانية الضخمة، إلى تعزيز وجودها عبر الإنترنت لتطال شريحة المستهلكين الأصغر سناً والذين يبحثون عن حاجاتهم ويستوحون إطلالاتهم من وسائل التواصل الاجتماعي.
لماذا تستعين العلامات التجارية بالمؤثرات؟
قد يرد إلى أذهاننا هذا السؤال البديهي: لماذا قد تحتاج علامة تجارية، لها صفحاتها الرسمية على الإنترنت، إلى الاستعانة بمؤثر أو مؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي لتسويق منتجاتها؟
في الحقيقة، هناك الكثير من الأسباب التي تجعل العلامات التجارية، لا سيّما المتخصّصة في صناعة الأزياء، تستعين بالمؤثرين والمؤثرات لمساعدتها في التسويق لمنتجاتها على نطاق واسع وتحفيز عملية البيع لديها، وأهمها:
فهم سلوك المستهلك
كما سبق وذكرنا، فإن الجيل الجديد تحوّل بشكل لافت نحو وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت مرجعه في كل الأمور، إذ استحوذت منصّات مثل Instagram وTikTok على اهتمام مجموعة كبيرة من الجماهير وتحديداً الجيل Z وجيل الألفية، والتي تمضي ساعات طويلة في تصفّح وسائل التواصل الاجتماعي وما تحمله من جديد. وأمام هذا "الإدمان"، يجد المؤثر، ذكراً ام أنثى، مساحته للتواصل مع الجمهور والتقرّب منه، ما يسمح لأي علامة التجارية بالتعريف عن هويّتها وعرض منتجاتها عبر طرف ثالث.
عامل الثقة
بالنسبة إلى الثقة، فإن المستهلك يشعر بها تجاه المؤثرين أو المؤثرات الذي يتحدّثون عن تجربتهم مثلاً أو رأيهم الخاص وانطباعهم حيال المنتج، أكثر من ثقتهم بالعلامة التجارية نفسها. وبالفعل، فقد أظهرت الأبحاث أن حوالي 75% من جيل Z وجيل الألفية يشاهدون محتوى المؤثرين مرة واحدة على الأقل يومياً، وهو ما يجعل من المؤثرين سفراء رئيسيين للعلامة أو الدار.
البعد عن التكلّف
أصبحت المنافسة أصعب من أي وقت مضى بالنسبة إلى العلامات التجارية لا سيما إلى علامات الأزياء، خاصة أن الجيل الجديد ملّ من رؤية جلسات تصويرية لأشخاص مثاليين ذوو أجسام مثالية يقومون بعرض المنتج أو الزيّ، في الوقت الذي يحتاجون فيه فعلاً إلى ما يعكس عفوية إطلالاتهم ويشجّعهم على الاختيار. وما يقوم به المؤثرون والمؤثرات على مواقع التواصل الاجتماعي من محاولة إلى التقرّب من متابعيهم بكثير من العفوية وبعيداً عن التكلّف، يساهم إلى حد كببر في تشجيعم لاختبار المنتج الذي يقومون بعرضه.