تشكل الاصابة بالخرف مع تقدم العمر ، هاجسًا لدى عدد كبير من الاشخاص كلما شعروا أنهم يتقدّمون بالسن، ولاسيما أن "الخرف" يعتبر مجموعة من الأعراض التي تصيب الذاكرة والتفكير والقدرات الاجتماعية بدرجة تؤثر على ممارسة الحياة اليومية، كما أنه يحدث بنتيجة الإصابة بعدة أمراض، من بينها داء الزهايمر الذي يعتبر السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالخَرَف التدريجي لدى كبار السن.
لكن ما لا يعلمه كثر، أنه يمكن للانسان أن يعمل على الحفاظ على صحة المخ والذاكرة مع التقدم في العمر. فبحسب أستاذة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عالمة الاعصاب في أحد أهم المراكز المتخصصة بهذا المجال عالميا، لي هيوي تساي، فالحفاظ على صحة المخ والذاكرة ليس سرّا وهناك مفاتيح كثيرة للوصول لهذه الغاية.
وقالت تساي: "أعتقد أن الناس يعرفون بالفعل ما يجب عليهم فعله للبقاء في صحة جيدة وللحفاظ على ذاكرتهم ، وأضافت أن نصائح الخبراء المشتركة ، والتي تقوم على ممارسة الرياضة والنشاط الاجتماعي والفكري كما الحفاظ على نظام غذائي صحي، هي أمور مهمة لتطبيقها في حياتنا معتبرة أن الجزء الأصعب يتمثل بالحفاظ على تلك العادات. وتابعت تساي بالقول: "أعتقد أنك إذا حافظت على روتين، كما تعلم، ستفعله. أعني، أعتقد أن هذه هي الطريقة الوحيدة للقيام بذلك".
وتحدثت تساي بلغة الأرقام، مستندة الى دراسة نشرت حديثا لكنها قامت على متابعة أوضاع ما يقرب من 30000 شخص في الصين لمدة 10 سنوات، وأظهرت أن أولئك الذين اتبعوا المزيد من "عوامل نمط الحياة الصحية" يعانون من انخفاض أبطأ في الذاكرة من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك.
وقد اعتمد الباحثون في الدراسة على العديد من العوامل نفسها التي أشارت إليها تساي وأبرزها: اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، والاتصال الاجتماعي المنتظم، والأنشطة المعرفية، والامتناع عن التدخين والكحول. وتعمل تساي رهنًا على جهاز طبي يهدف إلى إبطاء تقدم مرض الزهايمر، واصفة إياه بأنه يخلق عرضا للضوء والصوت لمن يرتديه، وهو مصمم لتحفيز عقولهم.
وقالت تساي إنها تعلم أن من المهم الحفاظ على روتينها حتى عندما تكون الظروف غير مؤاتية وختمت :"أنا فقط يجب أن أضبط نفسي حقا. على سبيل المثال، ممارسة الرياضة في الشتاء. إنه أمر مؤلم حقا عندما تنظر إلى درجة الحرارة الخارجية تحت الصفر وهناك جليد وثلج على الأرض. أحاول فقط ضبط نفسي والتحكم فيها".
