التحدّي ليس سلبيّاً بذاته أبداً ويأتي النجاح عندما تعيّنين الأشخاص المناسبين من حولك. هذا بعض من حديثنا مع أليسون لوهنيس، الرئيسة التنفيذية المؤقتة ورئيسة Net-A-Porter، و Mr Porter و The Outnet خلال زيارتها إلى الإمارات العربية المتحدة. هي من المعجبات الكبيرات بالمرأة العربية، فهي تعتبرها على دراية كبيرة ومتطوّرة للغاية بالموضة والجمال. وبما أنّ أليسون هي في تنقّل مستمرّ، فلا شيء يمكن أن يمنعها من زيارة المنطقة التي تعدّ إحدى أكبر أسواقها.
بعد أن بقيت في Yoox Net-A-Porter لأكثر من ١٥ عاماً، ماذا يمكنك أن تخبرينا اليوم عن رحلتك؟
أنا شخص أحبّ أن أشارك في العديد من الأشياء المختلفة. أنا حقاً أحبّ التغيير وأحبّ الحركة، لذا فلو قلت لي قبل ١٦ عاماً، "أنت تعرفين أنّك ستبقين في نفس العمل لمدّة ١٦ عاماً تقريباً"، كنت سأجيبك شكراً لك ولكنّني أعتقد أنّك تتحدثين عن شخصٍ آخر. ما جعلني أبقى في العمل هو أنّه كان ديناميكياً بشكلٍ لا يصدّق، وإنّه يتغيّر طوال الوقت؛ أعتقد أنّ ما ساعد في ذلك هو التغييرات الحاصلة في الأسواق، والأعمال، والتكنولوجيا خلال هذه السنوات. انضممت إلى الفريق وعملت في المبيعات والتسويق، ثمّ شاركت بشكلٍ كبير في إطلاق Outnet، وإطلاق Mr Porter. في وقتٍ لاحق، قمت بإدارة Net-A-Porter وبعد ذلك طرأت تغييرات مختلفة لناحية الملكية والمالكين. اليوم، أدير Net-A-Porter و Mr Porter و Outnet. أنا أيضاً الرئيسة التنفيذية المؤقتة للمجموعة، لذا فقد كانت هذه التجربة زوبعة فعليّة ورحلة مثيرة للغاية. أذكر عندما انضممت إلى فريق العمل ولم نكن قلائل وقتها، كنا حوالي ١٠٠ شخص، واليوم نحن ما يقارب الـ ٥٠٠٠. إنّه عمل تجاري كبير ولكن أودّ أن أقول إنّه لا يزال يحتفظ بذلك الجانب الريادي منه الذي نحبّه.
ما الذي جعل مسيرتك ناجحة وما هي التحدّيات الكبرى التي واجهتيها؟
إذا أردنا التحدّث عن النساء، وعن النساء المتفوّقات في الأعمال التجارية، فقد كنت محظوظة جداً للعمل في صناعات كانت لطيفة وجميلة، وإن لم تكن فيها النساء مهيمنات، فمن المؤكد أنّها كانت صديقة للإناث. أعلم أنّ هذا ليس هو الحال بالنسبة لكل الصناعات وبصراحة ليس هذا هو الحال بالنسبة لكلّ شركة في الصناعات الأخرى الأكثر انفتاحاً. أريد أن أقول إنّني كنت دائماً غريزية جداً، لذلك تركت نفسي أنقاد لحدسي وعندما لا أشعر أنّ الأمور على ما يرام، فأنا مستعدة إما لأقول أنّ هناك شيئاً خاطئاً أو للمضي قدماً. أعتقد أنّ التحدّي الأكبر في الآونة الأخيرة هو الذي واجهناه جميعاً مؤخّراً وهو الحياة أثناء الوباء وكيفيّة الخروج منه. وأيضاً، ولناحية وتيرة التغيير، تعتبر التكنولوجيا استثنائية ومثيرة. إنّها تمكّن كل شيء وهي المحرّك وراء ما نقوم به ولكننا نحاول جميعاً على قدم المساواة مواكبتها، فهي تتطوّر بسرعة كبيرة. التحدّي بالنسبة لي ليس سلبياً، إنّه مثير. يكمن التحدّي أيضاً في امتلاك قاعدة بيانات عالمية للعملاء لأنّها تكتشف بعد ذلك كيفية تلبية احتياجات مثل هذا العدد المتنوّع من السكان. بالنسبة لي، إنّ التحدي يحاول دائماً التواجد في أكثر من مكان في نفس الوقت. النجاح يأتي حقاً من تعيين الأشخاص المناسبين وأعضاء الفريق الذي يحيط بك. أنا محظوظة جداً للعمل مع مجموعة ديناميكية ذكية وموهوبة وفضولية بشكلٍ لا يصدّق من الأشخاص الذين من الرائع أيضاً التواجد معهم. عندما نوظّف أشخاصاً، لا يقتصر الأمر على مهاراتهم الممتازة فحسب، بل أيضاً على أنّهم مناسبون ولائقون لأنّنا سنقضي الكثير من الوقت معاً.
كيف يبدو يوم عادي في مكتب Yoox Net-A-Porter؟
لا يوجد شيء عادي، فالأمور تختلف حقاً؛ أقضي الكثير من الوقت مع فريقي، ولدينا اجتماعات كبيرة لمناقشة مشاريع جديدة وأفكار جديدة. أحاول أيضاً إجراء جلسات فردية لأتعلّم كيف يمكنني أن أدعم أعضاء فريقي، وللتحدّث عن الطموح، وعن النمو الذي نهدف إليه، ويمكن أن يكون إعداداً لمشروع، ويمكن أن يتمّ النظر إلى الأرقام على أساس منتظم، أو الاجتماع مع علامات تجارية ومصمّمين وتحضير مشاريع، والتخطيط للتنشيط والنظر في التصميمات.
ما الذي يعيدك إلى منطقتنا؟
لقد مرّ وقت طويل بالنسبة لي وأنا سعيدة جداً بالعودة. أنا هنا في هذه الرحلة على وجه التحديد لرؤية السوق، ورؤية الفريق. كما أنّني لم أذهب إلى السوق أبداً خلال شهر رمضان، وهذا أمر مثير للغاية؛ لقد عملنا على مشاريع رمضانية، ونخصّص كبسولات لـ Net-A-Porter و Mr Porter منذ سنوات ومشروعنا هذا العام هو الأكبر لدينا على الإطلاق، لذا في الليلة الماضية استضفت فيها إفطاراً وسحوراً وكان ذلك رائعاً. أردنا ان نحتفل بالفريق هنا، وبالعملاء والمجموعات الجميلة.
هل تتذكّرين حملة كان لها تأثير عليك على أي من منصاتك؟
إنّ برنامج Vanguard الذي ندعم من خلاله المواهب الصاعدة والقادمة من جميع أنحاء العالم كان ولا يزال له تأثير كبير. كان فريق الشراء يبحث دائماً عن المصمّمين في مختلف الأسواق الذين يحتاجون إلى التوجيه أو يحتاجون إلى مساعدة في تنمية أعمالهم، وقرّرنا في الواقع إضفاء الطابع الرسمي على العملية ونشرها. ما هو رائع هو أنّنا تمكّنا من العمل مع هؤلاء المصمّمين ومساعدتهم في الوصول إلى جمهور عالمي، لتزويدهم بالأدوات اللازمة لتسريع نموّهم. ما هو رائع هو ردّ الجميل للمجتمع الإبداعي وعملائنا يحبّونه. وNet Sustain هو مشروع آخر. كنّا بحاجة إلى إيجاد معنى موحّداً للإستدامة، لذلك لدينا الآن مجموعة من المعايير لنتمكّن من القول عن علامة تجارية أنّها مستدامة. إنّها شفافة تماماً وهي ليست فقط للجمال ولكن أيضاً للموضة. لقد كانت نقطة تحوّل كبيرة حقاً.
كيف ترين النساء في منطقتنا ومعرفتهنّ بالتسوّق؟
سوبر سوبر دراية للغاية. لطالما جئت إلى هنا، والشيء الذي كان دائماً يدهشني هو مدى ارتفاع نسبة انتشار الهاتف المحمول، وكم استخدام التطبيقات كبير. كان العملاء في هذه المنطقة من أوائل من بدأوا التسوّق على منصتنا. من حيث الموضة، فهم متطوّرون جدّاً، فهم يريدون الحصول على قطع حصرية ويرغبون في الأصالة.
أنت من أوائل منصات التجارة الإلكترونية التي بدأت في الاستثمار في المواهب الناشئة من منطقتنا؛ كيف بدت لك هذه المخاطرة وهل أعجبتك النتائج؟
لم نعتبرها مخاطرة ابداً. في الموضة، في كل موسم تخاطرين مع أي علامة تجارية. نحن ننظر إلى المنتج. ديما عياد مثال ممتاز. أطلقناها هذا الموسم على Net-A-Porter، وقطعها تباع بشكل جيّد هنا ولكن المثير أنها تعمل بشكلٍ جيد للغاية على مستوى العالم.
علامة تجارية قمت بتسجيلها على موقعك ولن تنسيها أبداً في عالم الجمال؟
Charlotte Tilburry، لقد أتت إلينا قبل أن تنطلق.
مصمّم(ة) عربي(ة) (ت)يعجبك حقًا؟
ديما عياد وسمسم وإيلي صعب.
علامة تجارية للأدوات المنزلية تستخدمينها؟
Ginori.
ماركة مستحضرات التجميل التي غيّرت الطريقة التي ننظر بها إلى الجمال؟
Tata Harper، لقد أثبتت أنّ الجميع على خطأ، وأنّ الجمال النظيف حقيقي وفعّال؛ Augustinus Badr لديه منتج لكلّ شخص.