يعتبر العطر عنصراً أساسياً في إطلالاتنا اليومية، لا يمكننا التخلّي عنه في أي موسم من المواسم. وجلّ ما نسعى إليه عند اختيار العطر، هو الرائحة الزكية وشعور الانتعاش الذي يمنحنا إياه. ولكن ما لا نعلمه هو أن بعض تركيبات العطور من شأنها أن تتسبّب بمشكلات جلدية مثل حساسية الشمس. فكيف يمكن حدوث هذا الأمر؟
تأثير المكوّنات
لكي نعلم ما إذا كان العطر يؤدي إلى الإصابة بحساسية الشمس، يجب أولاً أن نعرف ما هي مكوّناته. هناك بعض المكوّنات التي تتفاعل مع الشمس بشكل كبير، إذ يتمّ تنشيطها بواسطة الأشعة فوق البنفسجية، منها الحمضيات والزيوت الطبيعية، بما في ذلك خشب الصندل والخزامى، وهما مكوّنان يستخدمان كثيراً في تركيبة العطور ومن شأنهما أن يتسبّبا بمشكلة حساسية الشمس. ووفقاً لأطباء الجلد، فإن هذا النوع من الحساسية يظهر عادة على شكل تهيّجات والتهابات في الجلد. ويوضح الأطباء أنها تظهر عند استخدام العطور التي تحتوي على البرغموت، ثم نعرّض الجلد لأشعة الشمس فوق البنفسجية، ما يؤدي إلى التهيّج وفرط التصبّغ بعد إصابة الجلد بالالتهاب.
متى تظهر الأعراض؟
تظهر أعراض تفاعل الجلد المعطَّر بسرعة كبيرة، إذ عادة ما تبدأ بالظهور بعد دقائق من تعرّضه إلى أشعة الشمس. وتعد زيوت الحمضيات أحد الأسباب الأكثر شيوعاً للإصابة بحساسية الشمس الناتجة عن العطور، ولكنها ليست السبب الوحيد، إذ يمكن أن تحدث ردود الفعل استجابة لبعض الأدوية أو المواد الكيميائية أو النباتات أو أمراض المناعة الذاتية أو الأمراض الأيضية.. بالإضافة إلى الاستخدام المبكر للريتينول المعالج لمشاكل البشرة، والذي يجعلها أكثر حساسية.
تفاعلات العطر
يعتبر العطر من بين أكثر خمس مسببات للحساسية في دول أمريكا الشمالية وأوروبا، وقد حصل على لقب "مسبب الحساسية للعام" في عام 2007 من قبل الجمعية الأمريكية لالتهاب الجلد التماسي. لذا بدأ صنّاع العطور باستخدام تقنيات جديدة ومتطوّرة للتخفيف من هذه الأخطار. ومع ذلك، قد يكون من الصعب التغلب على حساسية العطور بشكل نهائي، لكن هذا لا يعني أنه يتوجّب علينا التخلي عن عطرنا المفضّل إنما توخي الحذر وحماية الجلد المعطّر من أشعة الشمس عبر استخدام كريمات الحماية التي تقدّمها مختلف العلامات التجارية.