يبدو أن المراهقين اليوم يعانون من الاكتئاب والقلق أكثر من الكبار. يلعب الضغط الاجتماعي لتكوين صداقات والتعايش مع الآخرين في المدرسة دوراً هاماً في الصحة العقلية، كما يواجه المراهقون اليوم تحديات فريدة بسبب التطورات التكنولوجية مثل وسائل التواصل الاجتماعي التي تسمح بالتبادل المستمر بين الأفراد دون توقف طبيعي.
يمكننا أن نرى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على اكتئاب وقلق المراهقين، حيث يمكن أن يسبب:
الضغط للتوافق
يمكن تضخيم رغبة المراهقين في التوافق مع زملائهم في الفصل من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمكنهم بشكل طبيعي مقارنة أنفسهم بأقرانهم الذين ينشرون صوراً لأنفسهم في المناسبات الاجتماعية مثل الحفلات الموسيقية أو حفلات أعياد الميلاد.
التنمر الإلكتروني
التنمر باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي خطير جداً، حيث يمكن للمراهقين إرسال رسائل إلى بعضهم البعض على الفور ونشر الأسرار أو المعلومات الأخرى لزملائهم في الفصل بسهولة أكبر.
المهارات الاجتماعية المتناقصة
يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تسهّل على المراهقين البقاء في المنزل والاعتماد على التفاعلات عبر الإنترنت بدلاً من التفاعلات الواقعية. نتيجة لذلك، يمكن أن يفوت المراهقون تعلم مهارات اجتماعية مهمة.
غالبًا ما يشعر الآباء بالارتباك لأن بعض هذه التأثيرات تشبه سلوكيات المراهقين الشائعة. ومع ذلك، هناك أعراض رئيسية يجب على الآباء البحث عنها لتقليل المخاطر المرتبطة بالقلق والاكتئاب واكتشاف العلامات التي تشير إلى أن المراهق يحتاج إلى رعاية صحّية سلوكية.
انخفاض الطاقة، وصعوبة النوم، والتهيج هي ثلاثة أعراض للاكتئاب والقلق عند المراهقين.
إليك بعض النصائح لمساعدتك في اكتشاف أعراض الاكتئاب والقلق عند المراهقين:
الاكتئاب هو اليأس الشديد والاكتئاب المستمر أو الدوري. القلق هو الشعور بالقلق أو التوتر أو عدم الارتياح بدون سبب محدد أو بشأن الأحداث التي لا يتحكم فيها المراهق. أفاد بعض الآباء أن أطفالهم يدلون بتعليقات سلبية عن أنفسهم، مثل "أنا غبي" أو "المدرسة غبية أو مملة" أو "أنا لست جيدًا مثل الأطفال الآخرين".
يمكن أن تشمل الأعراض الأخرى للاكتئاب والقلق ما يلي:
- التهيج
- طاقة منخفضة
- عدم الاهتمام بالأنشطة المفضلة
- سلوكيات المخاطرة مثل تعاطي المخدرات أو القيادة الخطرة أو إيذاء النفس
- مشاكل في النوم
إذا لاحظت أن ابنك المراهق يستيقظ متأخراً ويصعب عليه النهوض من الفراش في عطلة نهاية الأسبوع، فابحثي عن أنماط أو محفزات لتحديد ما إذا كان هذا سلوكاً روتينياً أو خارجاً عن المألوف بالنسبة لطفلك. إذا بدت هذه السلوكيات خارجة عن المألوف، ففكري في التحدّث إلى طبيب طفلك.
نصائح للوالدين وكيف يمكن للطبيب المساعدة
عندما يتعلق الأمر بوسائل التواصل الاجتماعي، فإننا نقترح غالبًا أن يراقب الآباء استخدام أطفالهم لمساعدتهم على تجنب الآثار التي قد تترتب على صحتهم العقلية. نقترح ألاّ يزيد تواصلهم أكثر من ساعتين من وقت الشاشة (الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وما إلى ذلك) في اليوم، والتجنّب الكلّي في الليل. من النصائح الجيدة للمساعدة في الحد من الاستخدام أن تطلبي من طفلك إبقاء هاتفه خارج غرفته ليلاً. بالإضافة إلى ذلك، تأكد يمن إمكانية وصولك إلى هاتف طفلك حتى تتمكني من مراقبة التطبيقات التي يستخدمها أو مواقع الويب التي يزورها.
يساعد إجراء بعض التعديلات على نمط الحياة في تخفيف أعراض الاكتئاب والقلق. قد تتضمن بعض التعديلات المفيدة في نمط الحياة ما يلي:
- اتباع نظام غذائي صحي
- ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل في اليوم ، أربعة أيام في الأسبوع
- النوم من ثماني إلى 10 ساعات كل ليلة
كآباء، من أهم أدوارنا هو مساعدة أطفالنا على حب أنفسهم. إذا بدا أن هناك شيئًا ما يؤثر على الصحة العقلية لابنك المراهق، فلا تترددي في التحدث إليه بشأن هذا الأمر وطلب العناية الطبية عند الضرورة.