والشعور الدائم بالخوف وانعدام الأمن يمكن أن يؤثّر سلبياً على الأنشطة اليومية العادية وبما في ذلك الجنس.
الجميع يشعر بالقلق في مرحلة ما، سواء كنت تشعرين بالضغط حول اجتماع في العمل، والمواعيد التي ليس لها نهاية، أو أول موعد غرامي، يوم زفافك إلخ... ولكن القلق هو حالة صحية عقلية منهكة تتخلّل كل جزء من حياتنا.
فالنساء أكثر احتمالاً للتعرض للقلق من الرجال وذلك بمعدّل متضاعف تقريباً، فالكثير من النساء يعانون من شعور مستمر بالخوف وانعدام الأمن مما يجعل من أنشطتهم اليومية العادية تحدياً...
يمكن علاج القلق من خلال أستشارة اللطبيب النفسي، والأدوية، والعلاج، والكثير من الطرق الأخرى. ولكن بالنسبة للعديد من الناس، فإن وصمة العار المحيطة بالمرض العقلي تجعل من الصعب التحدث بصراحة عن القلق وآثاره على حياتك الجنسية.
كيف يمكن للقلق أن يؤثر على الثقة؟
الشعور عام بالخوف وانعدام الثقة يمكن أن يؤثّر على ثقتك بنفسك أثناء ممارسة الجنس وكيفية التعامل في العلاقات. فالأشخاص الذين يعانون من القلق المزمن يحاولون تجنّب ممارسة الجنس تماماً من الخوف من الحصول على الأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي.
وقد يصطحب هذا القلق المزمن مخاوف لا نهاية لها تدفعك لعدم القدرة على اتّخاذ القرارت أو إدراك ما يتوجّب عليك القيام به. وفي كل مرة تفكّرين فيها بالعلاقة الحميمة، سيحدث قلق جديد غير عقلاني والشعور باستمرار بعدم الارتياح عند الخروج مع مجموعات من الأصدقاء خوفاً من ملاقاة شخص ما تعجبين به، ويستهلك أفكارك بصورة يومية.
يمكن علاج القلق بعدد من الطرق بما في ذلك العلاج السلوكي المعرفي، مما يساعد على تغيير أنماط التفكير المختلّة التي يمكن أن تؤدي إلى انخفاض الثقة.
كيف يمكن للقلق أن يؤثر على الرغبة الجنسية؟
ليس هناك شيء مثل الرغبة الجنسية "الطبيعية"، ولكن القلق يمكن أن يكون له تأثير كبير على حياتك الخاصة مما يسبب الأحباط. إن أنواع معينة من الأدوية المضادة للاكتئاب المستخدمة لعلاج اضطرابات القلق يمكن أن تقلّل أحياناً من الرغبة الجنسية. إنما هذا لا يعني أن جميع الذين يتناولون الدواء المعالج للقلق لن يكون لديهم الدافع الجنسي. نعم، مضادات الاكتئاب المعتمدة يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على الرغبة الجنسية لكل من الرجال والنساء. التغييرات في الرغبة الجنسية يمكن أن تكون جيدة أو سيئة.
وقد أظهرت الدراسات أيضا أن ممارسة الرياضة قد تساعد على تخفيف الآثار الجانبية لمضادات الاكتئاب عند النساء، وأنه حتى لديها القدرة على مساعدة "استعادة" الرغبة الجنسية.
تغييرات نمط الحياة قد تؤدّي في بعض الأحيان إلى القلق خاصةً عندما يصبح الإجهاد أكثر من اللازم. في هذه الحالة ننصحك بالتحدّث إلى الطبيب.
وقد يسبب القلق أعراض تتراوح بين الخفقان والتعرّق وتصل إلى نوبات الذعر... عند بعض النساء، قد يؤثّر القلق على المهبل: وهو نوع من العجز الجنسي الذي يجعل عضلات قاع الحوض تنشد إراديا، وتمنع المرأة من ممارسة الجنس.
يمكن أن يؤدي القلق إلى مجموعة متنوّعة من المشاكل مثل انخفاض تقدير الذات والثقة المنخفضة والمزاج العكر، كما يمكن أن تظهر في بعض الأحيان كخلل وظيفي جنسي مثل المهبل، الذي غالبا ما يكون مرتبط بالخوف والقلق.