قد يكتشف البعض بعد دخولهم في علاقة حب أو زواج مع شخص ما أن انتمائهم الفكري وميولهم العاطفي والحسي لا يتفق مع شريك حياتهم، لاسباب تعود إلى التنافر والتباعد الفكري وعدم الاتفاق العاطفي، معتقدين أن علاقتكما محكوم عليها بالفشل أو الفراق المحتوم.
علماء الفلك السايكولوجي أوجدوا الحلول التي تساعد في التقريب بين وجهات النظر المختلفة لبناء علاقة تقوم على التوافق الفكري والعاطفي والحسي الأبدي. ياسين الزبيدي استاذ جامعي، مدرب معتمد في البرمجة اللغوية العصبية يقدم الحلول، ليعرف بدايةً عن مفهوم توافق الأبراج، ويقول: "يعد علم الفلك السيكولوجي اداة فاعلة في الطرق على ابواب العقل الموصدة، والبحث عن مكنونات النفس البشرية ومحاكاة العقل الباطن للكشف عن مواطن القوة والضعف فيها وتحليل مستويات الطاقة لها، لتسخير هذه المعطيات في تطوير الذات وانجاحها في ما تصبو اليه من اهداف، اما في جانبه المختص بالتوافق فانه يعمل على بناء علاقات ناجحة على الصعيد العاطفي والاجتماعي. ويتم التوصل الى ماهية التوافق بالاعتماد على عدة عوامل اهمها هي الزويا التي تنشأ بين الابراج او ما يسمى بالتناسب (Aspect)، فالزاوية الايجابية ينتج عنها توافق ايجابي، فمثلا الزاوية 30 (Sextile) هي زاوية ايجابية وكل برجين تربطهما هذه العلاقة تعد علاقة ايجابية مثلا الحمل والجوزاء، الثور والسرطان. في حين زاوية التقابل 180 (Opposition) تشير الى علاقة متوترة ضعيفة نسبياً مثل العلاقة التي تربط بين الحمل والميزان او السرطان والجدي".
توافق الأبراج بين الزوجين
يرى الزبيدي ان الابراج الديناميكية سريعة الاشتعال بنار الحب، والتي تفصح عما ما يجول في خاطرها من مشاعر جياشة دون مواربة او خوف يطلق عليها الابراج النارية (حمل، الاسد، القوس). هذه الابراج تحتاج الهواء الذي يساعدها على الاشتعال ويؤجج فيها النار واللهب اي انها تحتاج الى الابراج الهوائية (الجوزاء، الميزان، الدلو) هذه الابراج التي بذكاءها ولسانها المعسول وافكارها المتجددة تذكي نار الحب في الابراج الناري وبهذا يكون مستوى العلاقة (ممتاز). اما ابراج الجد والمثابرة التي تكافح في معركة الحياة بكل مجهودها وطاقاتها والتي يطلق عليها الابراج الترابية (الثور، العذراء، الجدي)، تلك الابراج التي تمتاز بالصبر والطموح والجدية تحتاج الى العاطفة والحنان، تحتاج المرافئ المشحونة بالحب والشفافية، تلك المرافئ التي لا توجد الا في الابراج المائية (السرطان، العقرب، الحوت) ولذلك فأن الارتباط بين الابراج الترابية والمائية يحصل أيضاً على علامة (امتياز). اما الابراج التي ترتبط بالابراج المماثلة لها، كالابراج النارية مع الابراج النارية فان علامة الارتباط تكون (جيدة) وليست ممتازة، وذلك لان كلا الطرفين يفكر بأسلوب متشابه ويحاول ان يستأثر بالتفوق لنفسه. اما الارتباط الذي يحصد اقل العلامات هو الارتباط بين ابراج النار مع الماء او النار مع التراب، كذلك ارتباط الماء مع الهواء او التراب مع الهواء.
الفكر والعاطفة والحس
ان ماذكر سابقا عن التوافق بين عناصر الابراج الاربعة (النار، التراب، الماء والهواء) يعتبر توافقاً عاماً يمكن ان يؤخذ في نظر الاعتبار كتقييم اولي لمستوى العلاقة بين الطرفين، لكن ثمة توافق خاص، يعتمد على الفكر والعاطفة والحس، يوضحهم الزبيدي: " إذا اردنا ان نسبر غور البعد السايكولوجي للمرأة والرجل فاننا نحتاج لان نعرف مستوى التوافق بينهما على الصعيد الفكري، كيف يفكران وكيف يتخذان قرارتهما وكيف يتواصلان مع المجتمع. كذلك ينبغي ان نعرف التوافق على الصعيد العاطفي، كيف يعبران عن ما يجول في قلبيهما من مشاعر واحاسيس وكيف تكون ردود افعالهما العاطفية، وكذلك معرفة التوافق الحسي والتوافق بين الرغبات. ان معرفة كل هذه المستويات من التوافق تأخذ في نظر الاعتبار عند دراسة التوافق الخاص".
في علم الفلك السيكولوجي ثمة ادوات وبرمجيات حديثة تساعد في معرفة مدى التوافق بين الزوجين، يوضح الزبيدي، قائلاً: " في التوافق العام - بالطبع - معرفة برج المقابل هي الاساس في التعامل مع الصفات الرئيسية لشخصيته. اما في التوافق الخاص فان الامر يكون عن طريح تحليل التوافق بين الشريكين او ما يطلق عليه اصطلاحاً تحليل خارطة التوافق (Compatibility Chart Analysis) وذلك يتم باستخدام احد برمجيات الكومبيوتر التي تقوم برسم مواقع الكواكب في لحظة ميلاد كلا الشريكين بالاعتماد على تاريخ الميلاد ومدينة التولد".
الارتباط غير المتوافق
من الامور التي تدعو الى الاستغراب هو اشتعال قصة حب لاهبة بين ابراج لا تتوافق مع بعضها البعض، ولكن بعد الزواج يأخذ لهيب الحب بالخفوت تدريجياً وربما يتحول الى رماد لا حرارة فيه، فلماذا كان هذا التأجج والاحتراق ولماذا اضحى برداً وصقيعاً؟ يجيب الزبيدي: " الابراج غير المتوافقة غالباً ما ينشأ بينها اعجاب سرعان ما يتحول الى حب، ذلك لان كلا الشريكين يجد في الآخر ما يفتقر اليه في شخصيته، فمثلا يمكن لامرأة من برج العذراء ان تغرم باحد مواليد الاسد لأنها تجد في جرأته ما يكمّل خجلها الفطري، وكذلك الأسد يعجب بذكاء المرأة العذراء واهتمامها بالتفاصيل التي يغفل عنها دوماً. ولكن بعد الزواج تتحول مسببات الاعجاب الى مسببات للاختلاف فالمرأة العذراء تبدأ بالتضايق من جرأته التي تجر خلفها العديد من المعجبات، والرجل الاسد يغدو حانقاً من غرق المرأة العذراء بالتفاصيل التي تقود الى النقد واللوم. ثمة ملامح خارجية تشير لعدم التوفق بين الزوجين، يوضح الزبيدي: "ان فقدان لغة التحاور بين الزوجين هي من اهم العلامات على عدم التوافق ، وذلك ان كل منهما يغدو مهتما بعالمه دون مراعات ميول الشريك واهتماماته".
العثور على الحب الابدي
يتحدث الزبيدي عن أبرز الشخصيات التي تم تزويجها عن طريق التوافق، ويقول: " احيانا يتعذر على بعض المحبين ان يدرسوا صفات بعضهم البعض وذلك بسبب بعض المحددات الاجتماعية كصعوبة اللقاء المباشر. في هذه الحالة يمكن ان تسهم عملية تحليل التوافق بارتباط الشريكين، وقد قمت بتحليل العديد من الشراكات وساهمت في ارتباطهم، فاذكر ان احد الذين اعرفهم كان عازفاً عن الزواج وقد قرر قطعيا ان يمضي بقية حياته عازبا، ولكن موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك بوسعه ان يفعل الاعاجيب فقد قرّب بينه وبين فتاة تفصله عنها دول وبلدان فضلا عن فارق عمري كبير. ورغم ان العاطفة جياشة الا ان التردد كان كبيراً لانه لم يخالطها ليدرك ابعاد شخصيتها. وعندما لجأ اليّ ليشاركني همومه اقترحت عليه ان احلل مدى التوافق العاطفي والفكري والحسي بينه وبين تلك الفتاة، وما ان اطلعني علي تاريخ ميلاده وميلاد من يحب حتى اتجهت الى احد برمجيات الحاسوب التي تعيد رسم مواقع الكواكب لحظة الميلاد لدى كلا الشريكين، ثم بعد ذلك شرحت له بالتفصيل نقاط التشابة والاختلاف بينهما ثم تركت له حرية الاختيار، والحمد لله توج الحب بالزواج وهما الان ينتظران مولودهما الاول.
تحقيق رنا إبراهيم