يصعب التعامل مع الأولاد في هذه المرحلة نظراً للتغيرات النفسية والفيسيولوجية التي يمرون بها. إلى جانب هذا، ففترة المراهقة تُعتبر فترة صعبة على الولد نفسه وتتطلب الكثير من الرعاية والاهتمام، فهي بمثابة فترة انتقالية له من مرحلة الطفولة والبراءة إلى مرحلة الرشد. من أكثر الصعوبات التي يواجها الآباء في هذه المرحلة في التعامل مع الأبناء هي المعادلة بين التواجد المُستمر لإبداء النصائح ومنحهم المساحة الكافية لمواجهة العالم الخارجي واكتساب خبرة في مختلف مجالات الحياة.
هناك 3 مراحل للمراهقة:
- المرحلة الأولى: من سن 11 إلى سن 14، ويحدث فيها تغيرات بيولوجية في الجسم بشكل سريع.
- المرحلة الوسطى: من سن 14 إلى سن 18، وتكتمل فيها التغيرات البيولوجية.
- المرحلة المتأخرة: من سن 18 إلى سن 21، وهي المرحلة الأخيرة وينضج ويركز فيها المراهق.
يجب على الوالدان تفهّم هذه المرحلة جيداً ليتمكنوا من التعامل مع المراهق بشكل سليم ليُصبح شخصاً صالحاً وناجحاً في المجتمع.
إليك بعض النصائح في كيفية التعامل مع المراهق:
- التركيز على الإيجابيات
يجب عليكِ دائماً التركيز على الإيجابيات الموجودة في شخصية المراهق ومدحّها، والابتعاد عن انتقاد السلبيات في شخصيته. بعض الأولاد تحتاج دائماً إلى الدعم المعنوي للتقدم وخصوصاً في مرحلة المراهقة بسبب التغيرات المختلفة التي يمروا بها. يساعد هذا الدعم على تعزيز ثقة المراهق بنفسه وعدم تأثره بآراء الناس أو الأصدقاء التي قد تصيبه بالإحباط في بعض الأوقات.
- التقرّب من المراهق
تقربي لأولادك في هذه المرحلة واشعريهم بالحب والاهتمام ولكن بدون مبالغة. أعطيهم الثقة والحرية ولكن كوني دائماً على دراية بما يحدث معهم. إلى جانب هذا، احرصي على أن تكوني سندّ لهم في الحياة حتى عند اتخاذهم قرارات خاطئة. كما يجب عليكِ الإنصات جيداً لمشاكلهم وعدم التقليل منها حتى لو كانت تبدو بسيطة وتافهة. لا تتأخذي القرارات الصارمة دون نقاشها ومحاولة إقناعهم بالقرار الذي اتخذته.
- المشاركة في الهوايات
احرصي على مُشاركة أولادكِ هوايتهم للتقرب منهم وفهمهم ولكسر الحاجز العمري بينكما. خصصي وقت لتقضيه مع الأولاد في هذه المرحلة العمرية فمثلاً يمكنكِ ممارسة الرياضة معهم مرة في الأسبوع أو الخروج لتناول العشاء سوياً في مطعمهم المفضل. تُقرب هذه الأنشطة بينكما وتُشعر المراهق بالأمان والراحة النفسية، وذلك لوجود صديق يثق فيه ويمكنه اللجوء إليه في أي وقت.
- الوضوح في تحديد الحدود المسموحة
كوني صارمة في تحديد الحدود المسموحة للمراهق، فهذه الحدود تختلف من عائلة لأخرى. دائماً ما تظهر المشاكل بسبب غموض الحدود وبالتالي سهولة تجاوزها. شجعيه دائماً على خوض التجارب الجديدة التي قد تُزيد من خبرته وصلابته في الحياة. إلى جانب هذا، أعطيه الثقة والحرية ليشعر بالاستقلالية ويكون مُستعداً لخوض تجارب أكبر في الحياة.
اشغلي وقت المراهق في أنشطة مفيدة مثل ممارسة الرياضة وذلك لإشباع انفعالاته واستغلال طاقاته، فهذا يساعده على التقدم بدلاً من الشعور بالفراغ والملل.