يتحدّث Gregoris Pyrpylis، المدير الإبداعي لـ Hermès Beauty، عن Le Regard، مجموعة العلامة التجارية المذهلة وعن أحدث فصلٍ لها في عالم الجمال.
حدّثنا عن رحلتك في عالم التجميل؟
منذ صغري، كنت حسّاساً بالنسبة للجمال وأتأثّر به جدّاً. لقد نشأت في اليونان حيث للضوء جانب روحي، والنساء هناك لديهنّ هذا النور، يبدين جميلات للغاية بدون ماكياج سواء أكان ذلك في الليل أو في النهار. ثمّ في سنّ الخامسة أو السادسة، قرأت كتبي الأولى عن الأساطير اليونانية، حيث تمّ رسم زيوس وهيرا وأرتميس جميعاً بأجمل وأروع طريقة، حتى الوحوش الأكثر رعباً مثل ميدوسا تمّ رسمها بشكلٍ مذهل. لذا، أعتقد أنّه منذ البداية، تمّ تدريب عيني على تصوير الجمال من حولي. لقد نشأت أيضاً في بلدة صغيرة حيث كان والداي صيدلانيين وقضيت معهما ساعات طويلة بعد المدرسة. كنت أشاهد كيف يتصرّف عملاؤهم تجاه منتجات العناية بالبشرة والتجميل، وقد أذهلني ذلك. أصبحت فيما بعد فنّان ماكياج بالصدفة، لكنّني متأكّد من أنّه حتى لو لم أختر أحد هذه الإختصاصات، لكان سينتهي بي الأمر إلى أن أصبح مهندساً معمارياً أو مصمّم أزياء أو شيئاً يتعلّق بالجماليات. لقد عملت مع الكثير من العلامات التجارية لمنتجات التجميل، لكن عندما انتقلت إلى باريس عام ٢٠١٢، بدأت أعمل كثيراً في مجال الموضة. اليوم، أنا جزء من دار Hermès الأسطوريّة، حيث لا أرى Hermès كدار للأزياء فحسب، بل كدار للجمال حقاً.
كيف تنظر إلى كونك جزءاً من عائلة Hermès؟ وهل تمكّنت من طبع هوية العلامة التجارية في منتجاتك؟
الأمر المثير للاهتمام للغاية في Hermès هو أنّ هناك الكثير من التآزر القوي داخل المادة أو في هذه الحالة، الجمال. على سبيل المثال، أعمل كثيراً مع الحرير الذي كان له تعريف حقيقي وقوي في ترجمة الأنسجة والألوان الجميلة التي تجدها في هذه المادة. خذي Rose Hermès مثلاً، فهناك تشابه كبير في أحمر الخدود مع الحرير بينما لـ Rouge Hermès من ناحية أخرى، استلهمنا من الجلد بسبب التشطيبات في أقمشتنا، وتمكنّا من اكتشاف الملمس الكريمي أو غير اللامع مع صيغة متسقة للروج. فالهوية موجودة ـ إنّها دار عمرها ما يقارب ٢٠٠ عام من الوجود، لذا فهي تدعوك إلى الظهور في سياق هذا التاريخ وهذه الهوية حتى لو لم تبحثي بالضرورة عن مجموعة جديدة، فالإلهام في الدار يناديك فقط.
ما الذي أتى بك اليوم إلى دبي؟
لقد أحضرتني شركة Hermès Beauty إلى دبي اليوم، وهذا فصل أنا متحمّس له حقّاً. سأقدّم الفصل الخامس من Hermès Beauty الذي كان الجميع يسأل عنه منذ انضمامي إلى الدار.
تتمحور مجموعة Le Regard حول العيون، وهو أمر تركّز عليه النساء كثيراً في منطقتنا. ممّا تتكوّن هذه المجموعة؟ وما هو الإلهام وراء ذلك؟
يعتبر الماكياج شكلاً من أشكال التعبير عن الذات وتمكين الذات أيضاً؛ كما يمكن ارتداؤه كمجرّد أكسسوار. تمّ تصميم هذه المجموعة في بُعْدَيْن، فلدينا Le Trait d’Hermès مع ٦ ألوان من الماسكارا و Ombres d’Hermès مع ٦ لوحات ظلال للعيون. لهذين البعدين وجدنا الإلهام في مجالات مختلفة. بالنسبة إلى ماسكارا Trait d’Hermès، أردت إنشاء خط من خلال الاحتفاء بالألوان الرمزية للدار، الألوان التي تمّ استخدامها لتزيين الجلد أو الحرير لعدّة عقود والتي اكتسبت نادي معجبيها الخاص. لذا، تأتي الماسكارا على شكل جسم معدني مصقول باللون الذهبي بهذه الألوان: Noir Fusain ،Brun Bistre ،Rouge H ،Bleu Encre ،Vert Titien و Violet Indigo ـ في عالم Hermès، هذه الألوان معروفة للغاية بغناها ممّا يعني أنّها تضفي لمسة جماليّة أكيدة. خطّ قوي في العين ويمكن أن يكثّفها ويبرزها. إنّ تأثير الماسكارا مهم جدّاً تماماً مثل أهميّة الخطوط في الرسم، بحيث يجب أن تكون دقيقة جدّاً ونقيّة جدّاً. بالنسبة إلى Ombres d’Hermès، ألهمتني الطبيعة. مع Ombres Fauves ولمساته البرتقالية الدافئة، أردت أن أستحضر أحد أجمل غروب الشمس الذي رأيته في حياتي. في عطر Ombre Marine، تذكّرت الانعكاسات الجميلة للمحيط مع تلك الظلال البحرية الزرقاء العميقة وتلك الأضواء الجميلة على الأمواج التي تتحرّك في المحيط. Ombres Fumées هي لوحة أكثر تطوّراً ذات ظلال عاصفة. لا أجد الجمال إلا في العناصر الأكثر إيجابية من حولي، ويمكن أن يكون في أي شيء حتى العاصفة.
ما هو المظهر الجمالي المفضّل لديك عند استخدام اللوحات الجديدة؟
أعتقد أنّ لدي ارتباطاً قويّاً بـ Ombres Végétales. كما ترون، عندما بدأت في إنشاء المجموعة، قدّمت هذه الظلال للفريق وأردت الحصول على تعليقاته. يتكوّن الفريق من ٩٨% من النساء، لذلك أحبّ الجميع هذه اللوحات، فهي سهلة الارتداء. لكنهنّ كنّ أكثر تخوّفاً من Végétales. على عكس بقية لوحاتنا التي تخلق مظهراً بسيطاً للغاية وناعماً ودقيقاً، فإنّ Ombres Végétales جريء جداً وله لون يفرض نفسه جداً بين تلك الألوان الخضراء الجميلة.
ما رأيك بالمرأة العربية وعالم الجمال؟
أنا متأكّد من أنّني لست أول من يقول إنّ نهج الجمال في العالم العربي يشكّل مصدر إلهام كبير للعديد من فنّاني الماكياج والمخرجين المبدعين ودور الأزياء والتجميل. أشعر أنّ النساء العربيات، ويرجى تصحيحي إن كنت مخطئاً، لديهنّ علاقة متعدّدة الأوجه وشخصية للغاية مع الجمال وهذا شيء أحبّه حقّاً. تبحث المرأة العربية دائماً عن أشياء فريدة ومتفرّدة وأكثر تخصيصاً في الجمال وكذلك في العطور، وهو أمر رائع لأنّ Hermès دار متخصّصة في هذا فقط وقبل كلّ شيء وهناك رباط وثيق بين عالم Hermès والمرأة العربية من هذه الناحية.