بدأ رحلته المهنيّة في سن مبكرة جدًا في قطاعي الأزياء والعلامات التجارية الفاخرة، ليصبح مؤسّس مكتب المبدعين كريستيان دكّاش اليوم علامة فارقة في هذا المجال. وفي هذا الإطار تحدّث في مقابلة خاصة وحصريّة مع مجلّة Elle arabia عن مسيرته المهنيّة، وعن أسباب اختياره للشرق الأوسط ودبي، وكيفية رؤيته لنمو سوق العلامات التجارية الفاخرة والأزياء في منطقتنا.
تتمتع بمسار مهني مميز في قطاعي الأزياء والعلامات التجارية الفاخرة، هل يمكنك تلخيص مسيرتك المهنية لغاية الآن؟
بدأت رحلتي المهنية في سن مبكرة نسبيًا، حيث قمت بدراسة إدارة العلامات التجارية الفاخرة في معهد مارانجوني وعملت في مجموعة شلهوب لمدة 7 سنوات. بعد ذلك، انتقلت لتولي منصب رئيس قسم الاتصالات وإدارة العلاقات مع العملاء في CELINE لمنطقة الشرق الأوسط، قبل أن أقوم بتجربة خاصة وأطلق Bureau des Createurs. في البداية، كان تركيزنا على دعم مصمّمين وفنانين شباب يتمتعون بطموح عالٍ، حيث قمنا بتزويدهم بالأدوات اللازمة للنمو والنجاح في صناعة الأزياء في المنطقة. بعد ذلك، اتجهنا لتعزيز نمو العلامات التجارية الفاخرة وانتشارها بشكل صحيح في سوق مجلس التعاون الخليجي. لم تكن هذه التجربة سوى رحلة مليئة بالتحديات، خاصة مع تأثير جائحة كوفيد والأحداث الأخرى. ومع ذلك، أنا ممتن لكل تلك التجارب التي ساهمت في تشكيل مسيرتي المهنية، وأتطلع بشغف إلى المستقبل وما سيحمله من تحدّيات وفرص جديدة.
لماذا الشرق الأوسط ودبي؟ وكيف ترى نمو سوق العلامات التجارية الفاخرة والأزياء في منطقتنا؟
بالإضافة إلى كوني من المنطقة، مما يجعل التوجّه نحوها أمرًا طبيعيًا بالنسبة لي، لطالما كنت معجباً بثقافتنا الغنيّة والمتنوعة، وبالطاقة الحيّة التي تعمّ بيننا، إضافة إلى تعدّد الآراء والتوجّهات المتنوعة. إن الإمكانيات المتاحة في منطقتنا دائمًا كانت ضخمة، ومن المرجح أن تبقى هذه الإمكانيات مستمرة ومتنامية. أتطلع بشغف أن أكون جزءًا من هذه البيئة المتنوعة والديناميكية بكافة الوسائل المتاحة. بالإضافة إلى ذلك، نشهد تطورًا في الاذواق في المنطقة، وزيادة في الثراء والرفاهية، وازدياد الطلب على السلع الفاخرة مما يفتح أفاقًا واسعة للابتكار والتوسع. حقًا، إنه وقت مثير للغاية للعمل هنا، حيث يمكن رؤية التحولات العالمية والتركيز المتزايد على منطقتنا. وعلى الرغم من أن دبي تُعتبر سوقًا مشبعًا، إلا أن هناك الكثير لاستكشافه هنا، بالإضافة إلى المدن الإقليمية الأخرى، مما يجعلها بيئة عمل مثيرة وديناميكية!
عندما نقول "Bureau يمثلهم"، ماذا يعني ذلك بالنسبة لك؟
يبدو أنه لدي الآن سمعة جيدة، فأنا دقيق في انتقائي للعلامات التجارية التي نمثلها. ليس غروراُ أو شيء من هذا القبيل، ولكن لأنني كنت الى جانب العميل والآن الى جانب الوكالة، لذا أعرف ما هو المتوقع من حيث الجودة والخدمة. ومن اجل الأداء بشكل جيد، يجب ان أكون حذرًا الى عدد العلامات التجارية التي نمثلها، وكيفية تمثيلها. نشارك أنفسنا في التواصل، ولكن أيضًا الى جانب العملاء والمبيعات. أعتقد أن كل ذلك مرتبط. نحاول جميعاً الوصول إلى نفس الهدف. لذا، يتطلب نهجنا نهجًا شاملًا، مما يتطلب المزيد من وقتنا وجهودنا. بالإضافة إلى ذلك، أريد أن أمثل العلامات التجارية التي تمثلني، وتصوري للصناعة. وهذا هو السبب في أننا نقيد الأمور بحدود ما أعتقد، أظن ذلك.
ما الذي يجعل الخدمات التي تقدمها للعلامات التجارية الخاصة بك مميزة؟
أعتقد أن ما يجعل خدماتنا فريدة لعلاماتنا هو اللمسة الشخصية والتفاني الذي نضيفه إلى كل شراكة، ذلك الشعور بأننا جزء من الفريق من دون أن نتواجد شخصياً في المكتب. إنه تكييف نهجنا لتلبية الاحتياجات والأهداف الخاصة بكل علامة تجارية نعمل معها. نبذل جهدًا إضافيًا لفهم هوية العلامة التجارية، وقيمها، ورؤيتها، مما يسمح لنا بإنشاء استراتيجيات مخصصة تتفاعل حقًا. أنا لا أرى أنفسنا فقط كمقدمي خدمة، بل شركاء، على الأرض، لدعم رؤية كل علامة تجارية.
هل تعتبر Bureau des createurs نمط حياة؟
بالفعل كذلك، أو على الأقل هذا ما أود أن أعتقد. دعنا نقول إنه شعور، إنه أكثر من مجرد شركة علاقات عامة. إنه عقلية، طريقة معينة للتعامل مع الأمور، طريقة لتكون مبدعًا، ومنتبهًا للتفاصيل، ومتعاطفًا و موجودًا دائماً ولطيفًا، أخذ الأمورعلى محمل الجد، إلخ. أن تصبح العميل إن كان بإمكاني أن أقول ذلك. وآمل مع زيادة الطلبات المتزايدة في العمل، أن أحافظ على هذه الطريقة.
هل لديك أي نصيحة للأفراد الطموحين في مجالك؟
بالرغم من أن الأمر قد يبدو مألوفًا، إلا أنه كن صادقًا مع نفسك، أو بالأحرى ثق بغريزتك! هذه الصناعة دائمًا ما تتغير، لذا من المهم أن تبقى وفيًا لمن أنت وما تشعر بشغف تجاهه، وما هي أهدافك ورؤيتك الشخصية. بالطبع عليك أن تواجه بعض المخاطر على طول المسار، وتتعلم من أخطائك، واحتاط بأشخاص يرفعونك ويرغبون في العمل معك لتحقيق تلك الرؤية. واستمر في التقدم عبر الأوقات الصعبة التي لا مفر منها.