"ألو؟ إيه صبايا، منتلاقى عالغدا؟". موعد أسبوعيّ للصاحبات الأربعة اللواتي يلتقين كلّ أسبوع تقريباً على الغذاء في مطعم في بيروت، للتحدّث، الإطلاع على أخبار كلّ منّا، والثرثرة سويّاً فيما يفرح القلب ويخفّف من ضغط أسبوع العمل المضني. نحن الفارسات الأربعة: ميرا حوّا، مستشارة في التسويق والإعلام لقطاع الفنادق ، بولين قربان، منظّمة نشاطات، رانيا هبر، إمرأة أعمال وأنا، رئيسة تحرير هذا الموقع ومعلّمة يوغا.
وقع اختيارنا هذا الأسبوع على مطعم فرنسيّ في العاصمة، "لا بوتيت ميزون" La Petite Maison كنت قد دُعيت إليه قبلاً وأعجبني أسلوبه وطعامه. فوددت أن أشارك صاحباتي لذّة المأكل وحُسن الجوّ. وفيما جلسنا، هممت أنا باختيار الطعام كعادتي وأردت أن يحضر الشيف بشخصه لكي يطلعني على الطبق الخاصّ لهذا اليوم.
أما رانيا فمن لحظة إستوائها على الكرسي، ألقت نظرة شاملة على الطاولة أمامها وشرعت بترتيب الشوكة والسكين والملعقة بشكلّ متوازٍ.
بولين، بدورها سألت إن كنا مرتاحات في جلستنا وإن كنا نريد أن نغيّر مواقعنا، فيما أطلقت ميرا بصوتها العالي صيحات الإعجاب والتقدير للوحات الفنيةّ التي تزيّن حائط المطعم.
كان ذلك مشهداً اعتياديّاً لديّ، بأن تتصرّف كلّ واحدة منّا بما تملي عليه شخصيّتها بعفويّة وشفافيّة. وخطر لي أن أكيل الإنتباه أكثر على الطعام الذي ستطلبه كلٌّ منّا، علّ في اختيار الأطباق أيضاً ما يعكس شخصيّة الإنسان. بعد المراقبة، تأكّد حُكمي وفعلاً انطبق المثل الذي يقول (بتصّرفٍ) "قولي لي ماذا تأكلين، أقول لكٍ من أنتٍ!".
صنّفت صاحباتي، ونفسي، بحسب الأنماط السلوكيّة الأربعة والألوان الرمزيّة الموافقة لها، والتي ترتكز على أسلوب التقييم الذي يُعرف ب DISC Assessment والذي وضعه المعالج النفسي ويليام مورتون مارتسون كوسيلة لدراسة السلوك في الشركات وكيفيّة التعاطي مع الزملاء في محيط العمل بحسب شخصيّة كلّ منهم.
كان التمرين مرحاً، ممتعاً للعقل ولذيذاً بقدر الأطباق التي قدّمها لنا مطعم La Petite Maison.
تحقيق دلال حرب