شهدت الموضة النسائيّة تطوّرات كثيرة على مرّ السنوات بعدما كانت مقيّدة بالكثير من قواعد اللباس، قبل أن تصبح اليوم صفتيْ التحرّر والاستقلاليّة من الأبرز في المجموعات. فظهور الكثير من القطع أحدث ثورة فيها، بما في ذلك السراويل والبدلات والكورسيه وغيرها، حيث بدأ المصمّمون يكسرون القواعد ويضعون كلّ تركيزهم على جعل إطلالات المرأة عمليّة وأنيقة وأنثويّة في الوقت نفسه، وأن تطلّب الأمر منهم استلهامها من قطع كانت مخصّصة لأوقات وممارسات معيّنة، مثل قيادة السيارات. فبعض الملابس والإكسسوارات التي تعدّ أساسيّة في خزانة المرأة، لم تكن مرتبطة بالأناقة، مثل التي سنخبرك عنها في ما يلي والتي صُمِّمَت في الأساس ليشعر من يقود السيّارة أو يستقلّها بالراحة.
النظارات الشمسيّة
صُمِّمَت النظّارات الشمسيّة في الأساس لحماية السائقين من التراب والغبار الذي كان يعيق رؤيتهم لأن السيّارات التي تمّ اختراعها في البداية لم تكن تحتوي نوافذ، وقد كانت شبيهة بالتي نرتديها أثناء السباحة اليوم. ومن وحيها، أتت فكرة تصميم نظّارات شمسيّة تحمي العينين من أشعّة الشمس، وتطوّرت لاحقًا لتصبح إكسسوارًا يضفي لمسات عصريّة وأنيقة على الإطلالات.
معطف الـ "ترنش"
عندما تمّ ابتكار السيارات، لم تكُن مزوَّدة بأنظمة التدفئة التي موجودة فيها اليوم لتعديل الحرارة في داخلها خلال الطقس البارد، وكان ارتداء الكثير من الملابس للشعور بالبرد هو أمر مربك وغير مريح لمن فيها، خصوصًا لمن يقودها. ولذا، كان لا بدّ من تصميم ما يحلّ ذلك، فأصبح معطف الـ ترنش- Trench Coat هو الخيار الأنسب لذلك، لأنّه يمتاز بخامته الرقيقة التي لا تتجعّد، والتي تمنح من يرتديه في الوقت نفسه الدفء. ومع مرور السنوات، تمّ إدخاله إلى مجموعات الأزياء النسائيّة، وبدأ يطلّ بخيارات تتنوّع من حيث القصّات والألوان وما يزيّنها من تفاصيل.
حذاء الـ "موكاسان"
لم تكن دواسات الوقود والفرامل سهلة الاستخدام بالقدر الذي أصبحت تتميّز به اليوم، إنّما كان الدوس عليها يتطلّب مجهودًا أكبر من الذي يبذله السائقون اليوم، وهذا أمر كانت تعيقه الأحذية التي كانت في السابق كبيرة ومُرفَقة بنعال سميكة. وحينها، ظهرت أحذية الـ موكاسان- Moccasin، وكانت آنذاك مخصّصة للرجال فحسب، وخصوصًا لمن ينتمون لطبقة الأثرياء، وأصبحت لاحقًا من التي تنتعلها النساء والأطفال، وها هي اليوم ترافق الكثير من الإطلالات، لأنّها تتناسب مع خيارات مختلفة من الملابس، الأمر الذي زاد من اهتمام الدور العالميّة بتصميمها من خامات مختلفة، أبرزها الجلد والشامواه.
القفازات
بعدما كانت تُصَمَّم من خامات توفّر الدفء لليديْن ليرتديها سكّان المناطق ذات الطقس البارد، تمّ تصميمها في لاحقًا لتكون رقيقة بحيث يسهل لمن يرتديها تحريك أصابعه لأنّ الغاية من استخدامها كانت لحماية اليدين ممّا قد يسبّبه مقود السيارة الصلب، ولضمان ثباتها عليه إذ كانت تنزلق عند تعرّقها. واليوم، أصبحت القفازات من الإكسسوارات الأساسيّة التي لا تستطيع المرأة التخلّي عنها، ليس لغايات تدفئة يديْها فحسب، بل أيضًا لإضفاء الرقيّ والأناقة على إطلالاتها.