يتخفين تحت ستار الطب المتنقل، ويمتطين حقائبهن المملوءة بالأدوات والمعدات والأدوية الرخيصة والغير مرخصة، شعارهن الترويج للجمال وبأقل الأسعار، يتواجدن بكثرة في صالونات التجميل وفي الشقق السكنية لفترات زمنية قصيرة، هدفهن الحصول على المال الوفير بغض النظر عن الأضرار الصحية والنفسية التي يخلفونها ورائهن.
تفاصيل طبيبات الشنطة، يوضحها الدكتور قاسم أهلي، استشاري جراحة التجميل والترميم وجراحة الحروق في مستشفى راشد وعيادة ديرماليز في الجميرا، الذي أشار بأن طبيبات الشنطة هي ظاهرة منتشرة في الدولة وخاصة بين طالبات الجامعات، لذلك لابد من التوعية والتحذير والتبليغ عن القائمين بهذه الأعمال، ويقول: " طبيبات الشنطة، لا يقتصرن على عنصر النساء، بل قد يعمل بهذا المجال رجال، وقد يكونوا ممرضين أو أشخاص بلا مهنة اكتسبوا الخبرة بطريقة ما ودخلوا في هذا المجال، وتدخل هذه المهنة في عدة مجالات؛ منها الصالونات النسائية، كأن تكون الواجهة الأمامية للصالون مكشوفة للجميع، ولكن خلفها إما أن يكون هناك شقة أو باب خلفي يؤدي للقيام بالأعمال المخالفة، أو أن يكون لدى بعض الأفراد شقق معينة للقيام بالعمليات التجميلية، ولكنها بنفس الوقت متنقلة، ويوجد مجموعة من القائمين على تلك الأعمال، يأتون إلى الدولة لفترة قصيرة ويكونوا قد حددوا زبائنهم المستهدفين، للقيام بعملهم. وبالنسبة للعاملين بتلك المهن، من خلال سنوات خبرتني تبين أنهم يأتون من الفلبين وإيران وشرق أوروبا وروسيا، وبعض منهم من لبنان، ومعظم الأدوات التي يستخدمونها هي الحقن التي تعينهم على القيام ببعض الجراحات التجميلية، وتلك الحقن معظمها عبارة " فيلر" لتكبير منطقة المؤخرة وبعدها الصدر والذراعين، والبعض منهم يستخدمونها للوجه".
أرخص الأسعار وأسوأ الطرق
عادةً ما يستخدم أطباء أو تجار الشنطة مادة " الفيلر" وهي عبارة عن مواد ممتلئة، تعطي المكان المستهدف من الجسم حجماَ مضاعفاً، يقول أهلي: " مادة " الفيلر" المستخدمة من قبل تلك الفئة هي عبارة عن مواد رخيصة، وغير مرخصة ومصرحة، بدولة الإمارات، ولهذا يحضرونها بالتهريب إلى الدولة، وتكون بسعر زهيد، لذلك يستخدمونها على المرضى الذين يبحثون عن أرخص الأسعار، على سبيل المثال؛ تكبير المؤخرة وهي أكثر شيء شائع في هذه الفترة، حيث يستخدم في الجلسة الواحدة كمية كبيرة من حقن التكبير، تكلفتها تصل من 4 إلى 7 آلاف درهم، وعادة تحتاج من جلسه إلى 3 جلسات على حسب الحجم الذي تطلبه الزبونه، في المقابل إذا اختارت الزبونة الذهاب إلى طبيب مصرح له وفي عيادة معروفه، سوف تكلفها العملية من 30 إلى 70 ألف درهم، وبالتالي فرق التكلفة هو ما يدفع البعض للجوء إلى تلك العيادات أو الشقق أو طبيبات الشنطة الغير مرخصين، عدا عن ذلك المواد المستخدمة هي عبارة عن مواد غير مشروعة في الدولة، ويستخدمون مواد دائماً وشبه دائمة في الجسم، ومن الصعب استخراجها، على عكس المواد المستخدمة في العيادات المصرح بها، وهي مواد قابلة للذوبان، وتستمر لمدة سنتين، أما تجار الشنطة غالباً ما يستخدمون مواد دائمة في الجسم".
حول الأجواء العامة التي تجرى بها العمليات التجميلية المتنوعة، يقول أهلي: " عمليات التكبير عادةً ما تتم داخل غرفة، بها سرير، وتعقيم بسيط، وتعطى حقن التكبير من دون تخدير، ويكتفي الطبيب الوهمي بإعطاء حبوب لتخفيف الألم كالبروفين والفولتارين، ولكن يبقى الألم موجود، وبعد العملية، يتناول الزبون المضادات حيوية وحبوب الكورتيزون، تلك الحبوب تقلل الانتفاخات حول المادة، ولكن عيبها تزيد من الالتهابات".
الخوف من السمعة
معظم قاصدات طبيبات الشنطة يخرجن بدون مشاكل، وتكون شكل مؤخراتهن جميلة جداً، لكن و بعد فترة تظهر لديهن بعض المشكلات الصحية، يوضحها أهلي: " تظهر أعراض العملية التجميلية بشكل متفاوت بين كل سيدة، فبعضهن تظهر الأعراض عليهن بعد 6 شهور أو بعد 15 سنة، ومن هذه الأعراض تكتل المكان، واختلاف الحجم بين اليمين واليسار، لان المادة المستخدمة لديها القابلية بالصعود أو النزول، والمادة في بعض الأحيان تعطي الجلد تلون جلدي لا تختفي، وهذه المادة في النهاية لا تزال إلا من خلال عملية جراحية كبيرة وفيها مشاكل كبيرة، وللأسف معظم هؤلاء المرضى يتعالجون في الخارج خوافاً من السمعة".
حول طرق معالجة تلك الحالات يقول أهلي: " معظم العمليات التي تجرى على هذه الحالات هي عمليات ترميمية وتعديلية وليست تجميلية، في محاولة لإرجاع المنطقة لما كانت عليها، والبعض منهن يلجأن لعملية الشفط التي من خلالها تزال المادة وما حولها من دهون". وبالنسبة لسيلكون تكبير الصدر، يقول أهلي: " أخطر شيء ممكن أن يسببه السيلكون إذا اختلط بالجسم هو حدوث الالتهابات الشديدة، كالتكتلات والخراج، الذي ممكن أن ينتقل للدم، ومع التهاب الدم، ممكن أن يؤدي إلى ارتفاع في درجات الحرارة وتؤثر على القلب والكبد".
مواد التخسيس
لا يقتصر عمل طبيبات الشنطة على " الفيلر" ومواد التكبير، بل يعملن على ترويج مواد ومستحضرات التخسيس، يقول أهلي: " مواد التخسيس متنوعة بالأسواق، والفكرة من التخسيس هي حرق الدهون تلك التي تؤثر على الهرمونات أو إنزال السوائل من الجسم التي تعتمد على إدرار البول وهي غير مفيدة، فالنوع الأول من عيوبه زيادة في ضربات القلب، والرجفة والخمول و الصداع، والإسهال والخوف الليلي وما يتضمنه من كوابيس وأرق، ولذلك لو كانت حبوب التخسيس بدون ضرر وبطريقة صحيحة وعلمية، لفقد أطباء التجميل عملهم، والدليل على ذلك إعلان وزارة الصحة بشكل دائم عن سحب منتج للتخسيس من السوق". ينصح أهلي، ويقول: "عند شراء منتجات التخسيس، يجب الانتباه إلى التعليمات المكتوبة عليها، وإذا كانت جميع نتائجها ايجابية فهذا يعطي مؤشر وعلامة استفهام حول عدم وجود اختبار فعلي للمنتج والمراد منه فقط الترويج".
الوشم والأمراض المعدية
النشاط الثالث لطبيبات الشنطة، هو الوشم أو التاتو، يقول أهلي: " يجب أن يكون الشخص العامل في مهنة الوشم، مصرح من وزارة أو هيئة الصحة بدبي، والفكرة من الوشم هي أخذ المادة الصبغية وحقنها في الطبقة الجلدية، وتكون هذه المادة نقية بدون شوائب، ولكن ما يستخدمه طبيبات الشنطة هي مادة رخيصة، فيها مكونات غير طبيعية، تشكل حساسية على الجلد والدم، وكذلك إبرة التاتو مرتفعة الثمن نوعاً ما، وغالباً لا يتم تغييرها من شخص لآخر ولا يتم تعقيمها بالشكل الصحيح، ما يؤدي إلى نقل الأمراض المعدية كالإيدز و الكبد الوبائي، وكذلك يستخدمون عدة ألوان من الصعب إزالتها في المستقبل، كذلك إبرة الوشم، تدخل في طبقه محدد من الجسم، وإذا زودت درجتها فإنها تدخل في طبقة أعمق تؤدي في النهاية إلى نزيف ومشاكل صحية كبيرة".
نساء بمؤخرات وأثداء مضاعفه
يشير أهلي أنه استقبل حالتين لسيدتين تعانيان الالتهابات الشديدة مع تقرحات في جهتين العملية، و3 حالات يعانين من تيبس في المنطقة، وحالة تعاني نزول مادة الفيلر للأسفل، يقول: " بعض من الحالات بدل ما يكون لديها مؤخرتين، أصبح لديها أربعة، لكن المشكلة في أن هذه المادة لا يمكن إزالتها بسهولة، وكذلك سيدة أخرى تشتكي من صعود المادة إلى الظهر الأمر الذي أدى إلى وجود آلام في منطقة الظهر، وأخرى أجرت عملية تكبير صدر، والمادة نزلت للأسفل وبات لديها أربعة أثداء".