في ساحة كونكورد، تشعّ واجهة شُيِّدت سنة 1758 على يد المهندس الفرنسي آنج-جاك غبريال من أجل الملك لويس العاشر. إنّه فخامة فندق de Crillon المرمّم بالكامل والذي يكتب فصلاً جديداً من الامتياز!
لعالم الفنادق الفرنسيّة تاريخ مشعّ هو 5 تموز/ يوليو 2017، يوم أعاد Hôtel de Crillon أو Rosewood Hotel فتح أبوابه من جديد أمام الزوّار التوّاقين إلى روعته الحديثة.
معالم المكان
بدأت أعمال الترميم في 30 آذار/ مارس 2013 وتطلّبت أربع سنوات، وكانت كلّها مخفيّةً بالحواجز والسقالات. يمزج الفندق بكلّ فرح الأعمال المصنّفة مع الابتكارات الموقّعة من مهندسين ومصمّمي ديكور معاصرين، وهو يحافظ على روح المنزل الكبير المبتكر ليستقبل الضيوف بكلّ أناقة وودّ. تحوّلت الغرف البالغ عددها 148 إلى عشر شقق فاخرة متميّزة و36 شقّة فاخرة عاديّة و78 غرفة. أمّا نجمة الفندق فهي بلا شكّ الشقق المسمّاة Grands Appartements التي تقارب مساحتها 400 متر مربع وقد أوكلت إلى كارل لاغرفيلد المولع بالقرن الثامن عشر. هنا، أدخل رؤيته لتلك الحقبة ولكنّه طوّرها كلّياً لتواكب العصر الحالي. من دون أن ننسى في الطبقة السابعة لؤلؤتين اسمهما Studios d’artistes، لا مثيل لروعتهما وهما تطلاّن على باريس بأكملها. أمّا جديد هذا المكان فهو إضافة مسبح غارق بالنور فيه 17600 قطعة من الفسيفساء تغطّي الأرضية بكاملها. كذلك، ومن أجل المتعة، يأتي Sense، وهو منتجع للرفاهية في Rosewood فيه صالون للشعر للسيّدات، دايفد لوكاس، وصالون للرجال من La Barbière de Paris. من دون أن ننسى صالون Devoirdecourt لمنح الجلد حياةً ثانية.
إحساس فريد
اعتنى بمهمّة تجميل الأبنية العائدة إلى القرن الثامن عشر ريشار مارتينيه (وكالة Affine Design)، وهو مهندس معماريّ فرنسي خبير في ترميم المباني التاريخيّة، فيما شاركت ألين أسمر دامان، تحت اسم شركتها Culture in Architecture كمديرة إبداعيّة لتقيم الرابط بين القرنين الثامن عشر والواحد والعشرين بكثير من الإبداع والدقّة. هكذا، استرجعت الصالونات التاريخيّة والشقق الفاخرة المجاورة وحدّثتها فكان الأمر بمثابة تمرين جميل في "المحافظة والتحويل" حيث يسمح قلب بعض المعايير بجعل المكان مريحاً أكثر من دون المساس برقيّه على الإطلاق. وشعارها: "إحلال إحساس فريد من نوعه". وقد أُنجزت هذه المهمّة بفضل ثلاثة مصمّمي ديكور وهم تريستان أوير، شاهان ميناسيان، وسيريل فيرنيول التي اختارتها لتتعاون معها بكلّ تناغم. والمفاجأة الجميلة مشاركة ماريا هبري وهدى بارودي (بقجة) للعمل على النسيج ومنحه حياةً ثانية. أمّا الفنّانة اللبنانيّة-الكنديّة ماري خوري فقد وقّعت قطعاً من البرونز من بينها مرآة موجودة في شقّة ماري أنطوانيت الفاخرة وأربع نوافير في باحة الشرف.
هذا من دون أن ننسى خبير تنسيق الحدائق لويس بينيش، الذي استرجع نوعاً ما حدائق Tuileries ونقلها إلى فندق Crillon متقناً مساحاته الخضراء ومضيفاً اللازم من العالم العطري والزهري.
مواهب حقيقيّة
يأتي عرضٌ جميل خاصّ بفنّ المأكولات ليجعل هذا العنوان مثالياً بالفعل. L’Écrin، طاولة طعام فيها 24 أداة للمائدة، مصنع للجعة، حديقة شتائية وبار Les Ambassadeurs... كلّ ما يلزم لإرضاء أكثر الأذواق تطلّباً. أمّا شيف المطبخ فيبقى كريستوفر هاش وإلى جانبه جاستن شميت، شيف مصنع الجعة في Aumont وجيروم شوسيس، شيف الحلويات. إنّ الفريق الناجح لا يُستبدل أبداً!
وعلى رأس هذه الإمبراطوريّة مارك رافري، المدير العام الجديد الذي عمل سابقاً في فندق Four Seasons. بأناقته الطبيعيّة وحسّ الضيافة الفطريّ لديه، يعدّ الشخص المناسب لوضع فندق De Crillon على السكّة الصحيحة لبلوغ درب الامتياز!
www.rosewoodhotels.com
ديزيريه صادق